تأثير سلسلة التوريد على التكاليف
رغم تنوع سلاسل التوريد بين الشركات، إلا أن هناك تحديات شائعة تواجه جميعها، ومن أبرزها كيفية السيطرة على التكاليف. لذلك يُعتبر تقليص التكاليف أحد مؤشرات الأداء الرئيسية المهمة لكل سلسلة توريد، حيث أن التكاليف المرتبطة بها تمثل خطرًا جسيمًا على صحة الشركة المالية ومستقبلها.
لذا، ينبغي على الشركات متابعة تكاليف سلسلة التوريد داخلها، والعمل على إدارتها وتقليلها بفاعلية. وعلى الرغم من أن تخفيض التكاليف قد يبدو سهلاً في النظرية، إلا أنه يعكس تحديًا كبيرًا في الواقع.
في كثير من الأحيان، تركز الشركات على تحقيق الإيرادات، لكنها تفشل في تقييم ومعالجة تأثير التكاليف الناتجة عن سلسلة التوريد، مما قد يؤدي إلى تقويض هوامش الربح على المدى الطويل.
العوامل المؤثرة في سلسلة التوريد والتكاليف
توجد خمسة عوامل رئيسية لسلسلة التوريد لها تأثير كبير على أدائها، وتعتبر هذه العوامل المصادر الأساسية للتكاليف الناتجة عنها:
تكاليف الاستثمار
يمكن أن يتسبب الاستثمار في سلاسل التوريد المتنوعة بتكاليف مرتفعة وغير متوقعة. وذلك بسبب استثمار كميات كبيرة من المال في أمور غير ملائمة، أو في أوقات غير مناسبة.
وبالتالي، فإن الاستثمارات الخاطئة في سلاسل التوريد تؤثر سلبًا على الموارد المالية للشركات. ومن المهم أن تتخذ الشركات قرارات استثمار استراتيجية قادرة على تقييم تكاليف الاستثمار الحالية والمستقبلية بالدقة المناسبة ضمن سلاسل التوريد الخاصة بها.
تكاليف النقل
تعتبر تكاليف النقل العامل الثاني من عوامل التكاليف الناتجة عن سلسلة التوريد، حيث أن عدم التخطيط الجيد لشبكة سلسلة التوريد أو توجيهها، أو توزيع الموارد بشكل فعال، قد يؤدي إلى تكاليف باهظة.
لذا، يجب على الشركات العمل على تقليل تكاليف النقل ومدة نقله، وتكون قادرة على اتخاذ أفضل القرارات بشأن تصميم شبكة سلسلة التوريد، واختيار وسائل النقل والموردين. كما ينبغي تحليل العديد من السيناريوهات واتخاذ قرارات محسنة بشأن أفضل الأساليب لنقل البضائع إلى العملاء.
تكاليف الشراء
يُلعب اختيار الشركات لمورديها دورًا بالغ الأهمية؛ فاختيار الموردين بطريقة غير صحيحة قد يؤدي إلى تقليل الأداء، وزيادة تكاليف الشراء، بالإضافة إلى قلة رضا العملاء. لذا، يتعين على الشركات تقليل هذه التكاليف.
يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام البيانات التاريخية والتحليل الدقيق لمقارنة أسعار الموردين المتاحين. يجب على الشركات أيضًا اختيار المورد الأكثر موثوقية والحصول على أسعار تنافسية بهدف خفض التكاليف وتحسين العروض.
تكاليف الإنتاج
تعتبر تكاليف الإنتاج ذات أهمية خاصة في شركات التصنيع، وتتأثر بهذه التكاليف بعدة عوامل، منها الاستخدام الغير فعال للأصول مثل الآلات والمعدات. مما يجعل من الصعب على المصنّعين تقييم تكاليف إنتاج الوحدات وتحديد العمليات والمعدات غير الفعالة.
كما تساهم فترات العمل الطويلة للآلات في زيادة معدل الأعطال وتمديد فترات الإنتاج وتقليل الطاقة الإنتاجية، ويعتبر سوء إدارة القوى العاملة سببًا آخر لتزايد تكاليف الإنتاج.
علاوة على ذلك، تعتبر مشكلة إعادة العمل من التحديات الكبيرة التي تواجه سلاسل التوريد في الشركات المصنعة، حيث تتطلب إعادة صياغة كاملة للعملية الإنتاجية، والتي قد تشمل إعادة شراء المواد الخام بأسعار مرتفعة أو حتى البدء في عملية التصنيع من جديد.
لتجنب العديد من تكاليف الإنتاج في سلسلة التوريد، يجب على الشركات المصنعة وضع خطط شاملة، واستراتيجيات تكتيكية وتشغيلية محكمة لتفادي الأخطاء التي تؤدي إلى زيادة هذه التكاليف.
تكاليف المخزون
يعتبر المخزون من العناصر الأساسية في تكاليف سلسلة التوريد، حيث يهتم به الموردون، المصنعون وتجار التجزئة على حد سواء، كونه يعد أحد أهم العوامل في السوق. فوجود المخزون يعكس ثقة الشركات في قدرتها على التعامل مع تقلبات العرض والطلب.
ومع ذلك، يمكن أن يسهم المخزون في زيادة التكاليف، خاصة في عمليات التخزين والنقل، لذا يجب على الشركات مراعاة كمية ونوع المخزون بشكل يضمن أمانها في السوق ويتناسب مع استراتيجياتها.
استراتيجيات تقليل التكاليف
تعتبر إدارة التكاليف بكفاءة من أسرار الحفاظ على أرباح مرتفعة في عالم الأعمال. فيما يلي بعض من أبرز الطرق لتقليل التكاليف:
- تقليل نفقات التوريد من خلال اختيار أفضل الفرص وأقل الأسعار المتاحة.
- خفض تكاليف الإنتاج وإدارتها بفعالية أكبر.
- تقليل النفقات في مجالات التأمين والحسابات المالية مع اختيار الطرق التي تضمن الربح والتوازن بين ربحية الشركة ورضا الموظفين.
- البحث عن وسائل تسويق تنافسية تحقق الأهداف المالية.
- استغلال التكنولوجيا لتقليل تكاليف السفر إن أمكن.