الحرب العالمية
يشير المؤرخون إلى الحربين اللتين شهدتهما الكرة الأرضية بالعبارة “الحرب العالمية”. الأولى كانت في أوائل القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1914، بينما وقعت الثانية في عام 1939. وقد أطلق على هذه الحروب هذا المصطلح بسبب مشاركة العديد من الدول العظمى فيها، بالإضافة إلى العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا نتيجة لهذه النزاعات. في هذا المقال، سنستعرض أسباب كل من الحربين العالميتين.
أسباب الحرب العالمية الأولى
السبب المباشر
بدأت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، وكانت الشرارة المباشرة لها حدث اغتيال ولي عهد النمسا، فرانز فرديناند، أثناء زيارته مع زوجته إلى إقليم البوسنة والهرسك. بعد هذه الحادثة، سارعت النمسا بشن الحرب على صربيا، التي كان القاتل ينتمي إليها. ثم تدخلت روسيا لدعم صربيا، وتوالى تصاعد الأوضاع حيث انضمت إليهم عدة دول. وقفت ألمانيا وإيطاليا والدولة العثمانية إلى جانب النمسا، بينما دعمت بريطانيا وفرنسا روسيا. وفي نهاية الحرب، انضمت الولايات المتحدة إلى معسكر الحلفاء بقيادة بريطانيا.
الأسباب غير المباشرة
بالإضافة إلى السبب المباشر، هناك عدة أسباب أخرى أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، من بينها:
- التحالفات العسكرية التي شكلت بين دول أوروبا وروسيا، وما نتج عنها من توازنات سياسية وصراع تسلح.
- تنامي النزعة القومية في أوروبا وتنافس القوميات في استعراض قوتها وتوسيع نفوذها.
- الفائض الصناعي الذي كان قائمًا في تلك الفترة، مما دفع الدول إلى السعي نحو توسيع نفوذها والحصول على المواد الأولية لتصريف إنتاجها في الأسواق.
أسباب الحرب العالمية الثانية
السبب المباشر
كان من نتائج الحرب العالمية الأولى تعدد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت الشرارة في عام 1939 عندما غزت ألمانيا بولندا بعد أن ضمت النمسا وتشيكوسلوفاكيا، مما شكل السبب المباشر لهذه الحرب.
الأسباب غير المباشرة
- محاولة ألمانيا للتخلص من القيود التي فرضت عليها بسبب معاهدة فرساي، حيث رفضت القيادة الألمانية الجديدة بقيادة هتلر الالتزام ببنود المعاهدة، مما أدى إلى بدء سباق تسلح غير مسبوق.
- الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الدول الأوروبية في بداية الثلاثينيات، والتي شجعت بعض الدول على التوسع والسيطرة على دول أخرى، كما حدث مع ألمانيا التي تمكنت من ضم عدة دول.
- ظهور الأنظمة العسكرية الديكتاتورية والنزعات القومية، حيث برز النازيون في ألمانيا بقيادة هتلر، والفاشيون في إيطاليا بقيادة موسوليني، كما سعت القيادات العسكرية في اليابان إلى تحقيق طموحاتها التوسعية من خلال غزو كوريا والصين.