آخر الأشخاص الذين يدخلون الجنة

آخر من يدخل الجنة

روى النبي -صلى الله عليه وسلم- قصة آخر إنسان يخرج من النار وآخر مَن يدخل الجنة، وقد وردت هذه القصة في عدة روايات، منها ما رواه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-. حيث ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن آخر أهل الجنة دخولاً هو رجل سيدخل الجنة حبواً، عندما يناديه الله -عزّ وجلّ- قائلاً: (اذهَبْ فادخُلِ الجنةَ)، فيجيب الرجل: (أتسخُرُ منِّي أو تضحكُ منّي وأنت الملك؟). فيحاول دخول الجنة، لكنه يراها ممتلئة، ولا يجد مكاناً له فيها، فيعود إلى ربّه قائلاً: إنّها مليئة. فيأمره الله -تبارك وتعالى- مرة أخرى بدخولها، وتحدث له نفس التجربة؛ حيث يعتقد أنها ممتلئة، وتتكرر هذه المشهد ثلاث مرات، حتى يخاطبه الله مرة أخرى قائلاً: (اذهَبْ فادخُلِ الجنةَ، فإنّ لك مثلَ الدُنيا وعشرةَ أمثالِها، أو: إنَّ لك مثلَ عشرةِ أمثالِ الدنيا). فيرد الرجل: (أتسخُرُ منِّي أو تضحكُ منّي وأنت الملك؟).

آخر الفئات دخولًا للجنة

أوضح العلماء أن من آخر من يدخل الجنة هم أولئك الذين اجتازوا الصراط بسلام ولم يُخاطبوا بالنار، كما يشمل ذلك أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، ومصيرهم في النهاية سيكون إلى الجنة برحمة الله وفضله. بالإضافة إلى الذين خرجوا من النار بفضل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي خص بها أهل الكبائر من أمته، وهم العصاة الموحدون؛ حيث لديهم أصل الإيمان ولكنهم يدخلون الجنة بتفاوت.

حقيقة الخلود في النار

ذهب غالبية أهل السنة والجماعة إلى أن المسلم العاصي لا يُخلد في النار خلوداً دائماً، وهذا الخلود لا يكون إلا لأهل الكفر. أما العصاة من الموحدين، إذا دخلوا النار، فإنهم يُعذبون فيها وفقاً لمدى معاصيهم، ولكنهم لا يخلدون فيها. فعلى سبيل المثال، من مات وهو يمتلك ذنوب مثل الزنا أو شرب الخمر أو عقه لوالديه دون توبة، فإنه مُتوعد بالعذاب في النار، لكنه لن يخلد فيها لأنه ظل ضمن دائرة الإسلام بمعاصيه. وقد يمنح الله -سبحانه وتعالى- بعض العباد الفضل، ويعفوا عن ذنوبهم، محولين الجنة إلى أول وجهتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top