أثر رحمة الله في الكون
إنّ التأمل في الكون الشاسع يكشف لنا عن آثار رحمة الله في الإنسان، حيث يبرز تسخير الله للكون لخدمة خلقه. ومن أبرز مظاهر هذه الرحمة:
- الأرض؛ إذ تجلّى فيها لطف الله بعباده من خلال تسخيرها لهم بشكل مهيأ ومناسب، حيث أصبحت صالحة للاستقرار والعيش. وقد أمدّ الله الأرض بالأقوات وجعلها مصدرًا للرزق، ليتمكن الإنسان من السعي فيها وتحقيق مقاصد حياته. فضلاً عن ذلك، فقد شقّ الله -تعالى- البحار، وأجرى فيها الفلك تحت رعايته، حيث تحتوي البحار على ثروات مثل اللؤلؤ والمرجان وغيرها مما يعود بالنفع على الإنسان.
- السماء؛ وهي من آيات الرحمة الإلهية، حيث جعلها الله سقفًا محفوظًا فوق عباده، ووهب فيها الشمس والقمر كموارد للنور، مما يضفي الإيناس على أهل الأرض. وبفضلها يتعاقب الليل والنهار بإذن الله.
- الرياح؛ وتعتبر الرياح من وسائل رحمة الله بالعباد، حيث تقوم بنقل حبوب اللقاح من نباتٍ لآخر، مما يساهم في تلقيح الأشجار قبل هطول المطر، فتظهر خيرات الأرض نتيجة لذلك.
آثار رحمة الله في خلافة الإنسان على الأرض
تتجلى آثار رحمة الله -تعالى- في خلق الإنسان وتكليفه خلافة الأرض، حيث كرم الله -سبحانه وتعالى- الإنسان، مما يعدّ من أعظم صور رحماته. وسنستعرض فيما يلي بعض مظاهر رحمته بالإنسان:
- إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وتوضيح الشرائع، ووجود المبشرين والمنذرين بين الخلق.
- تشريع الزواج، حيث أودع الله -تعالى- في تشريعه رحمةً بعباده، ليضمن استمرار التواصل والتجدد بينهم، مما يعود بالنفع على كلا الجنسين.
- الأبناء؛ فقد منح الله سبحانه وتعالى الإنسان نعمة الأبناء بعد الزواج، وجعلهم زينةً للحياة الدنيا.
- تعاون البشر وترابطهم، مما يسهم في استمرار الحياة.
- حماية أهل الإيمان والصلاح من مكر الشيطان.
- الرعاية الإلهية للصالحين من عباده.
الرحمة في صفات الله
تُعَد الرحمة من الصفات العظمى لله -تعالى-، وتشير إلى العطف واللطف، وهي صفة أسّس الله بها علاقته بخلقه، ووصف نفسه بها في الكتاب الكريم. وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التحلي بهذه الصفة بين الناس، فقال: “إن للهِ مئةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعاً وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ.” لذا، تُعتبر الرحمة من الصفات التي يُستحب أن يتحلى بها العباد، حيث تُعد صفة مشتركة بين الله سبحانه وتعالى وعباده.