هناك العديد من الكتاب والشعراء الذين تناولوا موضوع الحيوانات في أعمالهم الأدبية. سنستعرض اليوم بعض الشخصيات البارزة التي عُرفت بقدرتها على التعبير عن الأفكار من خلال تجسيد الحيوانات، حيث تحمل كل قصة أو قصيدة تنتمي لهذا المجال معاني عميقة وعبر قيمة. لذلك، سنتناول من خلال موقعنا قصائد وقصصًا للأطفال تتحدث على لسان الحيوانات.
شخصيات بارزة في كتابة الأدب على لسان الحيوانات
لقد سعى الكثير من الكتاب والشعراء إلى توصيل أفكارهم من خلال تصوير الحيوانات كممثلين لها. وفي السطور التالية، سنستعرض بعض هؤلاء الأدباء الذين برعوا في هذا النوع من الكتابة:
1-
الشاعر أحمد شوقي
يُعتبر أحمد شوقي واحدًا من أفضل الشعراء الذين تناولوا موضوع الحيوانات في أدبهم. وقد أسهمت أعماله في تجسيد تلك الموضوعات بطرق مبدعة. إليكم بعض مقاطع شعره التي تتحدث على لسان الحيوانات:
- يَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ
- وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ
- فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ طَريقا مُمَزِّقاً أَصحابَنا تَمزيقا
- وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ نادى بِهِم
- يا مَعشَرَ الأَرانِبِ مِن عالِمٍ وَشاعِرٍ وَكاتِبِ اِتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي
- فَالاتِّحادُ قُوَّةُ الضِعافِ فَأَقبَلوا مُستَصوِبينَ رايَه
- وَعَقَدوا لِلجمعِ رايَه وَاِنتَخَبوا مِن بَينِهِم ثَلاثَه
- لا هَرَماً راعَوا وَلا حَداثَه بَل نَظَروا إِلى كَمالِ العَقلِ
- وَاِعتَبَروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلخِطابِ
- فَقالَ إِنَّ الرَأيَ ذا الصَوابِ أَن تُترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ
- كَي نَستَريحَ مِن أَذى الغَشومِ
- فَصاحَتِ الأَرانِبُ الغَوالي هَذا أَضَرُّ مِن أَبي الأَهوالِ
- وَوَثَبَ الثاني فَقالَ إِنّي أَعهَدُ في الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ
- فَلنَدعُهُ يُمِدُّنا بِحِكَمَتِهِ وَيَأخُذُ اِثنَينِ جَزاءَ خِدمَتِهِ
- فَقيلَ لا يا صاحِبَ السُمُوِّ لا يُدفَعُ العَدُوُّ بِالعَدُوِّ
- وَاِنتَدَبَ الثالِثُ لِلكَلامِ فَقالَ يا مَعاشِرَ الأَقوامِ اِجتَمِعوا
- فَالاِجتِماعُ قُوَّه ثُمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ
- هُوَّه يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ فَنَستَريحُ الدَهرَ مِن شُرورِهِ
- ثُمَّ يَقولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ قَد أَكَلَ الأَرنَبُ عَقلَ الفيلِ
- فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا وَعَمِلوا مِن فَورِهِم فَأَحسَنوا
- وَهَلَكَ الفيلُ الرَفيعُ الشانِ فَأَمسَتِ الأُمَّةُ في أَمانِ
- وَأَقبَلَت لِصاحِبِ التَدبيرِ ساعِيَةً بِالتاجِ وَالسَريرِ
- فَقالَ مَهلاً يا بَني الأَوطانِ إِنَّ مَحَلّي لَلمَحَلُّ الثاني
- فَصاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ مَن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ.
2-
الكاتب عبد الله بن المقفع
الكاتب عبد الله بن المقفع اشتهر بقصة “كليلة ودمنة”، التي تحتوي على حكايات تُروى على لسان الحيوانات، مما يعكس أفكارًا حكيمة. إليكم بعض الأجزاء منها:
- قال الغراب: وكيف كان ذلك؟
- قال ابن آوى: زعموا أن علجوم عشش في بحيرة كثيرة السّمك، فعاش بها ما عاش، ثمّ كبر في السّن فلم يستطع صيدا، فأصابه جوع وجهد شديد، فجلس حزينا يلتمس الحيلة في أمره، فمرّ به سرطان فرأى حالته وما هو عليه من الكآبة والحزن فدنا منه وقال : مالي أراك أيّها الطّائر هكذا حزينا كئيبا؟
- قال العلجوم: وكيف لا أحزن، وقد كنت أعيش من صيد ما ههنا من السّمك، وإنّي قد رأيت اليوم صيّادين قد مرّا بهذا المكان، فقال أحدهما لصاحبه: إن ههنا سمكا كثيرا أفلا نصيده أوّلا أوّلا؟
ختامًا، يتميّز كل كاتب أو شاعر بأسلوبه الخاص في التعبير، حيث قام العديد منهم بتجسيد أفكارهم من خلال الحديث عن الحيوانات، والتي تحمل دائمًا عبرًا مهمة سواء في القصص أو في الشعر كما تم ذكره سابقًا.