أجزاء العين ووظائفها الأساسية
يمكن تلخيص وظيفة العين في استسقاء الضوء ودخوله إليها، ليتم تركيزه على الشبكية (بالإنجليزية: Retina) التي توجد في الجزء الخلفي من العين. تقوم الشبكية بتحويل الإشارات الضوئية إلى نبضات كهربائية تُرسل عبر العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve) إلى الدماغ، حيث يتم معالجة هذه الإشارات لنتمكن من الرؤية. هنا سنستعرض مكونات العين وأجزائها ووظائفها الرئيسية:
محجر العين
يمثل محجر العين أو حجاج العين (بالإنجليزية: Orbit) الجزء العظمي من الجمجمة المحيط بالعين، والذي يوفر الحماية لها ضد الإصابات. يتكون المحجر من عدة عظام مرتبة بشكل هرم رباعي الشكل، كالتالي:
- قاعدة الهرم: تشمل عظام الوجنة (بالإنجليزية: Zygomatic bones) وعظام الفك العلوي (بالإنجليزية: Maxilla bones) وعظام الحنك (بالإنجليزية: Palatine bones).
- الجزء العلوي للمحجر: يتكون من عظام الجبهة (بالإنجليزية: Frontal bones).
يحتوي المحجر على مجموعة من الفتحات التي تسمح بمرور الأوعية الدموية والأعصاب الناقلة للرسائل الحسية كالألم، بالإضافة إلى رسائل الحركة التي تتحكم في عضلات العين. كما تحيط العيون وعضلاتها طبقة دهنية تفصل بينهما وبين عظام المحجر، مما يسهل حركة العين بسلاسة.
عضلات العين
ترتبط مقلة العين بخمس عضلات خارجية تتحكم في حركتها، والتي تشمل:
- العضلة المستقيمة العلوية (بالإنجليزية: Superior rectus): تتحكم في رفع العين نحو الأعلى (بالإنجليزية: Upgaze) بمساعدة العضلة المائلة السفلية.
- العضلة المستقيمة السفلية (بالإنجليزية: Inferior rectus): تتحكم في خفض العين نحو الأسفل (بالإنجليزية: Downgaze) بالتعاون مع العضلة المائلة العلوية.
- العضلة المستقيمة المتوسطة (بالإنجليزية: Medial rectus): تسهم في تحريك العين نحو الأنف.
- العضلة المستقيمة الجانبية (بالإنجليزية: Lateral rectus): مسؤولة عن تحريك العين نحو الأذن.
- العضلة المائلة العلوية (بالإنجليزية: Superior oblique): تعمل بالتعاون مع العضلات الأخرى لتدوير العين عمودياً.
- العضلة المائلة السفلية (بالإنجليزية: Inferior oblique): تسهم في تدوير العين أفقياً.
- العضلة الرافعة للجفن العلوي (بالإنجليزية: Musculus levator palpebrae superioris): تقوم برفع الجفن.
الرموش والجفون
تعمل الرموش (بالإنجليزية: Eyelashes) على تنقية الهواء من الغبار والأوساخ لحماية العين، بينما تحمي الجفون (بالإنجليزية: Eyelids) العين من الأجسام الغريبة والضوء الساطع الضار. عند الرمش، يساعد الجفن في توزيع الدموع على سطح العين، مما يساهم في الراحة والترطيب.
الغدد والقنوات الدمعية
تعتبر الغدد الدمعية (بالإنجليزية: Lacrimal glands) والقنوات الدمعية (بالإنجليزية: Tear ducts) المسؤولة عن إنتاج وتوزيع الدموع، التي تحتوي على مكونات مائية موزعة بين الجفن والعين. تحتوي الدموع على تركيبة معقدة تشمل:
- السائل الشفاف: يحتوي على العناصر المائية المولدة من الغدد والقنوات، بالإضافة إلى طبقة داخلية من المخاط.
- المخاط: يفرز من خلايا الملتحمة المتخصصة (بالإنجليزية: Specialized conjunctival cells) لزيادة التصاق الدموع بسطح العين.
- غدد الجفون: تُعرف أيضًا بالغدد الميبوميوسية (بالإنجليزية: Meibomian glands)، التي تنتج طبقة دهنية على حافة الجفن لتقليل تبخر الدموع.
هناك أنواع متعددة من الدموع، منها:
الدموع الأساسية
الدموع الأساسية (بالإنجليزية: Basal tears) تُفرز لحماية العين وترطيبها.
الدموع الانعكاسية
تُفرز الدموع الانعكاسية (بالإنجليزية: Reflex tears) للتخلص من المواد المهيجة، مثل الغبار، وهي تحتوي على كمية أكبر من الأجسام المضادة مقارنة بالدموع الأساسية لمواجهة العدوى.
الدموع العاطفية
يعتبر العلماء هذه الدموع نوعًا مميزًا، تُفرز عند الشعور بمشاعر مكثفة مثل الحزن أو الفرح، وتحتوي على هرمونات وبروتينات أكثر مقارنة بالأنواع السابقة.
الملتحمة
تعتبر الملتحمة غشاءً رقيقًا شفافًا يغطي السطح الأمامي للعين ويُبطن السطح الداخلي للجفن. وهي متصلة بشكل متكامل، مما يمنع دخول العدسات اللاصقة أو أي جسم غريب إلى أجزاء العين الداخلية. يمكن تقسيم الملتحمة إلى جزئين: الملتحمة المقلة (بالإنجليزية: Bulbar conjunctiva) التي تغطي الجزء الأمامي من الصلبة (بالإنجليزية: Sclera)، وملتحمة الجفن (بالإنجليزية: Palpebral conjunctiva) التي تُبطّن الجزء الداخلي للجفن.
تلعب الملتحمة عدة وظائف، منها:
- الحفاظ على رطوبة السطح الأمامي للعين.
- الحفاظ على رطوبة السطح الداخلي للجفن دون تهيج عند فتح وغلق العين.
- حماية العين من الغبار والعدوى الميكروبية.
- توفير المواد الغذائية للعين والجفن بفضل الأوعية الدموية فيها.
- المساهمة في تجنب متلازمة جفاف العين (بالإنجليزية: Dry eye syndrome) من خلال خلايا خاصة تنتج مكونات الغشاء الدمعي.
الصلبة
تشكل الصلبة النسيج الضام الكثيف الذي يشكل بياض العين. وتعمل على حماية العين والحفاظ على شكلها الكروي، حيث تغطي حوالي 80% من سطح مقلة العين. وتتكون من أربع طبقات رئيسية تشمل:
- الطبقة الخارجية (بالإنجليزية: Episclera).
- الصفيحة السمراء (بالإنجليزية: Lamina fusca).
- طبقة اللُحمة (بالإنجليزية: Stroma).
- الطبقة الداخلية (بالإنجليزية: Endothelium).
تؤدي الصلبة عدة وظائف أساسية، منها: الحفاظ على ضغط العين الداخلي وشكل مقلة العين، كما تساهم في توفير حماية قوية ضد الإصابات، وتوفر ارتباطاً قوياً مع العضلات الخارجية التي تتحكم في حركة العين.
القرنية
تغطي القرنية، التي تشبه القبة الشفافة، بؤبؤ العين (بالإنجليزية: Pupil) والقزحية (بالإنجليزية: Iris)، وتعتبر خط الدفاع الأول ضد الإصابات والأجسام الغريبة. تحتوي على نهايات عصبية متعددة، وهي الجزء الوحيد في الجسم الذي لا يحتوي على أوعية دموية، مما يساعد في الحفاظ على شفافيتها. تلعب القرنية دورًا مهمًا في تركيز الضوء على الشبكية.
القزحية والبؤبؤ
تمثل القزحية غشاءً دائريًا في مقدمة العين يتحكم في كمية الضوء الداخلة من خلال ضبط حجم البؤبؤ. تتمتع القزحية أيضاً بدور أساسي في تحديد لون العين بناءً على تركيز الصبغة فيها.
العدسة
تعد العدسة (بالإنجليزية: Lens) غشاءً مرنًا وشفافًا يقع خلف القزحية والبؤبؤ، حيث تساهم في تركيز الضوء على الشبكية. يتم تعديل شكل العدسة بواسطة العضلات الهدبية (بالإنجليزية: Ciliary muscles) لتتيح رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة. ومع تقدم العمر، قد تفقد العدسة بعض مرونتها مما يؤثر على قدرة الرؤية القريبة.
الشبكية
تمثل الشبكية الطبقة الأعمق في العين وتحتوي على أكثر من 120 مليون خلية مستقبلية للضوء (بالإنجليزية: Photoreceptor cells) التي تحول الضوء إلى إشارات عصبية تُرسل إلى الدماغ. تشمل أنواع هذه الخلايا المخاريط (بالإنجليزية: Cones) والعصي (بالإنجليزية: Rods) التي تسهم كل منها في عملية الرؤية.
المخاريط
توجد المخاريط في منطقة تُسمى البقعة (بالإنجليزية: Macula) بمجال رؤية العين وتكون مسؤولة عن الرؤية الملونة.
العصي
توجد العصي على جوانب الشبكية وتساعد في الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، رغم أنها غير قادرة على التمييز بين الألوان.
العصب البصري
إلى جانب ذلك، ينقل العصب البصري مجموعة من الألياف العصبية، ويبلغ عددها نحو مليون خلية، وتعمل على نقل المعلومات من الشبكية إلى الدماغ، مما يساعد الدماغ في تشكيل الصورة ثلاثية الأبعاد.
كيفية الحفاظ على صحة العين
هناك مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة العين وضمان وظائفها بأعلى كفاءة، مثل:
- تناول غذاء متوازن وصحي لتعزيز صحة العين، مثل منع الإصابة بالسكري الذي قد يسبب مشاكل في الرؤية.
- الإقلاع عن التدخين لما له من تأثيرات سلبية على صحة العين.
- ارتداء نظارات شمسية توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية.
- اتخاذ احتياطات السلامة عند العمل أو ممارسة الرياضات المعرضة لمخاطر على العين.
- تقليل الوقت المخصص للنظر إلى الشاشات.
- زيارة طبيب العيون بشكل منتظم.
تعتبر العين عضوًا رئيسيًا ومسؤولاً عن الرؤية واستقبال الضوء. تتكون من عدة أجزاء، بدءًا من الأجزاء الخارجية مثل الرموش والجفون ومحجر العين، إلى الأجزاء الداخلية مثل الشبكية والقزحية والعصب البصري. لكل جزء وظائفه الخاصة التي تسهم في عملية الرؤية، ويتطلب الحفاظ على صحة العين اتباع الإجراءات الصحيحة، مثل حماية العين من الأشعة والتقليل من التعرض لشاشات الأجهزة الإلكترونية.