المعجزة هي حدث يتجاوز العادة ويتضمن تحديًا لا يمكن لأحد مواجهته أو موازنته. يرسل الله سبحانه وتعالى المعجزات عن طريق أنبيائه كدليل على صدق رسالتهم وكلماتهم. في هذا المقال، سنستعرض أنواع المعجزات ونوضح الفرق بين المعجزة الحسية والمعجزة العقلية.
أنواع المعجزات والفرق بين المعجزة الحسية والعقلية
تنقسم المعجزات إلى نوعين رئيسيين، وهما:
1- المعجزة الحسية
تُعتبر المعجزة الحسية حدثًا زمنيًا محددًا ينتهي بوفاة النبي الذي أظهرها. تتضمن المعجزات الحسية ما يلي:
- معجزة سيدنا موسى عليه السلام عندما أيد الله تعالى عصاه البيضاء، حيث قال الله عز وجل: {وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى* قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى* قالَ أَلقِها يا موسى* فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى} [سورة طه، الآية 17-20].
- معجزة سيدنا عيسى عليه السلام في شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله، حيث يقول الله تعالى: {وأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّه} [سورة آل عمران، الآية 49].
- معجزة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه في النار بسبب دعوته لعبادة الله وتحطيم الأصنام. جعل الله النار باردة وسلامًا عليه، وخرج منها حيًا لم يمسسه شيء، كما ذكر الله تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ* قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة الأنبياء، الآية 68-69].
2- المعجزة العقلية
النوع الثاني من المعجزات هو المعجزة العقلية أو المعنوية، وهي تلك التي ترتبط بالعلم وتخاطب العقل البشري بشكل عام. تُعد معجزة القرآن الكريم، الذي هو آخر المعجزات، أبرز مثال على هذه الفئة. تحدى الله عز وجل المشركين بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم، رغم براعتهم في الفصاحة والبلاغة، وتم ذلك عبر عدة مستويات كما يلي:
- نزلت الآية: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [سورة الإسراء، الآية 88].
- طالبتهم الآية بأن يأتوا بعشر سور من القرآن: وهذا كان أسهل بالنسبة لهم، لكنهم لم يستطيعوا، حيث قال الله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [سورة هود، الآية 13].
- وطُلب منهم أيضًا أن يأتوا بسورة واحدة فقط من القرآن الكريم، لكنهم كذلك عجزوا، مؤكدين أن القرآن هو معجزة خالدة من عند الله، وليس من وضع البشر، حيث قال الله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} [سورة يونس، الآية 38]، وأيضًا: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ} [سورة البقرة، الآية 23].
لقد شاءت حكمة الله أن تبقى معجزة الإسلام راسخة الى جانب دينه العظيم حتى يوم القيامة، لتكون حجة على كل من يتراجع عن اتباعه. الإسلام هو الدين الخاتم الذي أتى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يقتصر على المعجزات الحسية فقط، بل جاءت المعجزات المعنوية لتتجلى في أسمى صورها في القرآن الكريم.