التنمر يعد من الظواهر السائدة في المجتمع الحديث، حيث يتمثل في إساءة معاملة الأفراد، سواء من خلال الأذى الجسدي أو اللفظي أو الاجتماعي. إن آثار التنمر تلقي بظلالها على الأطفال والمجتمعات بشكل عام، وتنتشر هذه الظاهرة في مختلف أنحاء العالم.
تعريف التنمر
- يعرف التنمر على أنه شكل من الإساءة يتعرض لها الطفل أو الفرد، وغالبًا ما يشتمل على استغلال نقاط الضعف الجسدية أو التغيرات في الصوت أو المظهر.
- قد يكون التنمر نتيجة لاختلاف لون البشرة، أو أي ميزات جسدية مثل القصر أو الوزن الزائد.
- يؤدي التنمر إلى تأثيرات سلبية على نفسية الأطفال، مما قد يسبب لهم انطواءً أو حالات من الاكتئاب أو التوحد.
- يمكن أن يحدث التنمر من فرد لآخر أو من مجموعة من الأفراد، ويعتمد على أساليب التخويف أو الضرب أو الإهانات اللفظية.
- يشيع التنمر في البيئات المدرسية، حيث تتراوح أعمار الأطفال الأكثر تعرضًا له بين 5 إلى 13 سنة، ويشعر الأطفال الذين يتعرضون للتنمر بالاضطهاد وفقدان الأمل.
- تشير الدراسات إلى أن آثار التنمر قد تطول لتؤثر على حياة الأفراد حتى في مراحل لاحقة من حياتهم، بما في ذلك مرحلة الثلاثينيات.
- تشمل أساليب وأفعال المتنمرين الشتائم، الضرب والتهديدات.
أنواع التنمر
توجد عدة أنواع من التنمر، ومن أبرزها:
التنمر الجسدي
التنمر الجسدي لا يقتصر تأثيره على ضحاياه فقط، بل يمتد ليشمل الأطفال الذين يشهدون تلك الأعمال، مما يزيد من قلقهم ويحفز مشاعر الخوف لديهم.
تشمل أشكال التنمر الجسدي العراك والمزاح المؤذي، السرقة، والتحرش. ويمكن أن تسود ضغوطات تفرض على الضحايا بعدم إخبار أي شخص، سواء كان من العائلة أو المدرسين، بخصوص ما يتعرضون له.
ومن سمات التنمر الجسدي، نتاجه الأعراض التالية:
- الكدمات والجروح المستمرة، والتهرب من إعطاء تفسيرات حولها.
- الكذب المتكرر بخصوص النقاشات الحاصلة.
- صعوبات في النوم، مع التفكير المستمر في الأحداث السلبية.
- تكرار كوابيس مزعجة.
- الحديث المتكرر حول الموت والانتحار.
- الشعور بالحزن والاكتئاب.
- انفعالات قوية، بما في ذلك الغضب المفاجئ والبكاء بدون سبب واضح.
كما تبرز عادات سلبية تترافق مع آثار التنمر الجسدي، مثل:
- اختلاس الأموال أو المدخرات لصالح المتنمرين.
- انخفاض الرغبة في التحدث عن المدرسة أو الأصدقاء بسبب عدم الثقة.
- تمزيق الكتب والأوراق كوسيلة للتعبير عن المشاعر سلبياً.
التنمر اللفظي
يتمثل التنمر اللفظي في الإهانات والشتائم، لكنه يمتد ليشمل اعتداءات جسدية من خلال الأذى الجسدي، مثل رمي الحجارة. ينتج عن ذلك آثار نفسية وتعب عام، بما في ذلك:
- الاكتئاب والقلق.
- تكرار النظر في المرآة والتحدث إلى النفس.
- طرح أسئلة حول صورة الذات.
- انخفاض كبير في الأداء الدراسي.
التنمر الاجتماعي
التنمر الاجتماعي يعبّر عن الابتزاز من خلال الصور الشخصية أو التسجيلات الصوتية والإذلال.
وقد يتضمن نشر شائعات أو تهديدات، أو الإحراج من خلال النكات السلبية. كما يشمل ذلك استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة الضغوط على الأفراد.
تشمل أعراض التنمر الاجتماعي:
- الاستخدام المفرط للجوال أو الإلكترونيات بشكل عام.
- مشكلات صحية مثل الاضطرابات الهضمية والصداع.
- الانطواء بعيدًا عن الآخرين.
- تزايد مستويات العنف نحو الذات.
آثار التنمر على الطفل
تنجم العديد من العواقب السلبية عن تنمر الأطفال، منها:
- ضعف العلاقات الاجتماعية مع المحيطين، مما يؤدي إلى الانطواء وعدم الرغبة في التواصل أو اللعب.
- إيذاء الطفل من خلال عبارات مثل “سمين” أو “ضعيف الجسد”، ما يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم.
- تراجع في المستوى الأكاديمي وزيادة في مشكلات عدم التركيز.
- تظهر الدراسات الأمريكية أن الأطفال الأذكياء يصبحون أقل نجاحًا عندما يتعرضون للتنمر.
- معاناة الأطفال من مشكلات نفسية وعصبية تتضمن أفكار الموت والانتحار، والشعور بالوحدة والحزن العام.
- بروز مشكلات غذائية وصحية تؤدي إلى ضعف البنية.
- تغيير نمط الحياة اليومي، بما في ذلك قلة النوم والبكاء لفترات طويلة.
- امتناع الطفل عن تناول الطعام حتى المفضلات لديه.
- عدم اهتمام الطفل بالواجبات المدرسية أو الأنشطة الرياضية، وصعوبة بناء علاقات صداقة جديدة.
تأثير التنمر على المجتمع
- يقوم التنمر بتأثير سلبي على المجتمع، حيث يؤدي إلى ظهور أفراد ضعيفي الشخصية يتسمون بالخوف من المستقبل.
- قد يُصابون بمشكلات نفسية متعلقة بالكبر في السن.
- تتزايد مشكلات الذاكرة والخرف بين كبار السن غالبًا كنتيجة لمحاولات الهروب من الماضي.
- لذا، يصبح من الضروري أن تعمل المدارس على تفعيل برامج لمكافحة التنمر من خلال جلسات الدعم النفسي ومتابعة سلوك الأطفال.