تتميز الروايات جميعها ببنية سردية فريدة، وتعتبر البنية السردية في رواية “بداية ونهاية” نموذجًا يُظهر إتقان الكاتب لحرفة الرواية من خلال سرد مشوق يتضمن عناصر أساسية تم تناولها بشكل مميز في هذه الرواية. في هذا المقال، سوف نتناول مفهوم البنية السردية بالتفصيل ونلقي نظرة فاحصة على رواية “بداية ونهاية”.
عناصر البنية السردية في الرواية
تتكون البنية السردية في رواية “بداية ونهاية” وكذلك في غيرها من الروايات من العناصر التالية:
- الراوي: هو الكاتب الذي يمتلك معلومات دقيقة وشاملة حول العمل السردي بجميع مكوناته، قادر على توحيد جميع هذه العناصر من خلال اختيار بناء سردي ملائم.
- المروي: يُعرف أيضًا بالمسرود، وهو المحتوى الذي يملك الراوي أو المؤلف معلومات عنه منذ البداية؛ حيث يتم تنظيمه بطريقة سردية يختارها الراوي لتقديمه بأفضل طريقة ممكنة.
- المروي له: هو القارئ أو المتلقي، الذي يُعتبر عنصرًا حاضرًا دائمًا في ذهن الكاتب أثناء عمله. يتم تشكيل البنية السردية استنادًا إلى اهتمامات المتلقي.
- الحبكة: تشمل العناصر المرتبطة بالشخصيات وما بينها من صراعات، وتتضمن كافة الأحداث المفاجئة التي تُغيّر مسار الرواية، وغالبًا ما يكشف المؤلف عن الحبكة في بدايات الرواية أو منتصفها.
- طريقة الكتابة: يتمكن المؤلف من ترتيب الأحداث بشكل متسلسل، أو قد يُفكك تسلسلها بإدخال بعض الانعطافات.
- نمط السرد: يُعبر عن قدرة الكاتب على التأثير في البنية السردية من خلال التحكم في سرعة الانتقال بين الأحداث والشخصيات لجذب انتباه القراء.
- المفاهيم الرئيسية: تتعلق بمضمون العمل الأدبي والرسالة التي يسعى الكاتب إلى إيصالها، ويمكن استنتاجها أثناء القراءة.
البنية السردية في رواية “بداية ونهاية”
من خلال السطور التالية، سنستعرض البنية السردية في رواية “بداية ونهاية” للأسطورة الأدبية نجيب محفوظ بشكل مفصل:
- توفر الرواية جميع عناصر البنية السردية، بما في ذلك الأحداث، وطريقة السرد، والمكان، والزمان، والشخصيات.
- ركز المؤلف على إبراز الصراعات الأسرية في مركز الرواية، مما ساهم في تعزيز الدلالات المعبر عنها فيها.
- تميز النموذج السردي المستخدم في الرواية بالرؤية المصاحبة، التي تهدف إلى تعريف القراء بالشخصيات ومشاعرهم في سياق النص.
- سعى الكاتب إلى رسم ملامح شخصيات روايته استنادًا إلى شخصيات واقعية من المجتمع المصري.
- أولا، أعطى نجيب محفوظ أهمية كبيرة لعنصر الزمن، حيث ساهم الزمن في تشكيل معالم الرواية وتحديد تسلسل أحداثها.
- كما ساعد الزمن في تطوير الأحداث والصراعات، مما يؤدي بدوره إلى نماء الشخصيات وإبراز خصائصها بشكل أكثر وضوحًا.
ملخص رواية “بداية ونهاية”
تناقش الرواية حياة أسرة مصرية من الطبقة الوسطى، تضم أبًا، وأمًا، وأربعة أبناء؛ حيث يكون الأب هو المعيل الوحيد للعائلة، بينما تتولى الأم مسؤولية تربية الأولاد الثلاثة وابنتها الوحيدة.
تبدأ مأساة أسرة “كامل أفندي” بوفاة الأب، ليحل بؤس الفقر بالأسرة، مُخلًا بحالتها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة عندما تلجأ الابنة (نفيسة) للعمل في الخياطة، ثم تنجرف نحو الخطيئة.
أما الابن الأكبر (حسن) فينغمس في عالم الجريمة، بينما يضطر الابن الأوسط (حسين) للتخلي عن حلمه في دراسة الطب ليعمل موظفًا بسيطًا، في حين أن الابن الأصغر (حسنين) يُعتبر الأمل الوحيد للأسرة.
تمكن (حسنين) من الالتحاق بالكلية الحربية بفضل مساعدة إخوته، لكن أنانيته تجعله ينظر إليهم كعائق، رغم تضحياتهم لنيله فرصتهم في أن يصبح إنسانًا شريفًا.
في الختام، استعرضنا هنا البنية السردية في رواية “بداية ونهاية”، حيث تم التعرف على أهم العناصر التي عمل المؤلف على تطويرها من حيث الزمان، والمكان، والشخصيات، بالإضافة إلى ملخص للأحداث وما تقدمه الرواية.