الخليفة العباسي الأخير

آخر الخلفاء العباسيين

أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر هو آخر خلفاء الدولة العباسية. تمّت مبايعته بالخلافة في شهر جمادى الآخرة من عام 640 للهجرة. وقد انتهت هذه الحقبة بمقتله على يد هولاكو خان في عام 656 للهجرة. اشتهر المستعصم بالله بمحبته للخير، وعفته، وإجادته لتلاوة القرآن الكريم، حيث روى عنه الدمياطي أربعين حديثًا نبوياً. وكان مؤيد الدين محمد بن العلقمي وزيراً له، ومع ذلك، فقد كان ناقماً على الدولة العباسية.

خلافة عبد الله المستعصم بالله

تمت مبايعة عبد الله المستعصم بالله وهو في ثلاثين من عمره وبعض الأشهر. وشارك في مراسم البيعة شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، وكان أول من بايعه هم أولاد عمه وأبناء بني العباس، تلاهم الوزراء والأمراء والقضاة والعلماء والفقهاء وأهل الحل والعقد، مما جعل يوم خلافته يوماً تاريخياً مميزاً. ومن أبرز المواقف التي تُظهر خيرية المستعصم بالله، تقديمه للصدقات خلال فترة وباء شديد اجتاح العراق.

سقوط بغداد

تعرضت بغداد للسقوط بيد التتار بمساعدة بعض الخائنين والمنافقين. ومن أبرز هؤلاء كان الوزير ابن العلقمي، الذي كان يحمل ضغينة ضد الخليفة والمسلمين. فقد عمل على تقليص عدد الجيش إلى عشرة آلاف مقاتل بعد أن كان يصل إلى مئة ألف. كما قام بإغراء هولاكو بغزو بغداد. خلال فترة وجود هولاكو في بغداد، كان ابن العلقمي يشغل دور الرسول بينه وبين المستعصم بالله. وقد سعى ابن العلقمي لتسهيل اقتحام بغداد، وقدم نصائح لهولاكو بخصوص قتل الخليفة. وعندما تم التوصل إلى اتفاق للصلح، خرج الخليفة مع سبعمائة من مرافقيه، إلا أن المستعصم بالله أُحضر إلى هولاكو، حيث تم قتله مع ابنيه الأكبر والأوسط، بينما أُحتجز الابن الأصغر مع أخواته وألف بنت من بنات العباس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top