يمكن أن تُشير كلمة “اكتئاب” إلى مجموعة متنوعة من الأبعاد في الحياة اليومية، مما يُعقد فهم هذه الظاهرة، حيث يُستخدم المصطلح لوصف شعور عاطفي أو اضطراب نفسي.
تشير الكلمة أيضًا إلى المشاعر السلبية المؤقتة الناتجة عن خيبة الأمل، الإرهاق، الحزن والاكتئاب المستمر، والتي تعتبر جزءًا من التجربة الإنسانية الطبيعية، وتسهم بدورها في تطور الشخصية والتغييرات الحياتية.
فهم مصطلح الاكتئاب
- يعكس مصطلح “الاكتئاب” أحيانًا حالة من الكآبة المعنوية التي قد تستمر لعدة أيام أو حتى شهور.
- غير أنه لا يشتمل على الأعراض التي قد تعيق الحياة بشكل كبير.
- الاكتئاب بسبب الظروف الحياتية، على سبيل المثال، لا يُعتبر اضطرابًا نفسيًا؛ فالشعور بهذه المشاعر ليس بالضرورة دليلاً على وجود مرض نفسي.
- لذلك، لن يصنف على أنه اكتئاب.
- الفرق بين الحزن والاكتئاب يكمن في أن الحزن غالبًا ما يرتبط بحدث معين أو سبب واضح، كفقدان وظيفة أو وفاة شخص مقرب.
- يواجه الأشخاص الذين يمرون بمرحلة الحزن الطبيعي مشاعر الفقدان ويسترجعون الذكريات البشرية.
- بينما نادراً ما يكون لديهم أعراض الاكتئاب.
أسباب الاكتئاب
- نادراً ما يكون هناك سبب محدد يؤثر على حالة الاكتئاب، حيث يمكن أن توجد عدة عوامل تحتاج إلى العلاج.
- غالبًا ما ينتج الاكتئاب عن مزيج من العوامل البيولوجية، النفسية والاجتماعية، ولا توجد سوى عدد قليل من الأسباب الواضحة تكمن وراء الاكتئاب، مثل الجينات.
- تشمل العوامل الأخرى بيئة الطفولة والأحداث الحياتية المؤثرة.
- الدرجة التي يُظهرها الفرد من القابلية للإصابة بالاكتئاب تعد عاملاً مهماً.
- على سبيل المثال، الطفولة الصعبة مثل التعرض للاعتداء الجسدي أو الإهمال قد تزيد من فرص حدوث الاكتئاب.
- كما يمكن أن يحدث الاكتئاب نتيجة التعرض لصدمات جسيمة أو نتائج مؤلمة.
- بعض العوامل الجسدية مثل الخرف، قصور الغدة الدرقية أو مرض باركنسون قد تلعب دورًا في حدوث الاكتئاب.
- أيضًا، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول قد تسبب الاكتئاب عند بعض الأفراد.
- إلى جانب العوامل الهرمونية أو قلة الضوء الساطع خلال فصول الشتاء.
أعراض الاكتئاب
- تشمل كآبة الاكتئاب العديد من المشاعر مثل الشعور بالعظمة والحزن، حيث يشعر الأفراد المصابون بالاكتئاب بالانفصال عن مواقفهم.
- لن يصبح البكاء حالة من السواد التي لا أهمية لها.
- فقدان السعادة، حيث تتلاشى الأنشطة الممتعة وتصبح أقل إمتاعًا.
- الإرهاق، حيث يشعر الشخص المُعانِي بعدم القدرة على القيام حتى بالأعمال البسيطة بسبب قلة الدافعية.
- فقد الثقة بالنفس، حيث يشعر المصاب بالدونية والأفكار القاتمة؛ ويفقد الإيمان بقدرته على الاستمرار.
- النقد الذاتي يأتي كواجهة داخلية لا أساس لها.
- الشعور بالذنب وكأن الفرد يستحق العقاب، وغالبًا ما يترافق مع مواقف خارجة عن السيطرة.
- أو في حالات لم يُرتكب فيها أي خطأ.
- قد تشتمل أفكار الأشخاص المصابين بالاكتئاب على الموت أو سلوكيات تدميرية ذاتية.
- ويمكن أن ترتبط تلك الأفكار برغبة الانتحار.
التعامل مع الاكتئاب
- خلال العقود الماضية، تم تطوير أساليب للكشف عن الاكتئاب وعلاجه.
- وتشبه هذه الأساليب حالياً أساليب التعرف والعلاج للأمراض الأخرى.
- لذا، فإن السعي للحصول على العلاج في الوقت المناسب يُمكن أن يُسرع من عملية الشفاء.
- كما يُساعد في منع تدهور حالة الاكتئاب، ولكن غالبًا ما يتجنب مرضى الاكتئاب البحث عن المساعدة.
- إلا بعد أن تصبح الأعراض غير محتملة.
- وهذا أمر مؤسف، حيث يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من الإرهاق، مما يجعل أبسط الخطوات تبدو صعبة.
أساليب علاج الاكتئاب
- توجد العديد من الأساليب الممكنة لعلاج الاكتئاب نظرًا لتنوع أسبابه.
- غالبًا ما يُستخدم الجمع بين الأدوية والعلاج النفسي في معالجة الاكتئاب.
- يمكن علاج الاكتئاب من خلال التواصل مع أفراد محددين أو ممرضات مختصات في علاج الاكتئاب.
- بعد العلاج، يُمكن للممرضات تقديم المساعدة من خلال جلسات حديثة في المراكز الطبية.
- تُعتبر الأنواع المختلفة من الأشخاص أحد الوسائل المفيدة لعلاج الاكتئاب.
- قد يحتاج المرضى الذين يعانون من اكتئاب حاد إلى دخول المستشفى.
الأدوية
- تتوفر أنواع متعددة من مضادات الاكتئاب، التي يمكن أن تساعد في معالجة الأسباب البيولوجية للاكتئاب، لذا يُعتبر العلاج الرسمي الموصى به.
- لمرضى الاكتئاب يعتمد على مزيج من الأدوية والعلاج النفسي.
- أحيانًا، قد يفتقر هؤلاء المرضى للطاقة الكافية لمواجهة التحديات النفسية أو التعامل مع مواقف الحياة.
- تنقسم مضادات الاكتئاب إلى أنواع متعددة مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات امتصاص النوربينفرين.
- ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات مونوامين أوكسيديز وكافة الأنواع الأخرى.
العلاج النفسي
- يُمكن عبر العلاج النفسي أن يتعلم الأفراد كيفية فحص وتغيير نمط تفكيرهم.
- هذا يمنحهم القدرة على إدراك الأسباب وراء اختياراتهم في التفكير وكيفية التخلص من الأفكار الضارة.
- علاوة على ذلك، يُمكن أن يُعزز فهمهم للأسباب والخلفيات التي تسبب لهم الإحباط.
- مما يعزز إمكانياتهم في حل المشكلات المؤلمة والصعبة في نفس الوقت.
- قد يتطور وعي المريض بمشاعره، وقد يبدأ بالتعرف على مشاعره الشخصية وتصويرها بطرق جديدة.
- كما يمكن أن يتعلم أشكال جديدة للتعبير عن نفسه.
- من الممكن أن تتوسع أفكاره وقدراته على توضيح مشاكله الشخصية بطريقة أكثر وضوحًا.
- قد تتغير وجهات نظره عن الحياة، مما يساعده في تبني وجهات نظر جديدة ومختلفة.
- يمكن أن يسعى أيضًا لإيجاد طرق جديدة للتفكير، مما يقود إلى تغييرات في العلاقة القوية بين العمل والحياة الأكاديمية.
الاستفادة من دعم الأقران ودورات إعادة التأهيل
- تشير مجتمعات الأقران إلى تجمع الأشخاص الذين يواجهون تحديات مماثلة.
- أو يشاركون تجاربهم تحت ظروف متشابهة.
- تعتمد هذه المجتمعات على مبدأ توفير الفرص المتكافئة من خلال الاستماع لمشاكل الآخرين وفهمها وتنظيم اللقاءات.
- والهدف الرئيسي من مجموعات دعم الأقران هو تسهيل الشفاء والاستجابة من الوضع الراهن.
- عادةً ما تشمل هذه المجموعات على مستشارين للمساعدة على توجيه تركيز المجموعة نحو الحياة المستقبلية.
- تتعاون العديد من المؤسسات مع وكالة التأمين الاجتماعي الفنلندية (KELA) لتنظيم دورات إعادة التأهيل للأشخاص ذوي القضايا العقلية.
- على سبيل المثال، يقوم قسم إعادة التأهيل في مركز إدارة الأزمات SOS بتنظيم دورات تدريبية ومجموعات دعم للأقران.
- لمزيد من المعلومات حول برامج إعادة التأهيل.
الاكتئاب والمراهقة
- تشهد مرحلة المراهقة تطورًا سريعًا في الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية.
- وتعتبر هذه المرحلة من المراحل الهامة في تنمية الصحة النفسية.
- يمكن أن تظهر أعراض الاكتئاب في مراحل مبكرة من الطفولة.
- ويلاحظ الأرق والوعي الذاتي في تلك الفترة من الانغلاق والاضطرابات السلوكية.
- ومع ذلك، فإن احتمالية حدوث الاكتئاب تكون مرتفعة وقد يكون أكثر حدة خلال فترة المراهقة وما بعدها.
- خلال هذه المرحلة، يشعر الشباب بمشاعر حادة وأحيانًا الاكتئاب والحزن.
- لكن تغيرات الاكتئاب في هذه المرحلة تختلف عن تلك التي يمر بها البالغون.
- تختلف أعراض الاكتئاب بين الكبار والمراهقين، وأحد الأعراض الأكثر وضوحًا عند الشباب هو.
- الشعور بالتهيج والغضب، بدلاً من الإحباط الحقيقي.
- مع ذلك، لا يزال المراهقون يشعرون بنفس المشاعر التي تمر بها الكبار، مثل فقدان الاهتمام في الأشياء التي كانوا يهتمون بها سابقًا.