أزمة منتصف العمر لدى النساء
تُعتبر أزمة منتصف العمر حالة من الاضطراب العاطفي التي قد تصيب بعض النساء في الفئة العمرية ما بين 40 و60 عامًا. غالبًا ما تترافق هذه الأزمة مع شعور بالحزن، والإرهاق، والقلق، والشعور بعدم الاهتمام من قبل المحيطين، وهو ما قد يرجع لأسباب متعددة تشمل الجوانب الفسيولوجية والعاطفية والاجتماعية. وقد صنف الخبراء في مجال الصحة النفسية هذه الأزمة كتشخيص غير رسمي في نطاق الصحة العقلية. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن حوالي 26% من الأمريكيين يعترفون بوجود ما يعرف بأزمة منتصف العمر. كما لاحظ باحثون آخرون حدوث انهيار في مستويات السعادة في هذه المرحلة دون الإشارة مباشرة إلى تسميتها، مشيرين إلى إمكانية انتعاش هذه المشاعر في مراحل لاحقة من العمر.
أسباب أزمة منتصف العمر
تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى أزمة منتصف العمر لدى النساء، ومنها:
- التغيرات في العلاقات ودور النساء بالمجتمع، حيث قد تضطر بعضهن إلى استيعاب مهام جديدة، مثل رعاية الوالدين المسنين، بينما تشعر أخريات بالحزن والفراغ حين يكبر أطفالهن ويصبحون مستقلين.
- تدهور القدرات الجسدية وبدء ظهور علامات الشيخوخة بشكل واضح أكثر مما كان عليه في السابق.
- التفكير في السنوات الماضية وكيف تم قضاؤها، مما قد يؤدي إلى مشاعر الندم أحيانًا بسبب اختيارات الحياة أو المهنة، والتساؤل عن كيف كانت ستبدو الحياة لو تم اختيار مسار مختلف.
- أسباب فسيولوجية، مثل انقطاع الدورة الشهرية وتغير مستويات الهرمونات، مثل انخفاض الإستروجين والبروجستيرون، مما يسبب تراجع مستويات الطاقة ويؤثر بصورة سلبية على النوم والمزاج الذي عادةً ما يصبح متقلبًا، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل ضعف الذاكرة وزيادة الوزن والقلق وفقدان الشغف.
- التعرض لصدمات مؤلمة قد تتزامن مع أغسطس منتصف العمر، مثل فقدان أحد أفراد العائلة، أو الطلاق، أو فقدان الخصوبة، أو أي تجربة مؤلمة تترك أثرًا عاطفيًا قويًا.
- نظرة المجتمع إلى كبار السن، حيث يتركز اهتمام المجتمع عادةً على فئة الشباب ويتجاهل ذوي الأعمار الكبيرة، مما يؤثر سلباً على ثقة النساء المسنات بأنفسهن ويُشعرهن بضرورة إخفاء علامات الشيخوخة.
طرق التعامل مع أزمة منتصف العمر لدى النساء
يمكن التغلب على أزمة منتصف العمر عبر اتباع مجموعة من الممارسات والحلول التي تشمل:
- الاعتراف بوجود الأزمة، إذ يعتبر الاعتراف بالمشكلة الخطوة الأولى نحو معالجتها.
- إجراء تقييم ذاتي عن طريق التفكير في المشاعر والطاقة والأماكن التي يتم قضاء الوقت فيها؛ لاكتشاف ما يستنزف الطاقة وإجراء تحسينات تساعد على التخلص من العلاقات السلبية، وبناء صداقات جديدة، وممارسة الهوايات والأنشطة المحفزة.
- توثيق الإنجازات والإيجابيات الموجودة في الحياة والشعور بالامتنان لها.
- العناية بالصحة في مقدمة أولويات الحياة، وزيارة الطبيب العام أو طبيب النساء للتأكد من أن المشاعر المتعلقة بالأزمة طبيعية ولا تتطلب علاجًا.
- التوجه لأخصائي نفسي للمساعدة في إدارة المشاعر بشكل صحي.
- استشارة طبيب نفسي مختص لحالات الاكتئاب الحاد أو إذا كانت المشاعر السلبية تؤثر على النشاطات اليومية، أو في حالة وجود أفكار انتحارية.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة، والاستمتاع بالهواء الطلق، والذهاب إلى الشاطئ، وممارسة الرياضة، حيث تعتبر جميعها سلوكيات تعزز المزاج وتقلل من القلق.
- التواصل مع الأصدقاء ومشاركتهم الحديث، وتناول طعام صحي يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات.
- تجربة خطوات جديدة، مثل الالتحاق بدورات تدريبية عبر الإنترنت، أو قراءة الروايات، أو بدء مشروع صغير.