والد نبي الله إبراهيم عليه السلام
وردت في القرآن الكريم قصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- مع والده، حيث دعا إبراهيم والده للإيمان، وقد أوضح القرآن أن والد إبراهيم -عليه السلام- توفي على الكفر. وفيما يتعلق باسم والد إبراهيم -عليه السلام- فهناك عدة آراء؛ حيث يعتقد أنه كان يُدعى آزر، بينما يُقال أيضاً إنه تارح، وهو الاسم السرياني له، ويُشير البعض إلى أن آزر هو لقب وليس اسماً. ومع ذلك، يظل الأمر المؤكد هو أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حاول دعوة والده إلى توحيد الله -عز وجل-، لكنه استمر في كفره وشركه حتى وافته المنية.
تفاصيل دعوة إبراهيم لوالده
تناول القرآن الكريم كيفية دعوة إبراهيم -عليه السلام- لوالده، حيث عبر عن رغبته في أن يعتنق والده التوحيد والإيمان بالله -عز وجل- ويتخلى عن عبادة الأصنام التي لا تجلب نفعاً ولا ضرراً. أظهر إبراهيم خلال دعوته مشاعر الحب والرحمة تجاه والده، معبراً عن قلقه بشأن مصيره بسبب تعلقه بعبادة الأصنام. ثم استخدم إبراهيم الحجج العقلية والمنطقية ليؤكد عدم جدوى عبادة هذه الأصنام. على الرغم من تأكيده لوالده بأنه نبي من الله -عز وجل- وأنه قد أُوحى إليه بالتوحيد، إلا أن هذه المحاولات لم تُجدِ نفعاً. فقد رفض والده الاستجابة لدعواته، بل وصده وهدده إن لم يتوقف عن حديثه.
صفات إبراهيم
بدأ نبي الله إبراهيم -عليه السلام- دعوته لوالده إلى التوحيد حرصاً على مصلحته وطمعاً في إنقاذه في الدنيا والآخرة. اتسم أسلوب إبراهيم -عليه السلام- باللطف والرحمة، مع قوة الحجج التي قدمها لأجل أن تكون دعوتُه أكثر قبولاً. ومع إظهار والده للعند والقسوة تجاه ابنه، لم يتغير أسلوب إبراهيم في الحديث، بل استمر في إبداء الرحمة تجاهه. وأكد له أنه سيستغفر له ربّه، آملاً أن يقبل الله استغفاره.