يواجه الجهاز العصبي للإنسان العديد من الاضطرابات على مدار حياته، بعضها مزمن والآخر مؤقت، ومن بين هذه الاضطرابات تبرز متلازمة توريت كحالة فريدة تسترعي الانتباه. ما هي متلازمة توريت؟ كيف يتم تصنيفها وما هي العوامل المسببة لها؟ وهل توجد طرق للعلاج؟ سنستعرض كل ذلك في هذه المقالة.
تعريف متلازمة توريت
تُعرف متلازمة توريت بأنها اضطراب يؤثر على الجهاز العصبي، ويظهر عادةً لدى فئات عمرية معينة تتراوح بين عامين وواحد وعشرين عامًا، وغالبًا ما تُلاحظ هذه الحالة لدى الأطفال من سن أربع سنوات وحتى 12 عامًا، حيث تُصيب الفتيات بشكل أكبر من الأولاد.
تتميز متلازمة توريت بحدوث تشنجات حركية وصوتية لا إرادية وفجائية، يصدر خلالها الشخص أصواتاً غير طبيعية بشكل متكرر ودون إرادته. وعادةً ما تتضمن هذه التشنجات حركة بسيطة مثل وميض العين أو هز الكتفين، ولكن في بعض الأحيان قد تكون أكثر تعقيدًا مثل القفز المفاجئ أو الركل. كما يمكن أن تشمل الأصوات الصادرة عن الشخص إصدارات من الحلق مثل الشخير.
أسباب متلازمة توريت
تُعد متلازمة توريت من الاضطرابات المعقدة، إذ تنجم عادةً عن تشوهات في مناطق متعددة من الدماغ والأعصاب المرتبطة. يمكن أن يحدث اضطراب في العقد القاعدية، التي تلعب دورًا أساسيًا في السيطرة على الحركات، مما يؤدي إلى ظهور الحركات اللاإرادية.
يعتقد بعض الباحثين أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في ظهور تلك المتلازمة، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في الجينات إلى حدوث هذه الحالة.
تشخيص متلازمة توريت
يمكن تشخيص متلازمة توريت بناءً على الفحص السريري، حيث يُعتبر الأمر غير بحاجة إلى استشارة طبيب بشكل فوري. يتم التشخيص عند وجود المعايير التالية:
- وجود حركات لاإرادية، سواء كانت حركية أو صوتية، لمدة تزيد عن سنة.
- تكرار حدوث التشنجات بشكل متكرر خلال اليوم.
- ظهور الأعراض قبل سن 18 عامًا.
- استبعاد وجود مشاكل أخرى في الدماغ.
- ظهور التشنجات دون تأثير أدوية مسببة لها.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير عصبي مثل الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
سبل علاج متلازمة توريت
في بعض الحالات، تُوصف مجموعة من الأدوية للمساعدة في إدارة الأعراض، ومن بين هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للذهان: والتي تركز على تقليل تأثير مستقبلات الدوبامين في الدماغ، مما يساعد على تقليل التشنجات اللاإرادية. ومن أمثلة هذه الأدوية هالوبيريدول، أريبيبرازول، وريسبيريدون.
- الأدوية المنشطة: التي تلعب دورًا في تقليل اضطراب فرط الحركة ومشاكل الانتباه، ومن أبرزها دواء الميثيلفينيديت.
العلاج النفسي لمتلازمة توريت
غالباً ما يُوصى باللجوء إلى طرق العلاج النفسي كوسيلة لتخفيف الأعراض دون الاعتماد الكامل على الأدوية وما قد تنتج عنه من آثار جانبية. تتضمن استراتيجيات العلاج النفسي تدريب الشخص على تحسين استجابته وإدراكه، مما يساعد في تخفيف أعراض المتلازمة. تشمل الطرق الممكنة:
- تقنيات الاسترخاء.
- التنويم المغناطيسي.
- ممارسة اليوغا والتأمل.
- تمارين التنفس العميق.
بهذا، نكون قد استعرضنا في المقال العديد من النقاط المتعلقة بمتلازمة توريت. حيث تعرفنا على هذه الحالة، والأسباب المحتملة وراء ظهورها، وكذلك كيفية تشخيصها وطرق علاجها الدوائية والنفسية.