أسباب تلوث نهر النيل وسبل المحافظة عليه. يعد نهر النيل، الذي يُعتبر الأطول عالميًا، واحدًا من الأنهار الأكثر أهمية في العالم. يمر عبر حوضه عشرة دول إفريقية، وتعتبر مصر البلد الأكثر استفادة من مياهه. في هذا المقال، سنستعرض أسباب تلوث نهر النيل وسبل المحافظة عليه بشكل شامل.
منبع نهر النيل
- ينبع نهر النيل من هضبة البحيرات في السودان، حيث يعتمد على الأمطار الاستوائية على مدار العام، ويتكوّن أيضًا من بعض البحيرات مثل بحيرة فكتوريا وبحيرة أدور وبحيرة ألبرت.
- يتجه النهر نحو البحر الأبيض المتوسط شمال إفريقيا، ويتميز بتنوع مناخاته؛ فهناك الإقليم الاستوائي في الجنوب، الإقليم الموسمي في الوسط، والإقليم الصحراوي في الشمال.
- تُعتبر الأمطار الاستوائية عند منبع النهر المصدر الرئيسي لتغذيته.
إقرأ أيضًا:
أسباب تلوث نهر النيل وسبل المحافظة عليه
1- صرف المياه المستهلكة من الصناعة
- تُعد المصانع من أهم مصادر تلوث النهر؛ إذ تقوم بإلقاء المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الخطرة في مياهه.
- يُعتبر هذا التلوث مهددًا لصحة الإنسان والحياة البحرية، ويؤثر على الزراعة، حيث يمنع نمو النباتات المروية بهذه المياه، خاصة في منطقة دلتا النيل.
- تسجل دلتا النيل أعلى مستويات التلوث بسبب زيادة تركيز الرصاص وغاز الأمونيا، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك والكائنات الحية.
2- الملوثات العضوية
- يشمل ذلك إلقاء الملوثات العضوية مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية في النهر، ما يُعتبر سببًا مركزيًا لتلوثه.
- أظهرت دراسات عام 2016 أن متوسط تركيز المبيدات الكلورية الفلورية في مياه النيل أعلى من الحدود المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
- تنبه هذه النتائج إلى خطورة استخدام المياه دون تنقية، علمًا بأن استهلاك المبيدات في مصر يبلغ حوالي 600 طن سنويًا.
3- الصرف الزراعي
- يُعتبر الصرف الزراعي من أبرز الملوثات، حيث تشمل الأملاح ومخلفات المبيدات والمواد العضوية السامة.
- يستقبل نهر النيل المياه من 124 مصدر للصرف، منها 67 مصدرًا زراعيًا، والباقي صناعي.
4- التلوث النفطي
- كشفت دراسات عن وجود كمّيات كبيرة من النفط في نهر النيل، مركّزة في المناطق المحيطة بمصانع النفط وأماكن انتظار السفن.
- ترتفع تركيزات النفط في فصول الشتاء والربيع، بينما تنخفض في الصيف بسبب زيادة نسبة التبخر.
5- النفايات البيولوجية
- تشمل النفايات البيولوجية الكائنات الحية، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، التي تُلوث المياه.
- بعض هذه الكائنات مرئي بالعين المجردة، مثل الطحالب، بينما يحتاج البعض الآخر لمجهر لرؤيته.
- يختلف انتشار هذه الكائنات وفقًا لطبيعة المياه وحجم الكائنات.
كما يمكنك التعرف على:
أسباب إضافية لتلوث نهر النيل
- زيادة عدد السكان تؤدي إلى زيادة استهلاك مياه النهر، كما أن إنشاء فنادق وأحياء بالقرب منه يرفع نسبة الصرف الصحي في النهر.
- يُلقي بعض الأشخاص المخلفات في النهر، وكذلك جثث الحيوانات، مما يسهم في زيادة تلوثه.
- تسهم النباتات غير المفيدة مثل ورد النيل في إنغلاق روافد النيل، حيث تنمو بسرعة وتضاعف نفسها 150 مرة في ثلاثة أشهور.
المخاطر التي تواجه نهر النيل
- يعاني نهر النيل من انعدام الأمن المائي نتيجة لارتفاع استهلاك المياه وصعوبة الحفاظ عليها.
- من أبرز المخاطر السدود، مثل سد النهضة في إثيوبيا، الذي يؤثر سلبًا على كمية المياه المتدفقة إلى مصر.
- يشهد النهر انخفاضًا في نسبة المياه نتيجة لتخفيض كميات الأمطار المتساقطة على هضبة الحبشة.
- تُعد ظاهرة التغير المناخي سببًا رئيسيًا لذلك، حيث تتعرض دول عديدة لتغيرات مناخية تؤثر على معدلات الأمطار.
- زيادة السکان يزيد من استهلاك مياه النهر، وينعكس سلبًا على التلوث البيئي.
سبل المحافظة على نهر النيل
- يجب إعادة تدوير مواد القابل للتدوير والتخلص من غير القابلة بطريقة سليمة لحماية النهر من التلوث.
- تقليل استخدام المواد الكيميائية، مثل الأسمدة، يساهم في تقليل تلوث المياه.
- ينبغي على الدولة تنظيم حملات لتنظيف ضفاف الأنهار وزيادة الوعي حول أهمية المياه.
- البحث عن مصادر إضافية للمياه، مثل بناء السدود في المناطق ذات الأمطار العالية.
- تطوير أنظمة الري للحد من فقدان المياه سواء بالتبخر أو التسرب، واستثمار مياه البحر المالحة.
- يجب التركيز على زراعة محاصيل تتطلب أقل كمية من المياه.
- الحرص على منع الصيد الجائر والحد من استخدام المبيدات الحشرية الضارة.
واجبنا تجاه نهر النيل
- عدم إلقاء المخلفات أو القمامة أو الأطعمة في النهر، وأن يلتزم الجميع بعدم تلويث المياه.
- يجب على المصانع الالتزام بالحفاظ على مياه النهر وعدم تصريف نفاياتها فيه.
- يتعين على السفن تجنب إلقاء نفاياتها السامة في النهر.
- عدم إنشاء مبانٍ على ضفاف النهر للحفاظ على نظافته وجماليته.
- تجنب الإسراف في استخدام المياه، مثل تنظيف الشوارع وغسل السيارات.
جهود الدولة للحفاظ على نهر النيل
- تعمل الدولة على تعزيز مشاريع البنية التحتية وتحسين أنظمة الصرف الصحي للتخلص من النفايات.
- تسعى الجهات المعنية إلى دراسة أسباب تلوث المياه والحد منها.
- تسعى الدولة لنشر الوعي حول استخدام المياه وطرق الحفاظ عليها من التلوث.