كل ما تحتاج معرفته عن سرطان الأطفال

يمثل السرطان إحدى أبرز التحديات الصحية التي تهدد حياة الإنسان، خصوصًا الأطفال، حيث يُعد أحد الأسباب الرئيسية لوفيات هذه الفئة العمرية. هل كنت تعلم أن سرطان الأطفال يختلف تمامًا عن سرطان البالغين؟ من خلال موقعنا، سنقدم لك أبرز المعلومات حول سرطان الأطفال.

معلومات عن سرطان الأطفال

على الرغم من أن الكشف المبكر عن السرطان قد لا يضمن الحد من خطر حدوثه لدى الأطفال، إلا أن معظم حالات الوفاة تُعزى إلى التأخير في التشخيص أو ضعف دقته، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للطفل ومن ثم وفاته. من بين أنواع سرطان الأطفال الأكثر شيوعًا نجد اللوكيميا، وأورام الحبل الشوكي، وسرطان العظام، والساركوما العضلية المخططة، وسرطان الغدد الليمفاوية، والأورام العصبية، ووَرَم ويلمز.

اللوكيميا أو ابيضاض الدم عند الأطفال

تُعد اللوكيميا من بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال، حيث تصيب نخاع العظم والدم، مما يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في عدد خلايا الدم البيضاء. يُعتبر ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد أكثر الأنواع شيوعًا. تشمل أعراض اللوكيميا فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والتعب، وآلام العظام، وسهولة النزيف والكدمات. تلعب عملية الكشف المبكر والعلاج الفوري دورًا حاسمًا في تحسين فرص الشفاء.

تتضمن استراتيجيات علاج اللوكيميا عادةً العلاج الكيميائي وزراعة النخاع العظمي، وتتطلب هذه الإجراءات دعمًا متكاملًا من الأطباء والمجتمع لتحقيق أفضل النتائج.

سرطان العظام لدى الأطفال

يُعتبر سرطان العظام عند الأطفال حالة نادرة تمثل حوالي 3% من إجمالي سرطان الأطفال، ولكنه نوع من السرطانات ال خطيرة حيث ينشأ عن نمو غير طبيعي للخلايا في العظام. من الأشكال الأولية الشائعة لسرطان العظام الساركوما العظمية. يمكن أن تظهر أعراض سرطان العظام كالألم المستمر في المنطقة المتضررة، والورم القابل للتلمس، والتصلب في العضو المصاب ويُمكن أن تنشأ كدمات بسيطة. يساهم التشخيص المبكر والعلاج الفعال في تحسين فرص الشفاء ويشمل العلاج عادةً الإجراءات الجراحية لإزالة الورم، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي. كما يتطلب توفير الدعم الأسري والرعاية النفسية للطفل خلال هذه المرحلة.

أورام الدماغ والحبل الشوكي

تُعد أورام الدماغ أكثر أنواع الأورام الصلبة انتشارًا لدى الأطفال، حيث تنشأ عن نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ أو الحبل الشوكي وهذا قد يؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي. توجد أنواع متعددة من الأورام التي تُصيب هذه المناطق، منها الأورام الحميدة والخبيثة. تشمل الأعراض الشائعة لأورام الدماغ صداع مستمر، تغيرات في الرؤية، فقدان الوزن، وآلام الرأس الشديدة. يتطلب التشخيص إجراء فحوصات طبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، وتعتمد استراتيجيات العلاج عادةً على نوع الورم ومرحلته، حيث قد تشمل الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي. يعتبر الدعم النفسي للرعاية الشاملة جزءًا مهمًا من العلاج.

sاركوما العضلية المخططة لدى الأطفال

تعتبر الساركوما العضلية المخططة نوعًا نادرًا من السرطان الذي ينشأ في العضلات التي تتحكم في الحركة الإرادية. تظهر الخلايا السرطانية كشبيهة بالخلايا العضلية غير الناضجة، ويمكن أن تظهر في أي موقع في الجسم، لكنها غالبًا ما تتواجد إلى جانب قاعدة الجمجمة، والذراعين والساقين، وحول الأعضاء البولية والتناسلية. يُعتبر تشخيص هذه الحالة تحديًا بسبب ندرتها. يتطلب العلاج عادةً استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، ويتطلب كذلك متابعة دورية لمراقبة أي علامات لإعادة ظهور السرطان. يلعب الدعم النفسي والعائلي دورًا حيويًا في تحسين جودة حياة المرضى خلال مرحلة العلاج.

سرطان الغدد الليمفاوية لدى الأطفال

يبدأ سرطان الغدد الليمفاوية في الجهاز اللمفاوي، الذي يشكل جزءًا من النظام المناعي، ويمكن أن يظهر في أي جزء من الجسم. تشمل أنواع سرطان الغدد الليمفاوية الليمفوما الهودجكينية وغير الهودجكينية. قد تتضمن الأعراض انتفاخ الغدد الليمفاوية، الحمى، فقدان الوزن غير المبرر، ونوبات تعرق ليلية حادة. يتم تشخيص المرض بواسطة الفحص البدني، والتاريخ الطبي، واختبارات الدم، وخزعة العقد الليمفاوية. يشمل العلاج عادةً العلاج الكيميائي والإشعاعي والعلاج بالخلايا الجذعية، وفي بعض الحالات تُجري الجراحة. تعتمد فعالية العلاج على نوع الليمفوما ومرحلته.

الأورام العصبية لدى الأطفال

تشير الأورام العصبية إلى نمو غير مسبوق للخلايا في الأنسجة العصبية، ويمكن أن تشمل الأورام الحميدة والخبيثة وتظهر في أي جزء من الجهاز العصبي. تشمل أمثلة الأورام العصبية جيوبلاستوما، ونيوروبلاستوما، وأورام الحبل الشوكي، والورم العصبي الصوتي. تعتمد استراتيجيات العلاج على نوع الورم وموقعه، ويمكن أن تشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي.

كيفية الوقاية من سرطان الأطفال

على عكس سرطان البالغين، لا تلعب تغييرات نمط الحياة دورًا كبيرًا في الحد من خطر سرطان الأطفال، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساهم في تقليل المخاطر، ومنها:

  • حرص الأم على التغذية السليمة وتجنب الملوثات أثناء فترتي الحمل.
  • تناول حمض الفوليك أثناء الحمل.
  • تجنب الكحوليات والتدخين خلال الحمل.
  • حماية الأم من التدخين السلبي، وبالتالي إبعاد الأطفال عن أماكن المدخنين.
  • تجنب تعرض الحامل للفحوصات الطبية التي تستخدم التصوير المقطعي المحوسب.

ختامًا، سرطان الأطفال موضوع يتطلب فهماً عميقًا وتوعية مجتمعية واسعة. يسهم هذا المرض في تحويل خلايا الجسم إلى خلايا سرطانية، مما يؤثر على نمو الطفل الطبيعي وتطوره. ويتوجب على المجتمع دعم الأبحاث الطبية وتقديم الرعاية النفسية للأطفال وأسرهم التي تواجه هذا التحدي الصعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top