يقوم علماء النفس والأطباء النفسيون بإجراء اختبارات نفسية بهدف فهم الأداء والسلوك البشري. في هذا المقال، نسلط الضوء على أهمية الاختبارات النفسية ووظائفها، وصولاً إلى تشخيص مشكلات تتعلق بالصحة العقلية والعلاج المناسب. سنتعرف عبر الموقع على أنواع الاختبارات النفسية وميزاتها وعيوبها.
ما هي الاختبارات النفسية؟
تُعتبر الاختبارات النفسية مجموعة من الفحوصات التي يجريها المختصون لجمع معلومات عن كيفية تفكير شعوب وسلوكهم وشعورهم. تستخدم النتائج لتشكيل تقرير نفسي ينقل قدرات الشخص وسلوكياته، ويتم الاعتماد عليه لاحقًا لتوجيه التوصيات العلاجية.
تجد هذه الاختبارات أيضًا تطبيقات في مجالات أخرى، مثل تقييم الشباب في مكان العمل أو خلال إجراءات التوظيف لتحديد مدى ملاءمة الأفراد للوظائف المتاحة.
تستخدم الاختبارات النفسية لقياس مجموعة متنوعة من المهارات والقدرات، مثل الكفاءة في مجالات معينة أو الأداء الذهني كالذاكرة والتمييز المكاني، بالإضافة إلى سمات شخصية محددة مثل الانطوائية. تستند هذه الاختبارات إلى نظريات نفسية تم التحقق منها عبر أساليب علمية، وفيما يلي سوف نستعرض أهم هذه الاختبارات.
1 – تقييم الصحة النفسية
يشمل تقييم الصحة النفسية جمع معلومات حول التاريخ الطبي للفرد وعائلته، بالإضافة إلى الحالة الحالية للصحة النفسية. تسهم هذه التقييمات في تحديد وجود أية مشكلات متعلقة بالصحة العقلية وتساعد في وضع التشخيص والعلاج المناسب.
قد يبدأ الأطباء النفسيون بتحديد مواعيد لفحوصات الصحة النفسية، مما يُمكّنهم من تقديم تشخيص صحيح وعلاج فعّال.
2 – تقييمات السلوك التكيفي
تستخدم اختبارات النفس لقياس المهارات الاجتماعية والعملية للفرد، بهدف تحديد قدرته على أداء الأنشطة اليومية سواء في المنزل، المدرسة، أو العمل. عادةً ما يتم إجراء هذه الاختبارات مع تقييمات معرفية، كما يُمكن استخدامها لتقييم قدرة الأطفال على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مع أقرانهم.
3 – اختبار الكفاءة
يهدف اختبار الكفاءة إلى قياس قدرة الفرد على أداء مهام متنوعة، بهدف تحديد المجالات التي يتمتع فيها بمهارات قوية. حيث يمكن لبعض الأفراد التميز في المهام الكمية التي تتطلب مهارات رياضية ومنطقية، بينما قد يبرع آخرون في المهام اللغوية أو في التفكير الإبداعي.
يستخدم المهنيون هذه الاختبارات لتقييم القدرات وتحديد المناسب من الوظائف أو الأدوار المهنية للأفراد، كما يمكن استخدامها من قبل المستشارين المهنيين لتوجيه الأفراد نحو مجالات التعليم العالي التي يظهرون فيها مهارات ممتازة.
4 – الاختبار المعرفي
تسعى هذه الاختبارات إلى قياس مهارات التفكير وحل المشكلات والفهم والذاكرة والمفردات لدى الأفراد. تُعرف هذه الاختبارات أيضًا بـ “اختبارات الذكاء”، وتستخدم في المجال التعليمي لتحديد نقاط القوة والإمكانات، مما يساعد المعلمين في دعم الطلاب في المواضيع التي يحتاجون فيها إلى مساعدة.
5- اختبار التحصيل التعليمي
يقيس اختبار التحصيل التعليمي تقدم الأفراد في مجموعة معينة من المواد، مثل الرياضيات أو القراءة، ويساعد في تحديد أية صعوبات قد تواجههم. تُجرى هذه الاختبارات عادة في المدارس والجامعات وتُعرف أيضًا بالاختبارات التحصيلية.
6 – اختبار تقييم الشخصية
تركز هذه الاختبارات على الصفات الشخصية، ومن خلالها يمكن تقييم ما إذا كان الفرد يميل إلى الانطوائية أو الانفتاح، كما تساهم في فهم كيفية تفاعل الأفراد واستجاباتهم لمختلف المواقف الحياتية.
7 – الاختبارات العصبية النفسية
تمكن الاختبارات العصبية النفسية من تحليل كيفية عمل الدماغ لدى الأفراد، مما يساعد في تحديد أية مشكلات في الأداء كما تم توضيحه في السابق. على سبيل المثال، قد تكون هناك حاجة لإجراء اختبارات نفسية عصبية للأفراد الذين تعرضوا لإصابات في الرأس للتأكد من قدرتهم على استرجاع المعلومات.
8 – الاختبارات النفسية الشرعية
تستخدم اختبارات الطب الشرعي في الأطر القانونية للتحقق مما إذا كان الشخص المشبوه قادرًا على ارتكاب الجريمة المتهم بها. تشمل هذه الاختبارات الجوانب المعرفية والشخصية والنفسية العصبية.
في ختام هذا المقال، تجولنا بين مختلف جوانب الطب النفسي، حيث اكتشفنا أنواع الاختبارات النفسية وأهميتها. لكل اختبار قدرة خاصة على قياس سمات معينة، مما يساعد الأفراد على فهم أنفسهم بشكل أفضل واختيار المسار المناسب لهم.