أنواع بحور الشعر وميزاتها المختلفة

تُعَد بحور الشعر مجموعة من التفعيلات أو الأوزان التي يعتمد عليها الشاعر عند كتابة أبيات قصيدته، وتعتبر بمثابة الإطار العام الذي ينظم من خلاله الأفكار والمشاعر. يُنسب تأسيس هذه البحور إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، بينما يُعتبر صفي الدين الحلي صاحب الفضل في وضع مفاتيحها. يتكون كل بحر من قسمين متطابقين في نوع وعدد التفعيلات. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أنواع البحور الشعرية وعددها.

أنواع البحور الشعرية وعددها

قام الفراهيدي بتصنيف بحور الشعر العربي وتنظيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية، حسب أنواع تفعيلاتها الخماسية والسباعية كالتالي:

  • البحور الخماسية: ويتكون عددها من بحرَيْن هما المتقارب والمتدارك، حيث تشمل كليهما تفعيلات خماسية.
  • البحور السباعية: يتكون عددها من أحد عشر بحرًا، وهي: الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، والمجتث، وكل منها يعتمد على تفعيلات سباعية.
  • البحور الممزوجة: ويتكون عددها من ثلاثة بحور، وهي: الطويل، المديد، والبسيط، حيث تتداخل التفعيلات السباعية مع الخماسية في كل بحر منها.

تفاصيل كل بحر شعري

كل نوع من الأنواع الستة عشر للبحور الشعرية تم تأسيسه من قِبل صفي الدين الحلي، الذي أطلق على هذه الأنواع اسم “مفاتيح البحور”، بهدف تسهيل حفظ تفعيلات كل بحر. وتفاصيل التفعيلات لكل بحر كما يلي:

1- البحر الطويل

يُعتبر البحر الطويل من أشهر بحور الشعر، حيث تم تنظيم ما يُقارب ثلث الأشعار عليه. يتميز بأنه لا يأتي مجزوءًا أو منهوكًا، مما يجعل نظم الأهازيج والموشحات والأغاني عليه أمرًا بالغ الصعوبة. يُعرف بالقدرة على احتواء معانٍ متعددة، ويمتد ليلائم مختلف الموضوعات الشعرية كالمدح والفخر والسرد. سُمِّي بالـ”طويل” نظرًا لاحتواء كل بيت على ثمانية وأربعين حرفًا في التصريع.

  • وزن البحر الطويل: فعولن مفاعيلن، فعولن مفاعيلن، فعولن مفاعيلن، فعولن مفاعيلن.
  • مفتاحه الشعري: طَويلٌ له دون البحور فضائِلُ فَعولُن مَفاعيلُن فًعُولُن مَفَاعِلُن.
  • مثال على الوزن: وَظُلمُ ذوي القُربَةِ أشدُ مَضاضةً على المرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنّدِ.

2- البحر المديد

يعتبر البحر المديد من البحور ذات الاستخدام القليل، ويرجع ذلك إلى ثقله السمعي. يتم استخدامه غالبًا في شكل مجزوء سداسي الأجزاء، ويتسم بامتداد أسبابه بين أجزاء البيت.

  • وزنه الشعري: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن، فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن.
  • مفتاح البحر المديد: لمديد الشعر عندي صفاتُ، فاعِلاتن فاعِلاتن فاعِلاتن.
  • مثال على الوزن: يا شَقِيقَ النّفسِ مِن حَكَمِ نِمتَ عَن ليلى وَلَم أَنَم.

3- البحر البسيط

يعكس البحر البسيط طبيعة انبساط أسبابه، حيث تتسلسل تفعيلات سباعية بدءًا من بدايته، مما يساهم في جمالية الوزن الشعري. يُستخدم بشكل مجزوء أو تام.

  • وزنه الشعري: مُستفعِلُن فاعِلُن مُستَفعِلُن فَاعِلُن، مُستفعِلُن فاعِلُن مُستفعِلُن فاعِلُن.
  • مفتاحه الشعري: إن البسيط لديه يبسط الأمل.
  • مثال على الوزن: يا نَاعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً أَسهَرت مُضنَاكَ في حِفظِ الهَوَى فَنَمِ.

4- البحر الكامل

يتميز البحر الكامل بكثرة الحركات في تفاعيله، مما يجعله من أرقى البحور الشعرية. يسهل استخدامه لمختلف الأنماط الشعرية نظرًا لكماله. يحتوي على تسع أضرب ويميز عن الوافر بأنه يشتمل على عدد أكبر من الأضرب.

  • وزنه الشعري: مُتَفاعِلُن مُتَفاعِلُن مُتَفاعِلُن، مُتَفاعِلُن مُتَفاعِلُن مُتَفاعِلُن.
  • مفتاحه الشعري: كَمَل الجمالُ من البحور الكامِلُ، مُتَفاعِلُن مُتَفاعِلُن مٌتَفاعِلُن.
  • مثال على الوزن: قُم للمُعَلَم وفّهِ التَبجيلا، كادَ المُعَلِمُ أن يكونَ رسولا.

شاهد ايضاً:

5- البحر الوافر

يتم اختياره بناءً على وفرة حركاته، ويُعتبر من أسهل البحور في التركيب، وغالبًا ما يستخدم في الفخر. صمم ليكون تامًا أو مجزوءًا.

  • مفتاحه الشعري: بحور الشعر وافِرُها جميلٌ، مُفاعَلَتُن مُفاعَلَتُن فَعولُن.
  • وزنه الشعري: مفاعلتن مفاعلتن فعولن (مَفاعِل)، مفاعلتن مفاعلتن فعولن (مَفاعِل).
  • مثال على الوزن: جِراحاتِ السِنانُ لها التئام، ولا يَلتامُ من جَرَح اللِسانُ.

شاهد ايضاً:

6- بحر الهزج

سُمي بهذا الاسم بسبب اختلاف إيقاعه، ويعتبر من البحور التي تُستخدم بشكل محدود في الشعر، إلا أن له مكانة خاصة في المسرحيات الحديثة.

  • مفتاحه الشعري: على الأهزاج تسهيل، مفاعيلُن مفاعيلُن.
  • وزنه الشعري: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن، مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن.
  • نادراً ما يُستخدم بشكل كامل، بل في أغلب الأحيان يكون مجزوءًا بــ4 تفعيلات: مفاعيلن مفاعيلن، مفاعيلن مفاعيلن.
  • مثال على الوزن: رَنَت ليلى إلى وجهي، بَألحاظٍ هِيَ السِحرُ.

شاهد ايضاً:

7- بحر الرجز

يُعتبر البحر الأكثر سرعةً واختصارًا في التفاعيل، حيث يُعرف بقدرته على التغيير والتعاون مع النثر. يحمل صفات خاصة تجعله أقرب الأوزان إلى الكلام الطبيعي.

  • مفتاحه الشعري: في أبحُرِ الأرجاز بحرٌ يَسهُلُ، مُستَفعِلُن مُستَفعِلُن مُستَفعِلُن.
  • وزنه الشعري: مستفعلن مستفعلن مستفعلن، مستفعلن مستفعلن مستفعلن.
  • مثال على الوزن: حَسبُك مما تبتغيهِ القُوتُ، ما أكثَرُ القوتُ لمن يموتُ.

تتسم بحور الشعر بالتنوع والتعدد، وقد وُضعت خصيصًا لتمكين الشعراء من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. من المهم فهم كل نوع من هذه البحور الشعرية، والتعرف على أوزانها واختلافاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top