المجهر هو جهاز مصمم لرؤية الأجسام الدقيقة التي لا يمكن للعين المجردة رؤيتها. يتوفر جهاز المجهر بأنواع متعددة، يخصص كل منها لوظائف معينة. نظرًا للاهتمام الكبير الذي يبديه الطلاب والباحثون بمعرفة تفاصيل المجاهر، سنستعرض في هذا المقال أنواع المجاهر المختلفة، استخداماتها، والاختلافات بينها.
أنواع المجاهر واستخداماتها
تعد المجاهر أجهزة بأحجام ووظائف متنوعة تُستخدم في المختبرات وغيرها من المجالات مثل التعليم والطب والطب الشرعي. في ما يلي توضيح لأنواع المجاهر ونطاق استخدامها:
1- المجهر البسيط
المجهر البسيط يُعتبر أقدم أنواع المجاهر، وقد تم اختراعه في القرن السابع عشر بواسطة العالم أنطوني فان ليفينهوك. وقد قام بربط عدسة محدبة بحامل خلال دراسته لبعض العينات. يُمكن هذا المجهر من تكبير الصورة بمعدل يتراوح بين 200 إلى 300 ضعف، ورغم بساطته، إلا أنه كان كافياً للتعرف على بعض الأشياء الدقيقة مثل خلايا الدم الحمراء، لكنه لم يعد شائع الاستخدام اليوم.
2- المجهر الضوئي المركب
يُعتبر المجهر الضوئي المركب من أكثر أنواع المجاهر استخدامًا في الوقت الحاضر. يتكون من عدة أجزاء، كل منها له وظيفته الخاصة، ويعتمد على الإضاءة الصناعية للتكبير. ساهم المجهر الضوئي في:
- تكبير العينات المتنوعة بفضل العدسات المكبرة الموجودة فيه، حيث يمكن أن يصل التكبير من 40 ضعفًا إلى 1000 ضعف.
- تحقيق درجة وضوح عالية بالمقارنة مع المجهر البسيط.
- تحسين التباين بين الخلفية والعينة، لتظهر الألوان بشكل بارز عند وضعها تحت المجهر.
3- المجهر التشريحي
يتكون المجهر التشريحي من عدة أجزاء، حيث يحتوي على زوج من العدسات المثبتة بجانب بعضها مع اختلاف بسيط في زاوية المحور البصري. تتيح هذه البنية رؤية منفصلة لكل عين، مما يعزز التأثير التجسيمي. ويصل معدل التكبير في هذا النوع بين 5 إلى 250 ضعفًا.
تستخدم المجاهر التشريحية بشكل أكبر في المختبرات الطبية وفي العمليات الجراحية الدقيقة، وكذلك في الصناعات الإلكترونية حيث يتطلب الأمر لحام أجزاء دقيقة من الدوائر الكهربائية.
4- المجهر البؤري
يعتمد المجهر البؤري على أشعة الليزر لمسح العينات، حيث تُوضع العينات على شرائح مخصصة ويتم مسحها بواسطة مرآة ثنائية اللون مدمجة داخل الجهاز. تُعرض الصورة الملتقطة على شاشة الكمبيوتر المتصل بالمجهر، مما يسمح بالحصول على صور ذات جودة عالية، ويمكن الحصول على صور ثلاثية الأبعاد بواسطة مجموعة من المسحات. يتميز هذا المجهر بدرجة وضوح وتكبير أعلى مقارنة بأنواع المجاهر الأخرى.
5- المجهر الإلكتروني
يوجد نوعان من المجاهر الإلكترونية: المجهر الإلكتروني الماسح والمجهر الإلكتروني النافذ. يمكن تعريفهما كالتالي:
- المجهر الإلكتروني الماسح: يعتمد على الإلكترونات للتكبير بدلاً من الضوء، ويتميز بقدرته على مسح عدة عينات في وقت واحد وإنتاج صور عالية الجودة، بالإضافة إلى إمكانية التحكم في استخدام المغناطيسات الكهربائية بدلاً من العدسات.
- المجهر الإلكتروني النافذ: يستخدم حزمة من الإلكترونات لتوضيح العينات وإنتاج صور ثنائية الأبعاد بدقة عالية، ويصل مدى التكبير في هذا النوع إلى 2 مليون ضعف.
تعتبر المجاهر الإلكترونية من الأدوات الأساسية التي تسهم في تكبير الصور والعينات المختلفة للتمكن من دراستها عن كثب. وتُستخدم هذه المجاهر في العديد من المجالات، بما في ذلك التعليم والطب الشرعي.