جزيرة جاوة، والتي تقع في إندونيسيا، تُعتبر واحدة من أكثر الجزر اكتظاظًا بالسكان على مستوى العالم. تبلغ مساحتها حوالي 132000 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بنحو 127 مليون نسمة. في هذا المقال، سنتعرف سويًا على الموقع الدقيق لجزيرة جاوة.
الموقع الجغرافي لجزيرة جاوة
تتميز أصول كلمة “جاوة” بالغموض، لكن يُعتقد أنها سُميت نسبةً إلى نبات الجاوة، الذي كان ينمو بكثرة في المنطقة. تقع جزيرة جاوة في الجهة الشرقية من القارة الآسيوية، بين جزيرتي سومطرة من الغرب وبالي من الشرق.
تحدها جزيرة بورنيو من الشمال، وجزيرة الكريسماس من الجهة الجنوبية. جاوة تُعتبر الجزيرة رقم 13 في العالم من حيث المساحة، والخامسة في إندونيسيا. يحيط بها بحر من الشمال، ومضيق من الغرب، والمحيط الهندي من الجنوب، بالإضافة إلى مضائق بالي ومادورا من الشرق.
تتميز جزيرة جاوة بأصولها البركانية، وتحتوي على مجموعة من الجبال، يبلغ عددها 38 جبلًا، والتي تمتد على طول السلسلة الشرقية الغربية. كانت العديد من هذه الجبال براكين نشطة في السابق، ومن بينها جبل ميرابي، الذي يعتبر الأكثر نشاطًا بارتفاع 2930 مترًا.
يبلغ العدد الإجمالي للجبال في جاوة حوالي 150 جبلًا، وتساعد هذه المرتفعات على تشكيل مناطق معزولة ملائمة لزراعة الأرز، حيث تعتبر الأراضي الزراعية في جاوة من بين الأكثر خصوبة في العالم.
تُعَد جزيرة جاوة الأولى التي نمت فيها حبوب البن الإندونيسية منذ العام 1699. تمتد مساحة جاوة نحو 150000 كيلومتر مربع، ويعتبر نهر سولو هو الأطول في الجزيرة بطول يصل إلى 600 كيلومتر. يُعد شهرا يناير وفبراير هما الأكثر رطوبة في المنطقة، حيث تزداد درجات الرطوبة في جاوة الغربية مقارنةً بجاوة الشرقية.
تاريخ جزيرة جاوة
تم اكتشاف بقايا متحجرة للإنسان المنتصب المعروف باسم “إنسان جاوة” والتي تعود إلى حوالي 1.7 مليون سنة على ضفاف نهر بنجاوان سولو. كانت جاوة مركزًا حضاريًا للإمبراطوريات الهندوسية والبوذية، وكذلك السلطانات الإسلامية.
علاوةً على ذلك، كانت الجزيرة محورًا للنضال من أجل الاستقلال في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. كما أن أربعة من مواقع التراث العالمي الثمانية لليونسكو الموجودة في إندونيسيا تقع في جاوة، ومن بينها حديقة أوجونج كولون الوطنية، ومعبد بوروبودور، ومعبد برامبانان، وموقع سانجيران الشهير. يعود تأسيس هذه الجزيرة إلى الانفجارات البركانية التي شكلتها.
الحياة الطبيعية في جاوة
تتمتع الحياة الطبيعية في جاوة بغابات استوائية، حيث يتغير المناخ تدريجيًا من الغرب إلى الشرق، بدءًا من الغابات الرطبة والكثيفة في المناطق الغربية وصولًا إلى البيئات الجافة والسافانا في الشرق. ساهمت هذه التنوع في الكائنات الحية في إثراء التنوع البيولوجي في الجزيرة.
تشمل الحياة البرية في جاوة أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات، مثل وحيد القرن الجاوي والخنزير الجاوي ونسر جاوة وطائر الطاووس الجاوي، بالإضافة إلى وجود أكثر من 400 نوع من الطيور و130 نوعًا من الأسماك.
ومع مرور الزمن، أثَّر الإنسان على الغابات المطيرة، مما غير النظام البيئي وأدى إلى زراعة الحقول واستثمار الأراضي لصالحهم نتيجة الزيادة السكانية. وقد شكلت هذه الزيادة ضغطًا على الحياة البرية في جزيرة جاوة، حيث تقلصت مساحات الغابات المطيرة، مما أدي إلى انقراض بعض الأنواع المستوطنة أو تهديدها بالانقراض.
يعود اكتشاف جزيرة جاوة الإندونيسية إلى حوالي 1.7 مليون سنة، وتحتوي الجزيرة على مدينتين رئيسيتين: جاكرتا، وهي عاصمة إندونيسيا، وتأسست في القرن الرابع، ومدينة يوجياكارتا الواقعة في وسط جاوة.