قصائد رومانسية تعبّر عن الحب والشوق والاشتياق

تُعبر أشعار الغزل عن عمق عشق العاشق وعواطفه الجياشة، فيما تعكس أشعار الاشتياق أصعب اللحظات التي يعيشها المحب. لذا، سنقدم لكم مجموعة متنوعة من هذه الأشعار.

أشعار حب وغزل واشتياق

إلى قارئنا العزيز، نقدم لك توليفة فريدة من أجمل أشعار الحب والغزل والاشتياق لأفضل الشعراء.

قصيدة “قراءة في وجه حبيبتي”

كتب الشاعر محمود درويش العديد من الأشعار الخالدة، ومن بين تلك الروائع، نجد قصيدته المعنونة “قراءة في وجه حبيبتي”:

حين أحدق فيك،

أرى مدنًا ضائعة.

أرى زمنًا قرمزيًا.

أرى سبب الموت والكبرياء.

أرى لغة لم تُسجل،

وآلهة تنزل.

في مواجهة المفاجأة الجميلة،

وتنتشرين أمامي،

صفوفًا من الكائنات التي لا تُسمى.

وما وطني إلا هذه العيون،

التي تجهل الأرض جسماً.

وأسهر فيك على خنجر،

واقف في جبين الطفولة.

فالموت هو مفتاح الذكرى القادمة.

وأنت جميلة،

كعصفورة نادمة.

وحين أحدق فيك،

أرى كربلاء،

يوتوبيا،

والطفولة.

وأقرأ لائحة الأنبياء،

وسفر الرضا والرذيلة.

أرى الأرض تلعب،

فوق رمال السماء.

أرى سبب اختطاف المساء،

من البحر،

والشرفات البخيلة.

قصيدة “لقاء ولقاء”

لا شيء أروع من الحب بجميع ألوانه، فكم هو جميل أن نتلقى كلمات الحب من أولئك الذين نحبهم. إليك شعراً من أشعار الحب والغزل للشاعر بدر شاكر السياب:

لستِ أنتِ التي تحلم بها الروح، ولا التي أغني هواها.

كان حبًا يشد حولي ذراعيك ويقرب الشفاه.

واشتياق كأنما يسرق الروح فلا يوجد في العيون سوى صداها!

وانتهينا، فقلت إني سأنساه، وغمغمت سأجد غيرها.

أمس، طال اللقاء حتى تثاءبتِ، ورأيت في يديك الملل.

في ارتخاء النسيج تطويه يداك، وعيناك تراقب الشمال.

في الغياب الطويل والمقعد المهجور، ترمين بيدي عليك الظلال.

في الشفاه القليلة تدنو من الكوب ثم تعود وتلقي سؤالاً.

أهكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟

لا ذراعان في انتظاري عند الباب، ولا خافق يهدي الثواني.

في انتظاري، ولا فم يعصر الزمن في قبلة، ولا مقلتان.

تسرقان الطريق والدمع ينساب من عيني والداء والأسى من كياني.

قد سئمت اللقاء في غرفة خيم على بابها اكتئاب الغروب.

الضياء الكسول والمزهريات تراءى بها خفق اللهيب.

كالجناح الثقيل في دوحة صفراء على ضفة الغدير الكئيب.

واحتشاد الوجوه مثل التماثيل احتوت معبدًا مهجورًا.

سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعادت كما يطل الأسير.

من كوى سجنته إلى بيته البعيد، كما يخفق الجناح الكسير.

للغدير البعيد، كالموجة الزرقاء، جاشت فحطمتها الصخور!

عز حتى الحديث بين الأحاديث، وحتى التقائنا بالعيون.

في فؤادي الشقي، مثل الأعاصير، وفي ساعدي كجنون.

التقينا؟ أكان شوقي للقاءك اشتياقًا إلى الضياء الحزين.

واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء، والشاي والخطى والألحان.

قصيدة “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي”

سنستعرض الآن شعرًا من أشهر قصائد الحب والغزل للشاعر أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي، المعروف بأبو الطيب الكندي الكوفي:

لعينيكِ ما يلقى الفؤاد وما لقي.

وللحبّ ما لم يبق مني وما بقي.

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه،

ولكن من يبصر جفونك يعشق.

وبين الرضى والسخط والقرب والنوى،

مجال لدمع المقلّة المتراقص.

وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه،

وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي.

وغضبى من الإدلال سكرى من الصبا،

شفعَت إليّ من شبابي بريق.

وأشهبَ معسول الثنيات واضح،

ستَرْت فمي عنه فقبّل مفرّقي.

وأجياد غزلان كجيدك زرنني،

فلم أتبين عاطلاً من مطوّق.

وما كل من يهوى يعف إذا خلا،

عفافي ويرضي الحب والخيل تلتقي.

سقى الله أيام الصبَى ما يسرّهَا،

ويفعل فعل البابلي المعتق.

إذا ما لبست الدهر مستمتعاً به،

تخرّقْتَ والملبوس لم يتخرّق.

ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم،

بعثن بكل القتل من كل مشفق.

أدرن عيونا حائرات كأنها،

مركبة أحْداقها فوق زئبق.

عشية يعدونا عن النظر البكاء،

وعن لذة التوديع خوف التفرق.

نودعهم والبَين فينَا كأنّه،

قنَا ابن أبي الهيجاءِ في قلب فَيْلق.

قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسج داود عندها،

إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق.

هَوَادٍ لأملاك الجيوش كأنها،

تخيّر أرواح الكماه وتنتقي.

تقدّ عَلَيْهِمْ كل دِرْع وجوشن،

وتفري إليهم كل سور وخندق.

يغشر بها بين اللقاني وواسط،

ويركزها بين الفرات وجلق.

ويرجعها حمراً كأنّ صحيحها،

يبكي دماً من رحمة المتدقّق.

فلا تبلغاه ما أقول فإنّه،

شجاع متى يُذكر له الطعن يشتق.

ضروبٌ بأطراف السيوف بنانَه،

لعبٌ بأطراف الكلام المشقّق.

كسائلٍ مَنْ يسأل الغيث قطرةً،

كعاذلِه من قال للفَلَك ارْفق.

لقد جدْت حتى جدْت في كل ملّة،

وحتى أتاكَ الحمد من كل نطق.

ومن الممكن لكم التعرف على:

قصيدة “القرار”

كما عبر الشاعر نزار قباني في قصيدته “القرار” عن حبه، مؤكدًا من خلالها على تأكيد عواطفه لمحبوبته، إليك بعض الأبيات من تلك القصيدة:

فلمن أقدم يا ترى أعذاري.

لا سلطةً في الحب تعلو سلطتي.

فالرأي رأيي والخيار اختياري.

هذي أحاسيسي فلا تتدخلي.

أرجوكِ، بين البحر والبحار.

ظلّي على أرض الحياد فإنني.

سأزيد إصرارًا على إصرارِ.

ماذا أخاف؟ أنا الشرائع كلها.

وأنا المحيط وأنتِ من أنهاري.

وأنا النساء، جعلتهن خواتم.

بأصابعي وكواكبًا بمداري.

خليك صامتةً ولا تتكلمي.

فأنا أدير مع النساء حواري.

وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى.

للواقفات أمام باب مزاري.

وأنا أرتب دولتي وخرائطي.

وأنا الذي أختار لون بحاري.

وأنا أقرر من سيدخل جنتي.

وأنا أقرر من سيدخل ناري.

أنا في الهوى متحكم متسلط.

في كل عشق نكهة استعمار.

فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي.

واستقبلي بطفولة أمطاري.

إن كان عندي ما أقول فإنني.

سأقوله للواحد القهار.

عيناك وحدهما هما شرعيتي.

مراكبي، وصديقتا أسفاري.

إن كان لي وطن فوجهك موطني.

أو كان لي دار فحبك داري.

من ذا يحاسبني عليك وأنت لي.

هبة السماء ونعمة الأقدار.

من ذا يحاسبني على ما في دمي.

من لؤلؤ وزمرد ومخاري.

أيناقشون الديك في ألوانه.

وشقائق النعمان في نوار.

يا أنتِ يا سلطاني، ومليكتي.

يا كوكبي البحري يا عشتاري.

إني أحبك دون أي تحفظ.

وأعيش فيك ولادتي ودماري.

إني اقترفتك عامداً متعمداً.

إن كنتِ عاراً يا لروعة عاري.

ماذا أخاف؟ ومن أخاف؟ أنا الذي.

نام الزمان على صدى أوتاري.

وأنا مفاتيح القصيدة في يدي.

من قبل بشّار ومن مهيار.

وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً.

وجعلته ثمراً على الأشجار.

سافرت في بحر النساء ولم أزل.

من يومها مقطوعةً أخباري.

قصيدة “بي مثل ما بك يا قمرية الوادي”

كما أضاف الشاعر أحمد شوقي إلى أشعار الحب والغزل قصيدة بعنوان “بي مثل ما بك يا قمرية الوادي” التي عَبّر من خلالها عن مشاعر الحب والعشق التي تخالج قلبه:

بي مثل ما بك يا قمرية الوادي.

ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي.

وأرسلي الشجو أسجاعًا مفصلة.

أو ردّدي من وراء الأيك إنشادي.

تلفت الروض لما صحت هاتفة.

كما تلفتت الركبان بالحادي.

كم هاج مبكاك من مجروح أفئدة،

تحت الظلام ومن مقروح أكباد.

لا تكتمي الوجد فالجرحان من شجن،

ولا الصبابة فالدمعان من واد.

يا حلوة الوعد ما نسّاك ميعادي.

عن الهوى أم كلام الشامت العادي.

كيف انخدعت بحسادي وما نقلوا.

أنت التي خلقت عيناك حسادي.

طرفي وطرفك كانا في الهوى سببا،

عند اللقاء ولكن طرفك البادي.

تذكري هل تلاقينا على ظمأ،

وكيل بل الصدى ذو الغلة الصادي.

وأنت في مجلس الريحان لاهية،

ما سِرت من سامر إلا إلى نادي.

تذكري منظر الوادي ومجلسنا،

على الغدير كعصفورين في الوادي.

والغصن يحلو علينا رقة وجوى،

والماء في قدمينا رايح غاد.

تذكري نغمات ههنا وهنا،

من لحن شادية في الدوح أو شادي.

تذكري قبلة في الشعر حائرة،

أضلها فمشت في فرقك الهادي.

وقبلة فوق خد ناعم عطر،

أبهى من الورد في ظل الندى الغادي.

تذكري قبلة من فيك أعتبرها،

من اللقاء إلى أمثاله زادي.

تذكري موعداً جاد الزمان به،

هل طرت شوقا وهل سابقت ميعادي.

فنلت ما نلت من سؤل ومن أمل،

ورحت لم أحص أفراحي وأعيادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top