وداع شهر رمضان واستقبال عيد الفطر
يعد رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهو فترة ينتظرها المسلمون بشغف كبير لما يحمله من أجواء التقرب إلى الله ونسمات المحبة النقية. أثر اللقاء بهذا الشهر الكريم جميل، لكن فراقه يُحزن النفس الطائعة، ومع نهاية الشهر، تبدأ أيام الفرح والسرور مع حلول عيد الفطر السعيد. لذا، نقدم لكم مجموعة من أجمل الأقوال التي تتعلق بوداع رمضان واستقبال العيد.
أجمل العبارات في وداع رمضان واستقبال العيد
- اللهم تقبل منا صيام رمضان، واجعله شفيعاً لنا لا شاهداً علينا.
- استمتعوا باللحظات الذهبية قبل انتهاء أيام رمضان، فلنعمرها بذكر الله والاستغفار، تقبل الله منا ومنكم.
- أسأل الله أن يحرمكم على النار، وأن يكتب لكم الجنة، وأن يجعلكم ممن عُفي عنهم ورضي عنهم.
- وداعا رمضان، اللهم اجعلنا من المقبولين، واجعل العيد مليئاً بالخيرات والبركات للمؤمنين والمؤمنات.
- ربنا استودعناك رمضان، فلا تجعله آخر عهدنا.
- اللهم اجعلنا من الذين قاموا رمضان إيماناً واحتساباً وفازوا بعفوك ومغفرتك.
- ما أجمل مرور الأيام، بالأمس استقبلنا رمضان واليوم نودعه.
- اللهم اجعل آخر أيام رمضان نهاية لأحزاننا وبداية لأفراحنا.
- ودّعنا الشهر الفضيل بين عبارتي “أهلاً رمضان” و”وداعاً رمضان”.
قصيدة “يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة”
قصيدة “يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة” للشاعر زكي مبارك، الذي وُلد عام 1891 في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في مصر. تعلم في الأزهر وحصل على الدكتوراه في الآداب من الجامعة المصرية. عُرف بمكانته كمدرس في مصر وبغداد، وامتاز بشعر يعبر عن أسلوبه الخاص ويتميز بالتجديد والجودة.
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة
إني أخاف الجوى يا ليلة العيد
أتقبلين وما لي فيك من أمل غير
اللياذ بأطياف المواعيد
مضت سنون ومرت أعصرٌ وأنا
في ليلة العيد ألهو بالعناقيد
فكيف صارت حياة اليوم مقفرةً
مقدودة من تجاليد الجلاميد
إن الذين بأمر الحب قد ملكوا
لم يتقوا الحب في أسرى وتصفيدي
الكفر في جهله الطاغي وظلمته
أخف من جهلهم يوماً أناشيدي
أشكو إلى الحب ما صارت بثورته
أيامنا البيض رهن الأعين السود
يا مرسل العيد ما شاءت عواطفهُ
ولو أراد قضيت العمر في عيد
العيد بعد غدٍ فيما سمعت فهل
أراك تؤنس روحي ليلة العيد
إسكندرية دعها دع حماك بها
مصر الجديدة مأوى الخرّد الغيد
يا خاليَ البال من وجدى ومن شغفي
ونائماً عن عذاباتي وتسهيدي
لا تجعل العيد في لألاء نضرته
يوماً يراع بأحزانٍ وتنكيد
لا تذو بالصد عنه مهجةً ظمئت
العيد للروح مثل الماء للعود
يا جاهلين ولم أجهل صنائعهم
فلم يروا من فؤادي غير تحميدي
ما أمركم ما هواكم قد بليت بكم
بلوى الظماء بنهرٍ غير مورود
قتلتم الحب قتلاً فاتقوا غدكم
وجاهدوا لوعة المهجور في العيد
الهجر منى لا منكم ولا عجبٌ
عند القوي زمام البخل والجود
لم أبك يوماً على نفسي بكيت لكم
عنكم بشعر كمثل الدر منضود
لا تذكروني ولا يخطر لكم أبداً
أني سأذكركم في ليلة العيد
لم ينعم الجنّ في سلطان نشوتهم
بمثل ما قد نعمنا ليلة العيد
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعةٌ
إني أخاف الجوى يا ليلة العيد
ليت الذي يخلق الأحلام باسمةً
كأنها الراح في أحلام عربيد
يا ليته يرجع الآمال ضاحكةً
كما مضت في زمان غير معهود
أيام ألهو بروح لو حفظت لهُ
عهد الغرام لكان اليوم معبودي
لم يخلق اللَه من حسن يماثله
غير الوفاء بقلبٍ منه معمود
أزوره بخيالي عند نفرته
مني فألثم هدبَ الأعين السود
وأقرأ السطر خطّته أناملهُ
خط المزامر من ألحان داود
في كل حرف غناءٌ إن أسطرهُ
سجع الحمائم فوق الأغصن الغيد
يا فوق ما أشتهي يا فوق ما طمحت
روحي تعال فهذي ليلة العيد
النمل يرشف خطى حين أكتبه
كالنحل يرشف أسرار العناقيد
لو كان في صفحة الماضي لنا خبر
لكنت آية إيماني وتوحيدي
متى تعود أجب إني لأحسبني
أروى الهوى حالماً في ليلة العيد
يستأسد الحب في قلبي فأزجره
لك للسلامة فارجع غير مردود
لو شئت أنشبت نابي في مقاتلكم
إني لكم إن غردتم بالمراصيد
يا غادرين ولم أغدر مضى زمنٌ
لم تحفظوا فيه أطياف المواعيد
يقول طيف رفيق إن موعدنا
عصر الثلاثاء أو في ليلة العيد
العيد بعد غدٍ ما العيد بعد غدٍ
العيدُ أنتم فدلّوني على عيدي
سئمتُ بهجة أيامي ونضرتها
أنتم قضيتم بتغريبي وتشريدي
العيد آتٍ وإن القلب منتظرٌ
أقباس أنواركم في ليلة العيد
لكم معاذيرُ من وجدى وصولته
محبوبُ روحي طعامي ليلة العيد
إسكندرية دعها دع حماك بها
إن كنتَ تشتاقني في ليلة العيد
يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة
إني أخاف الجوى يا ليلة العيد
أخاف من ليلةٍ فتكُ الغرام بها
فتكُ الغرام بقلبي ليلة العيد
سأشرب الثكل وحدى لا ظفرت به
ولا غدا من أرجيه بمفقود
كتبت أستوهب الصهباء من يده
أستوهب العيد عيدي ليلة العيد
يبيت يسأل عن حلم بليلته
ويرسل الوصل عن أجفانه السود
العاشق الفحل معبودٌ لصولته
ماك ان مثل صيالي غير معبود
خواطر حول وداع رمضان واستقبال العيد
الخاطرة الأولى:
لا تكن ممن تنقطع عبادته عند انتهاء رمضان، بل اجعل من رمضان بداية نحو محطات الطاعات وجني الحسنات. إذا كنت قد ختمت القرآن عدة مرات في رمضان، فلماذا لا تختمه مرة واحدة على الأقل كل شهر بعد رحيل رمضان؟ اجعل لنفسك دوراً في الدعوة إلى الله وتعليم الخير، وكن ممن يحظى بشرف مهنة الأنبياء. عليك بالتروي والحلم، فإنهما زادك في طريق الإصلاح.
الخاطرة الثانية:
يجب على العبد بعد مفارقة رمضان—وهو قد كُفِّرت عنه السيئات—أن يحرص على الاستمرار في الصالحات ويجنب نفسه المحرمات. إن ظهور آثار تلك العبادات في حياته اليومية هو دليل قبول صيامه، فإذا كان بعد رمضان يحب الصلوات، ويحرص على الجماعة، ويزيد في نوافل الصلاة، ويحافظ على قيام الليل، ويتعود على صيام التطوع، بالإضافة إلى ذكر الله ودعائه وقراءة القرآن بتدبر، فإن كل ذلك علامات تشير إلى قبول رمضان.
رسائل في وداع رمضان واستقبال العيد
الرسالة الأولى:
يا شهر رمضان ترفَّق..
دموعُ المحبين تتدفّق..
قلوبُهم من الفراق تتشقّق..
عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق..
عسى توبة وإقلاع يرقع من الصيام ما تخرّق..
عسى مُنقطعٌ عن ركب المقبولين يلحق..
عسى من استوجب النارَ يعتق..
الرسالة الثانية:
رمضان .. لا أبكي رحيلك وأنا أعلم أنك راحل منذ أتيت..
وهل يستديم الضيف عند المُضيف؟
لا أبكيك وأعلم أنك آتٍ في موعدك الدقيق ..
لكن أبكي نفسي وأنا أخشى أنك تمُرّ حيناً..
ولا أكون من بين من ينتظر هلالك في الطريق..
فقد غادرت حيث انتهت ضيافتي في الدنيا..
واستقبلتني إخفاقات الطريق ..
أبكي لأني خشيتُ أني أضعت أيامك..
في نزوة، في غيبة، في ضعف احترام..
أبكي على ليالٍ غلب كسلي عزمي للمثول في حضرتك..
غيبتني الملائكة من حرسك فقلت درجات اجتهادي ..
الرسالة الثالثة:
رمضان ما أحلى سويعات اللقاء..
وأمرّ ما نلقاهُ يوم نُودِّع..
آهٍ على تلك الليالي إنَّها..
مرّت كومضِ البرق لمَّا يَلمَع..