وفقاً للبيانات الصادرة لعام 2020، سجلت المملكة العربية السعودية زيادة ملحوظة في معدلات الطلاق، حيث وصلت النسبة إلى 12.7%. وقد تفاقمت حالات الطلاق في السنوات الأخيرة، ليبلغ إجمالي الحالات 138,958. سنقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على الأسباب الرئيسية وراء الطلاق في السعودية، بالإضافة إلى السبل المقترحة للعلاج.
أسباب الطلاق الرئيسية في السعودية
تتعدد أسباب الطلاق، لكن سنركز هنا على أبرز العوامل المؤثرة في زيادة معدلات الطلاق في المملكة من خلال النقاط التالية:
1- الخيانة الزوجية
تُعتبر الخيانة الزوجية من أبرز أسباب الطلاق، إذ تشمل الخيانة الفعلية وأيضًا الخيانة الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تؤدي إلى تآكل الثقة بين الزوجين مما يُفضي إلى إنهاء العلاقة.
2- تدخل الأهل والأقارب
تتدخل عائلات الزوجين بشكل متكرر في القضايا الأسرية، مما يُعطل إمكانية حل النزاعات بين الزوجين بأنفسهم. وفقًا لدراسة صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، تُعتبر هذه الظاهرة مسؤولة عن حوالي 70% من حالات الطلاق.
3- عدم الإنجاب
تشير الدراسات إلى أن معدلات الطلاق ترتفع بشكل خاص في الأسر التي لا تنجب أولاد، حيث تصل النسبة إلى 53.4% في الأسر التي لا تمتلك أطفالًا، وتبلغ نسبة الطلاق في الأسر التي لديها طفل واحد حوالي 33.8%.
4- عدم التوافق
يمكن أن تنشأ مشاكل عدم التوافق نتيجة اختلافات ثقافية وعادات بين الزوجين، حيث تزداد حالات الطلاق بشكل ملحوظ بين الأزواج السعوديين المتزوجين من غير سعوديات، نظرًا لصعوبة تكيف الزوجات مع الأعراف والتقاليد المحلية.
التأثيرات النفسية والاجتماعية للطلاق على الأسرة
يتسبب الطلاق في تفكك الأسرة ويترك آثارًا سلبية عميقة على جميع أفرادها، وسنتناول أدناه بعض من هذه التأثيرات:
1- تأثيرات الطلاق على الزوجين
- قد يعاني كلاً من المطلق والمطلقة من وصمة اجتماعية.
- تجربة الطلاق قد تؤدي إلى عزوف عن إعادة الدخول في علاقة زواج جديدة.
- فقدان الثقة في الشريك الآخر والمجتمع بشكل عام.
- تزايد الضغوط على النساء، خاصة لو كان لديهن أطفال.
- تدني الأوضاع المالية للمطلقة، خاصة إذا كانت تعتمد على زوجها في توفير احتياجات العائلة.
- تزايد الأعباء الملقاة على عاتق أحد الوالدين في تربية الأبناء.
- فقدان الدعم الأسري في ظروف معينة.
2- تأثيرات الطلاق على الأطفال
- افتقار الأطفال إلى الاستقرار الأسرى.
- ظهور ميول للاكتئاب والعزلة بين الأطفال.
- الشعور بالحرمان العاطفي والاجتماعي.
- غياب الإنفاق على الأطفال كنوع من الانتقام من الطرف الآخر.
- انخفاض الثقة بالنفس لدى الأطفال أمام أقرانهم.
- تنامي مشاعر الكراهية تجاه أحد الوالدين أو كليهما.
- تقلص الرغبة في الزواج مستقبلاً.
استراتيجيات معالجة أسباب الطلاق في السعودية
بعد استعراض الأسباب والتداعيات السلبية المرتبطة بالطلاق، سنقوم بطرح بعض النصائح والتوجيهات التي قد تساعد في التخفيف من هذه المشكلة:
- يجب على المقبلين على الزواج حضور ورش عمل تتعلق بالزواج وبناء الأسر السليمة.
- على الأزواج الجدد والذين يواجهون تحديات في زواجهم الاستعانة بالبرامج الإرشادية الأسرية.
- يتوجب تعزيز الوعي من خلال إنشاء مراكز استشارات أسرية في جميع مناطق المملكة.
- ينبغي نشر التوعية عن طريق الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن أهمية الحفاظ على تماسك الأسرة.
- التعريف بأسباب الطلاق وأبعاده وكيفية التعامل معها من خلال التوعية حول آثار الطلاق السلبية وسبل الوقاية.
- يجب العمل على تعزيز دور المطلقات من ذوي الدخل المحدود عبر التدريب وإتاحة الفرص للبدء بمشروعات خاصة.
ختامًا، توضح هذه المقالة أهم أسباب الطلاق في السعودية والطرق المناسبة للتعامل معها، حيث بدأنا بتسليط الضوء على الإحصائيات المتعلقة بزيادة معدلات الطلاق، ثم ألقينا الضوء على تبعات هذه الظاهرة، متبوعًا بعرض سبل نشر الوعي والوقاية.