تُعتبر الأحاديث النبوية الكريمة عن تفسير القرآن الكريم ذات أهمية بالغة، حيث تحمل في طياتها وحيًا إلهيًا من الله عز وجل. وعند استعراض مصادر التشريع في الدين الإسلامي، سنجد أن الأحاديث النبوية تأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم. فيما يلي نستعرض بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بالحياة.
أحاديث النبي عن الحياة
تشكل أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مرشدًا لنا في سلوكيات الحياة، فهي تدعونا للابتعاد عن الشهوات وتمنحنا القوة لمواجهة التحديات وتجنب الذنوب. ومن بين أهم هذه الأحاديث:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيْه، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانتِ الآخرةُ نيته جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ.” رواه زيد بن ثابت.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جعل الهموم همًّا واحدًا، همّ الآخرة، كفاه اللهُ سائر همومه، ومن تشعّبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يُبالِ اللهُ في أي أودية هلك.” رواه عبد الله بن مسعود.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت نيته طلب الآخرة؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا؛ جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولا يأتih من الدنيا إلا ما قُدّر له.” رواه أنس بن مالك.
ما الذي أرشدنا إليه رسول الله؟
- حذرنا رسول الله من الانجراف وراء متاع الدنيا وأن لا تكون أكبر همومنا.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذهب والفضة، والحرير والدباج، هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة.” رواه حذيفة بن اليمام.
- “من أحب دنياه أضر بآخِرته، ومن أحب آخِرَته أضر بدنيا فآثروا ما يبقى على ما يفنى.” رواه أبو موسى الأشعري.
متى ينبغي قراءة أحاديث الرسول؟
- لا يوجد وقت محدد لقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجوز قراءتها في أي مكان وزمان.
- تساعد قراءة الأحاديث النبوية في تعزيز الإيمان واليقين، فهي مفاتيح لفتح الأبواب المغلقة.
- تكسبنا أحاديث النبي القدرة على التعامل مع الآخرين واكتساب الخبرة الحياتية.
- تجعل القراءة شعور السعادة بعيدًا عن الأخطاء.
ما هي الفوائد التي يمكن أن نجنيها من أحاديث الرسول عن الحياة؟
هناك فوائد عديدة نستفيد منها من أحاديث الرسول المتعلقة بالحياة، ونلخص هذه الفوائد بالنقاط التالية:
- السير على نهج الله ورسوله والابتعاد عن المعاصي.
- نُدرك أنه لن يبقى لنا سوى العمل الصالح.
- نتعلم أن ما نحصل عليه من الحياة الدنيا هو عبر العبادة من صيام وصلاة وزكاة وقيام بالأعمال الحسنة.
آيات تتعلق بالحياة
- قال الله تعالى: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض أصلها حمدت الله وحده.}
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه”.
- وسئل الزهري عن الزاهد، فقال: من لم تغلب الحرام صبره.
- ومن لم يشغل الحلال شكره.
- هذه الآية تشبه زينة الدنيا وسرعة زوالها بقوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء.}
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: المال والبنون حرث الدنيا، والأعمال الصالحات حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوام.
أحاديث تحمل موعظة
أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العديد من الأحاديث النبوية التي توضح لنا أمور الدنيا، وتحثنا على اتباع سيرته الكريمة؛ ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم.”
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أحدّثكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.”
- روى عن أنس بن مالك أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم.”
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن.”
- فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
تحذير الرسول من سبع أمور
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات.” قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: “الشرك بالله، السحر، قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أكل الربا، أكل مال اليتيم، التولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.”
أحاديث الرسول الصحيحة
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنّ الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا.”
- وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كاذبًا.” متفق عليه.
- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته.”
- وصلي صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه.
- قال صلى الله عليه وسلم: “حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار.” رواه أحمد.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا.” رواه البخاري.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم.” رواه البخاري.
- قال صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.” متفق عليه.
تعريف الحديث النبوي
- الحديث النبوي هو ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أقوال أو أفعال أو تصريحات أو صفات خلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أو بعدها.
الأحاديث في الإسلام
تُعتبر الأحاديث النبوية الشريفة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، حيث تشمل أقوال وأفعال وتقريرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تم نقلها إلينا من خلال الصحابة الذين رووها.
كما أن الأحاديث النبوية تمثل المصدر الرئيس لفهم وتطبيق أحكام القرآن الكريم، لما تتضمنه من شرح وتفصيل لمعاني الآيات.
أهمية الأحاديث النبوية:
- تُكمل القرآن الكريم: توضح الأحاديث النبوية آيات القرآن وتبيين معانيها.
- تُظهر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: تقدم لنا رؤية حول الأخلاق والسلوك والتعامل في حياته.
- تتناول أحكام الإسلام في مختلف المجالات: تشمل توجيهات في العبادات والمعاملات والأخلاق وغيرها.
أحاديث شهيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث المعروف “من لا يرحم لا يُرحم” يناقش موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرحمة،
كذلك رواية الأقرع بن حابس عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل الحسن بن علي رضي الله عنه، حين قال: “إن لي عشرة أولاد ما قبّلتُ منهم أحدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يُرحم.” [متفق عليه]
حديث “الكلمة الحكمة ضالة المؤمن”
يقول حديث “الكلمة الحكمة ضالة المؤمن” وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها.” [رواه الترمذي وابن ماجه]
هذا الحديث يعكس سعي المؤمن للبحث عن الحكمة التي تُساعده في اتخاذ القرارات السليمة.
قارن بين الحكمة والضالة، لأنه قد يتطلب الزمن والجهد للوصول إلى هذه الحكمة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يسر، ولن يُشاد الدين إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرحة وشيء من الدلجة.”
يعكس هذا الحديث الطبيعة السهلة للإسلام، فهو لم يطلب من المسلمين ما لا يطيقون.
حديث “اتق الله حيثما كنت”
ورد هذا الحديث الشريف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.” [رواه الترمذي وقال: حسن]
يتضمن هذا الحديث قيم نبيلة تشمل:
- تقوى الله.
- تجنب السيئة واحترام الحسنة.
- التحلي بالأخلاق الكريمة.
حديث عن العمرة في رمضان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة.” وهذا يدل على فضل العمرة في رمضان مقارنة بأوقاتها الأخرى.