الصداقة
تعد الصداقة من العلاقات الاجتماعية الجوهرية، حيث تجمع بين شخصين أو أكثر بناءً على أسس متينة من المودة والإخلاص والعطاء والوفاء. فالصديق هو كنز لا يضاهى، يشبه الأخ الذي لم تلده أمك. هو الشخص الذي تلجأ إليه عندما تثقل عليك الهموم، وتعود إليه وأنت محمل بذكرياته الجميلة. فالحياة بلا صديق مخلص تكون شاقة، وتلك الصداقة نعمة لا يعرف قيمتها إلا من يفتقدها. في هذا المقال، سوف نستعرض أجمل ما قيل في الشِعر عن الصداقة.
في خاطري كلمة
هناك كلمة في صدري لا أستطيع إخفاءها.
يقول البعض إن الزمان غادر، بينما أرى أن الزمن وفير.
إنهم يتحدثون عن أن الصداقة تبتعد وتقرب، لكنني أؤمن بأن القلوب تتراص في تعاطفها.
إن صداقة ترميميه تكفيني بدفء معانيها.
كتبت حكاية وفاء أدوّنها في ذكرياتي.
هل هناك من يضاهي كمالها في هذا العالم؟
إن صديقتي تحميني من قسوة الزمن وتجعلني أبتسم رغم كل العوائق.
أسأل الله أن يملاً حياتها فرحاً وأن يحقق لها كل أمانيها.
وأتمنى أن يدوم بيننا هذا الرابط الأصيل مدى الحياة.
اللهم صلِّ على محمد عدد المناجات في الأوقات الصعبة.
شعر عن الصداقة
لا يوجد في الدنيا ما أحب لناظري أكثر من منظر الخلان والأصحاب.
والسرّ في البلاد التي لا صديق فيها، هو أنها من أسوأ الأماكن.
واحرص على مصاحبة من يتميّزون بالأخلاق العالية.
إذا كنت تسأل أصدقاءك في كل شأن، فلن تجد صديقًا لا تعاتبه.
شعر جميل عن الصديق
دلّني يا صديقي على درب الشعر مهما كانت المنعطفات.
في سكون البحر، وفي سنابل النخيل،
وفي الغيوم التي تذوب كاليواقيت،
عن الرحمة التي تنبع من لا معاني.
أو دلّني، يا صديقي، على صديق يتقبلني بلا وسائل عابرة.
الصداقة تفيض علينا بالحب وبالحنان.
ليست هناك صداقة بين الأموات ولا بين البخلاء.
فاليوم الذي يمر بلا أصدقاء، يعد يومًا طويلاً.
والذي لا يجرؤ على الذهاب إلى البحر وحده، سيفهم صعوبة العزلة.
الصديق
كان جالساً أمامي بوجهه المكفهر.
يبتسم عند الابتسامة ويعبس عند العبوس.
أذكر حين رأيته لأول مرة، كنا نبحث عن الأمل.
لماذا اختارني من بين الجميع؟
لماذا لم ينضم إلى محبي كرة القدم ويشاهد التلفاز؟
أراه غريبًا يحمل أفكاراً كتراب القبور.
أقرأ في عينيه روايات من الحيرة والتساؤل.
ثلاثون عاماً من المرور إلى مدن الأحلام بعيداً.
وقد كنت أسمعه، مولعًا بكتابي.
كيف تظلم عيناه عندما رأني أتحدث مع تلك الفتاة؟
هل يحس بالغيرة؟
أبتسم في داخلي وأتركه يلعب وحده.
ولكن حين خرجت، عدت لأجد أنني نسيته.
وجدته يبحث عني، بوجهه القاسي وجسده النحيف.
المرء يعرف بالأنام بفعله
فجوهر الإنسان يظهر في أفعاله.
وخصال الرجل الكريم تعكس أصله.
اصبر على مصاعب الحياة.
واعلم أن الله يدبر الأمر بتعقل.
لا تلتفت للنميمة، فقد تعود إليك.
احذر من الفحشاء ولا تنطق بها ما دمت في حديثك الجاد أو الهزلي.
وإذا أساء إليك صديق، فسامحه لأجل الود.
فكم من عالم فضيل طاله السب من جهلاء.
كالبحر الذي تطفو فوقه الجيف بينما الدرّ مدفون.
وتعجب عندما تر فيه عصفور ينافس طائراً كبيراً، بلا حكمة.
إياك أن تجني ثمراً من شجرة حمض، فالمذاق سيكون كما هو.
وفي السماء كُتب: من يعمل معروفًا، سيُجزى بمثله.
شعر عن الصديق لابن الرومي
حبذا صيانة الصديق حينما
تقف لحاجاته حقّا.
فحينما لا يحبذ انبساط يصل،
يمحو واجبات الحق من الوجود.
أرخيت ما عندي إليك، فصعبت.
وها هي طاقتنا تحت العمل.
وجعلت الصديق أحق بأن يحظى بما يريده.
أحمد الله على ما منحتني من إخاء.
واشتكيت لله لأن ودّي لا يلقاني كما أردت.
قلوب العاشقين هي أشجار،
فطوبى لمن يجد صديقاً وفياً.
كم أظن أن لي فائدتين عند صديق،
قد سقطت من حقيبته.
أيها الهدى، بيّن لنا معايير الصديق.
أين منجاتنا إذا تقابلنا،
مع مُسيغ الشجا الذي ليس له قيمة.
إلى صديق لإيليا أبو ماضي
يا من قربت من قلبي،
بينما أنت بعيد عن عيني.
شوقي إليك أكثر من شوق السليم للنوم.
أحب أن أراك مثلما يحب الظمآن الورود.
ويمنعني عنك الفراق،
لكنني لن أستسلم للصعوبة.
عندما أراك، يبزغ النور الذي يجمع كنوز الأمل.
للألفاظ لؤلؤية،
والقرطاس جميل البُعد.
أشكو إليك بلا لوم،
إذا اشتكى العاني من القيود.
دهراً بلا استجابة لا ينال وداده.
معاشر بلا توقيع،
ما يجمعهم إلا الجحود.
لا يعرفون من الشجاعة إلا القليل.
سواءً قالوا الرضا أو السخط،
من لا يلتزم بالوعود، لن يلتزم بالتهديد.
في الضيافة، هم قليلون كالمرضى.
أكبر الإسراف، أعمق من الحجر.
جعد البنان، يتأمل القدوم.
خائفة من ضيوفها كالصغير من اليابانيين.
فشل المرء الذي لا يستفيد،
فوجوده جهد ضائع.