عند ملاحظة تغير لون البول، خصوصاً في الصباح، من المهم الانتباه إلى أسباب غمقان البول. إذ قد يشير هذا التغير إلى وجود مشاكل صحية تتطلب عناية طبية. يكون اللون المعتاد للبول بين الأصفر الباهت والأصفر العادي.
إذا استمر غمقان البول لفترة مطولة، فإنه من الضروري استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الأسباب الدقيقة.
كيف يتكون البول؟
تقوم الكلى بتنظيف الدم الوارد إليها بهدف الحفاظ على التوازن الكيميائي بالجسم. تقوم الكلى بالتخلص من فائض الماء والسموم الضارة، وترسل هذه النفايات عبر الحالبين إلى المثانة، حيث تتقلص عضلات الحالبين وتنبسط.
تبدأ عملية إخراج البول من الكليتين إلى المثانة البولية حتى تمتلئ، وعندما تصل كمية البول إلى حوالي نصف لتر، تقوم المثانة بإرسال إشارات إلى الدماغ لإجراء عملية التبول.
شاهد أيضاً:
ما هي مكونات البول؟
يتكون البول من مركبات عضوية وغير عضوية. تشمل المركبات العضوية في البول بعض الهرمونات، والأحماض الدهنية، وحمض البول، والكرياتينين، واليوريا، والكرياتين. بينما تشمل المركبات غير العضوية أملاح الكبريت، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكلور، والصوديوم، والفوسفور.
يرجع لون البول إلى وجود صبغة اليوروكروم (Urochrome) الناتجة عن تحلل الهيموجلوبين، والذي قد يكون سبباً لغمقان البول في الصباح إذا كانت تركيزاته عالية.
أسباب غمقان البول إلى اللون الأحمر
يمكن أن يحدث غمقان البول في الصباح بسبب مسائل صحية، مثل:
- تناول بعض الأدوية المضادة للبكتيريا مثل ريفامبين (Rifampin) الذي يستخدم عادة لعلاج مرض السل، بالإضافة إلى أدوية أخرى.
- تناول أغذية تحتوي على صبغات حمراء طبيعية مثل التوت البري، والبنجر، والراوند.
- اختلاط البول ببعض نقاط الدم نتيجة التهاب المسالك البولية، أو حصوات الكلى، أو بعض الأمراض السرطانية، أو تضخم البروستاتا.
سبب تغير لون البول إلى الأخضر أو الأزرق
إذا لاحظ الشخص تغيير لون البول إلى الأخضر أو الأزرق، ينبغي عليه مراجعة طبيب مختص لاستكشاف الأسباب. قد يشير ذلك إلى عدوى الجرثومة الزنجارية الزائفة (Pseudomonas aeruginosa).
يمكن أن ينتج هذا التغيير أيضاً بسبب تناول أطعمة تحتوي على ألوان صناعية، أو التعرض للأصباغ الطبية المستخدمة في فحوصات المثانة والكلى. كما يمكن أن يصبح لون البول أزرق نتيجة الإصابة بمرض فرط الكالسيوم العائلي.
أسباب غمقان البول في الصباح عند الأطفال
يعد التغير في لون البول عند الأطفال أمراً شائعاً، وغالباً ما ترجع أسباب غمقانه إلى الجفاف، أو اضطراب في القنوات الصفراوية، أو مشاكل في الكبد، مما يؤدي إلى تركيز البول وتغير لونه إلى البرتقالي الغامق.
وتلعب أيضاً الأدوية والمكملات الغذائية دورًا في تغيير لون البول، خاصة تلك التي تحتوي على فيتامينات ومعادن معينة، أو الأدوية المستخدمة لعلاج الالتهابات مثل سلفاسالازين.
أمراض تسبب غمقان البول
تُعتبر بعض الأمراض من الأسباب الرئيسية لغمقان البول في الصباح، وأبرزها:
الالتهاب الفيروسي الكبدي سي
يؤدي هذا الالتهاب إلى تغير لون البول إلى الغامق بسبب عدم قدرة الكبد على تصريف النفايات، وينتقل المرض عبر الدم أو من خلال الممارسات الجنسية.
يظهر على المصاب أعراض أخرى مثل ارتفاع الحرارة وآلام في المعدة مع شعور بالغثيان.
العدوى البكتيرية للجهاز البولي
تعتبر العدوى البكتيرية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز البولي وتسبب التهابات، مما يساهم في غمقان البول. النساء أكثر عرضة لهذه العدوى بسبب قصر مجرى البول.
تشمل الأعراض الشعور الملح بالتبول والحرقة أثناء التبول وألم في البطن.
مرض فقر الدم الانحلالي
يتمثل هذا المرض في تدمير كريات الدم الحمراء عن طريق الطحال، مما يتسبب في انخفاض عدد الخلايا. قد يرتبط هذا المرض بأمراض وراثية مثل مرض الخلايا المنجلية أو الثلاسيمية.
تظهر على المصاب أعراض إضافية مثل آلام المفاصل والعضلات، والحكة في الجلد، وارتفاع درجات الحرارة.
عقاقير طبية تغير لون البول
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى غمقان البول، ومن هذه الأدوية:
عقار الفينازوبيريدين
يسبب غمقان البول إلى اللون البرتقالي ويستخدم لعلاج التهابات المسالك البولية.
عقاقير الملينات
التي تحتوي على نبات السنا، وقد تؤدي إلى غمقان البول في الصباح.
عقار بريماكوين
هذه الأدوية، التي تستخدم لعلاج الملاريا، تغير لون البول إلى البني.
عقار بروبوفول
يمكن أن يتسبب في تغير لون البول إلى الأزرق أو الأخضر.
عقار ريفامبين
يستخدم في علاج السل ويؤدي إلى تغيير لون البول إلى الأحمر.
عقاقير المكملات الغذائية
التي تحتوي على فيتامين B وC والمعادن، قد تتسبب في تحول البول إلى اللون الداكن.
عقاقير السلفاسالازين
تستخدم لعلاج الالتهابات، مما قد يسهم في غمق لون البول.
نصائح صحية مفيدة
إليك بعض النصائح للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي والجسم بشكل عام، والتقليل من مخاطر الأمراض:
- شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف الذي قد يؤدي إلى غمق البول، حيث أن الجفاف يمكن أن يزيد من تركيز مادة اليوروكروم.
- تجنب ممارسة الرياضات العنيفة التي قد تؤدي إلى إرهاق عضلات الجهاز التناسلي وتسبب غمق البول.
- التقليل من المشروبات المهيجة مثل القهوة والمشروبات الغازية والكحول، خصوصاً عند شعورك بمشاكل في الجهاز البولي.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية وتجنب الملابس الضيقة التي قد تسبب التعرق وتجمع الرطوبة.
- الالتزام بالنظافة الشخصية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
- تجنب العلاقات الحميمة أثناء الإصابة بالالتهابات أو العدوى، لتفادي نقل المرض للطرف الآخر.