أجمل القصائد في العالم

عتاب العذّال حول قلبي التائه للمتنبي

عتاب العذّال حول قلبي الضائع

وهوى الأحبة من قلبه المظلم

يشكو الملام إلى الملامين حرّه

ويصدّ حين يلومونه عن زلاته

وبفؤادي، يا عاذلي، الملك الذي

أثرتُ عليه أكثر مما أرضي به

إن كان قد استولى على القلوب فإنّه

قد استحوذ على الزمان في أرضه وسماواته

الشمس من حساده والنصر من

أصدقائه والسيف من ألقابه

أين الثلاثة من ثلاث خصاله؟

من جماله وصموده ومكارمه

مضت الدهور وما توفرت بمثلها

ولقد أتى فعجزنا عن نظرائه

لعمرك ما الدنيا بدار بقاء لأبي العتاهية

عَمرك، ما الدنيا بدار بقاء

يكفي أنها دار الموت فناء

فلا تعشق الدنيا، أخي، فإنما

يُرى عاشق الدنيا بجور الأهواء

حلاوتها ممزوجة بمرارة

وراحتها تمتزج بتعب وبلاء

فلا تسير يوماً بثياب تخيلات

فإنك من طينٍ خُلقَتَ وماء

قلّة من يُقابل الله شاكراً

وقلة من يرضى بما قضى

ولله نعمٌ عظيمة تفضلنا بها

ولله إحسانٌ وهبات عطاء

وما الدهر يوم واحد في تقلبه

وما كلّ أيام الفتى متساوية

وما هو إلا يوم بؤس وشدة

ويوم فرح مرة ورخاء

وما كل ما لا أرجوه يحرمني نفعه

وما كل ما أرجوه أهل رجاء

عجباً للدهر، لا بل لريب الدهر

فإن ريب الدهر يفرق كل إخاء

وشتّت ريب الدهر كل تجمع

وكدّر ريب الدهر كل صفاء

إذا ما خُليلي حلّ في برزخ الفناء

فحسبه نأي وبعد لقاء

أزور قبور المترفين فلا أرى

بهاءً، وكانوا، قبل، أهل بهاء

وكل زمان وصيل بصريمة

وكل زمان ملطف بجفاء

يعز دفاع الموت عن كل حيلة

ويعيا بداء الموت كل دواء

ونفس الفتى مسرورة بنمائها

وللنقص تنمو كل ذات نماء

وكم من مُفدى مات لم يرَ أهله

حبوه، ولا جادوا له بفداء

أمامك، يا نومان، دار سعادة

يدوم البقاء فيها، ودار شقاء

خُلقت لإحدى الغايات، فلا تنم

وكُن بين خوف منهما ورجاء

وفي الناس شر لو بدت أسراره

ولكن كساه الله ثوب غطاء

على قدر الهوى يأتي العتاب لأحمد شوقي

على قدر الهوى يأتي العتاب

ومَنْ عاتبتُ يُفديْه الأصحاب

ألوم معذّبي، فألوم نفسي

فأُغضبها ويرضيها العذاب

ولو استطعت لتبت عنه

ولكن كيف عن روحي المتاب؟

ولدي قلب يهوي فيُجازَى

ومالكه بأن يجني يُثاب

ولو وُجد العقاب لفعلتُ، لكن

نفار الظبي ليس له عقاب

يلوم اللائمون وما رأوا

وفي الأزمنة ضاع فيها الصواب

صحوت، فأنكر السلوى قلبي

عليّ، وراجع الطرب الشباب

كأن يد الغرام زمام قلبي

فليس عليه دون هوى حجاب

كأن رواية الأشواق عودٌ

على بدءٍ وما ختم الكتاب

كأني والهوى أخوا مدامٍ

لنا عهدٌ بها، ولنا أصطحاب

إذا ما اغتضت عن عشق يعشق

أعيد العهد، وامتد الشراب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top