التناول القرآني للزكاة
تناولت بعض الآيات الكريمة في القرآن الكريم موضوع الزكاة وفرضيتها، ومن أبرزها:
- قوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).
- قوله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهم بِها).
- قوله -تعالى-: (وَآتوا حَقَّهُ يَومَ حَصادِهِ).
- قوله -تعالى-: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
مصادر الزكاة وفق القرآن الكريم
تُوزع الزكاة على ثمانية أصناف، كما ورد في الآية الكريمة: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفِي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وهذه الأصناف تتمثل في:
- الفقراء: وهم الأفراد الذين لا يملكون أي مال أو مهنة تؤمن لهم احتياجاتهم.
- المساكين: هم الذين يمتلكون بعض المال أو الحرف، لكنها غير كافية لتلبية احتياجاتهم واحتياجات من يعولون.
- العاملين عليها: هم الأفراد الذين يتم تكليفهم من قبل الإمام أو نائبه بجمع الزكاة وتوزيعها، ويكون لهم نصيب منها مقابل جهدهم، سواء كانوا فقراء أو أغنياء.
- المؤلفة قلوبهم: يقصد بهم الذين يحتاجون للدعم، مثل العصاة وفقراء الكفار، حيث يمكن أن تساعدهم الزكاة في التوبة والدخول في الإسلام.
- في الرقاب: تشمل العبد أو الأمة، ويتم شراءهم وتحريرهم.
- الغارم: هو المدين الذي وقع في ديون غير معصية.
- في سبيل الله: يُشير إلى المجاهدين وطلاب العلم الشرعي.
- ابن السبيل: هو المسافر الذي فقد وسائل النقل ولا يمتلك ما يكفي من المال للعودة إلى بلاده، فيُعطى ما يعينه على ذلك.
أحكام الزكاة في الفقه الإسلامي
الزكاة تُعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة. تعرف بأنها حصة معينة من أموال الشخص تُدفع عندما يصل المال إلى نصاب محدد، ويُخصص جزء من هذه الأموال للمستحقين. تناول الله -عز وجل- مصارف الزكاة في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفِي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ).
حكمة الزكاة
خلق الله -تعالى- البشر بتفاوت في الرزق، فبعضهم أغنياء وآخرون فقراء، وذلك لاختبارهم في الشكر أو الكفر. وقد أُقرَّت الزكاة كوسيلة لتصحيح هذا التفاوت، حيث تُعتبر وسيلة لرفع المعاناة عن الفقراء وتعزيز الروابط الاجتماعية. كما تعمل الزكاة على تنمية نفوس الأغنياء، وتحفظهم من داء البخل والحرص على المال، مؤكدين أن الرزق هو من عند الله -عز وجل- وليس نتاج جهدهم فقط.
شروط وجوب الزكاة
توجد شروط يجب تحققها ليصبح الزكاة واجبة على المسلم، وهي كالتالي:
- الحرية: لا تجب الزكاة على العبد.
- الإسلام: لا تُفرض الزكاة على الكافر.
- أن يكون المال ممّا تجب فيه الزكاة.
تتضمن الأنواع التي تجب فيها الزكاة الخمسة: الذهب والفضة؛ والمعادن المخصصة للادخار أو التجارة، والنقود المتعارف عليها شرعًا، والمعادن والكنوز المعدّة للتجارة، وعروض التجارة، بالإضافة إلى الزروع والثمار، والبهائم السائمة مثل الإبل والبقر والغنم.
- والنصاب: يجب أن يصل المال إلى النصاب، حيث نصاب الذهب هو 85 غرامًا، والفضة 595 غرامًا، وزكاة الحبوب والثمار 653 كيلو غرامًا، ونصاب الغنم أربعون شاة، ونصاب الإبل خمسة ونصاب البقر ثلاثون.
- أن يكون المال ملكاً تاماً: فلا زكاة على المدين الذي يمتلك مال مملوك للغير.
- أن يحول الحول على المال: بمعنى أن يكون قد مر عام هجري كامل على المال وهو بالغ النصاب.
- ألا يكون على المُزكي دين.
فيستحسن أن يسدد ما عليه من ديون قبل احتساب نصاب الزكاة، حيث تُعطى الأولوية للدين.