التقليد
التقليد، من منظور لغوي، يُعرف بأنه ما يتوارثه الأفراد من عادات وممارسات وسلوكيات عن الأجيال السابقة. كما يعبر عنه بأنه اتباع الإنسان نهج شخص آخر دون الابتكار. ومن ناحية علم النفس، يُعتبر التقليد شكلًا من أشكال التعلم غير المباشر، حيث يتم اكتساب سلوكيات جديدة أو التأثير على تكرار سلوكيات مكتسبة مسبقًا، سواء من خلال زيادة تكرارها أو تقليله.
مراحل التقليد
يتطلب تقليد سلوك معين المرور بأربع مراحل أساسية، وهي:
- الاهتمام: تُعدّ عملية الانتباه إلى السلوك أو ملاحظته الخطوة الأولى نحو تقليده، حيث لا يُمكن للفرد تقليد سلوك معين دون أن يكون قد أثار انتباهه بشكل ما.
- تخزين السلوك: تأتي مرحلة تخزين السلوك بعد الاهتمام، حيث يحتاج الفرد إلى الاحتفاظ بصورة ذهنية لما يرغب في تقليده.
- توليد السلوك: هنا يقوم الشخص المقلِّد بنسخ أو تكرار السلوك المعني في المرحلة الثالثة.
- تحفيز السلوك: يتطلب تقليد سلوك معين وجود دافع يحفز الفرد على تقليده، بناءً على الصورة الذهنية التي أنشأها في البداية.
أضرار التقليد
يكمن ضرر التقليد الأعمى في حالة الارتباك القيمي التي تحدث بسبب تشتت الفرد بين القيم المكتسبة والنابعة من نشأته، وبين التقدم التكنولوجي والمعرفي الذي يطرأ على مختلف جوانب الحياة وما يحمله من قيم ومعايير جديدة. قد يؤدي هذا الارتباك إلى تشويش وتغيير في قناعات الفرد وثوابته، مما يؤثر على طبيعة المجتمع من خلال تغيير عاداته وتقاليده، خاصة تلك الإيجابية. علاوة على ذلك، يؤثر التقليد الأعمى على النظام القيمي للفرد، الذي يوجه سلوكه وتصرفاته ويعزز من دوره في اتخاذ القرارات والتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
فوائد التقليد
تتأثر فعالية عملية التقليد بعدد من العوامل، حيث تُعتبر جاذبية النموذج المقلَّد وتقبل الفرد لهذا النموذج من العوامل الرئيسية. يمكن استغلال ذلك في تربية الأطفال على قيم سليمة عبر توفير نماذج إيجابية. كما يلعب عامل التشابه بين الفرد والنموذج الذي يحاول تقليده دورًا مهمًا في ذلك، مما قد يدفع الأفراد إلى تقليد الأمم الأخرى فيما يتعلق بالتقدم في العلوم والابتكارات، وهو ما يسهم في تحسين نوعية الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقليد الإيجابي المستند إلى مراقبة سلوك الآخرين في بيئة الفرد قد يُكتسب في المهارات والعادات الجديدة.