يعتبر ضمور العصب البصري من أخطر الأمراض التي تصيب العين وأكثرها تعقيدًا، حيث يمكن أن تؤدي مضاعفاته إلى فقدان البصر بشكل نهائي.
سنستعرض في هذا المقال من موقع المقال تعريف ضمور العصب البصري والمراحل التي يمر بها المريض، بالإضافة إلى مناقشة الخيارات العلاجية المتاحة، بما في ذلك الحاجة المحتملة للتدخل الجراحي.
ما هو ضمور العصب البصري؟
- العصب البصري يتكون من مجموعة من الألياف العصبية التي تنقل المعلومات بصريًا
- على شكل نبضات من العين إلى الدماغ لتمكين الإدراك الواضح للصورة.
- ضمور العصب البصري يعني تلف هذه الألياف العصبية مما يؤدي إلى عدم قدرتها على نقل
- المعلومات والإشارات إلى الدماغ بشكل فعال.
- هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض تدريجي للرؤية تصل في النهاية إلى العمى، وهي من الأمراض المزمنة
- التي تسبب موت الخلايا العصبية في الشبكية.
- يستطيع أي شخص في أي مرحلة عمرية الإصابة بهذا المرض، وفي حال عدم العلاج السريع، يمكن أن تنتهي الحالة بالعمى
- نظرًا لاستحالة استعادة أنسجة العصب البصري التالفة.
- ومع ذلك، ومع تقدم تقنيات الفحص، يعتقد الأطباء أن الأنسجة غير التالفة يمكن استعادتها من خلال
- إجراء عملية جراحية.
- لذا، يُنصح الأفراد الذين يلاحظون أي أعراض أو تدهور في الرؤية بزيارة الطبيب المختص على الفور
- لتلقي العلاج السريع وتجنب تفاقم المشكلة.
أعراض ضمور العصب البصري
- هناك مجموعة من الأعراض المرتبطة بهذا المرض يجب معرفتها لضمان العلاج المبكر:
- انخفاض حاد في الرؤية.
- صعوبة في تمييز الألوان.
- تشويش في الصورة وعدم وضوحها.
- الشعور بألم أو حرقان في العين، مصحوبًا بصداع مستمر.
- خلل في وظيفة حدقة العين في بعض الأحيان.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض؟
- تتعدد الأسباب والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تلف وضمور العصب البصري.
- يمكن أن يكون الضمور في جهة واحدة أو في كلا الجانبين
- مع وجود أسباب مختلفة لكل منهما.
أمراض مرتبطة بالعين
تشمل بعض الأمراض التي تصيب العين والتي يمكن أن تؤدي إلى ضمور العصب:
- التهاب العنبية (Uveitis).
- مرض الجلوكوما (Glaucoma).
- التهابات الشبكية الصباغية.
أمراض العصب والحجاج
أما بالنسبة للأمراض المؤثرة على العصب أو الحجاج، فهي تشمل:
- أورام العصب مثل الورم الدبقي (Glioma).
- أورام غلاف العصب مثل الورم السحائي (Meningioma).
- أورام في الحجاج تضغط على العصب البصري.
أمراض الدماغ
- بعض الأمراض الدماغية قد تؤثر على العصب البصري وتؤدي إلى تلفه.
- مثلاً، ارتفاع ضغط الدماغ لسبب غير معروف أو زيادة ضغط العين.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون هناك ورم يضغط على العصب أو
- التهابات في المحيط المايليني.
التسمم
- التسمم الناتج عن استخدام أدوية معينة مثل:
- الديجيتاليس (Digitalis)، وهو نبات طبي يساعد على تقوية عضلة القلب.
- الأيزونيازيد (Isoniazid)، أو نقاط التسمم مثل الميثانول (Methanol).
- التسمم الكحولي يمكن أن يسبب تلف العصب.
أسباب وراثية
- مثل ضمور العصب البصري السائد (Dominant Optic Atrophy).
- اضطرابات أخرى تظهر غالبًا في العقد الثاني أو الثالث من العمر مثل اعتلال لييبر البصري العصبي (Optic Neuropathy Leber).
إصابات الوجه
كما أن أي إصابة في الوجه أو الرأس يمكن أن تؤثر على العصب البصري بشكل خطير.
اضطرابات تدفق الدم
عدم تدفق الدم الكافي إلى العين أيضًا يؤثر على صحة العصب البصري.
أسباب أخرى
من المهم أن نلاحظ أن نزلات البرد قد تسبب تلف العصب البصري، لذا ينبغي مراقبة الأعراض بعناية.
كيفية تشخيص الحالة
- يجب جمع معلومات دقيقة عن المريض والتاريخ المرضي له
- مع تتبع تسلسل ظهور الأعراض.
- يجب معرفة ما إذا كانت الأعراض ظهرت تدريجيًا أو فجأة، وحدتها.
- هل حدثت أي إصابات سابقة في الرأس أو الوجه؟
- هل يتناول المريض أدوية معينة، وهل هو مدخن أو يتناول الكحول؟
- تلك المعلومات تعد حاسمة.
- تتطلب العملية أيضًا فحوصات دم وصور بأشعة سينية (X-Ray)
- أو تصوير مقطعي محوسب (CT) أو رنين مغناطيسي (MRI).
- يفضل إجراء فحص لتوصيل العصب مثل فحص الجهد البصري المحرض
- أو تخطيط كهربية الشبكية (Electroretinography).
متى يجب زيارة الطبيب؟
- إذا ظهرت أي أعراض جديدة مثل ألم في العين أو تغييرات في قوة النظر.
- عند استمرار الأعراض وعدم التحسن بالرغم من العلاج.
- ظهور أعراض غريبة مثل ازدواجية الرؤية أو تنميل في الأطراف أو عدم القدرة على تمييز الألوان
- وتشوّش الرؤية.
- إذا شعرت بإرهاق مستمر في العين أو صداع.
ما هي العوامل التي تزيد من خطورة الحالة؟
توجد عوامل عدة يمكن أن تزيد من شدة إصابة المريض، مثل:
عمر المريض
تكون احتمالية الإصابة بالتهاب العصب البصري أكبر في الفئة العمرية بين العشرين والأربعين عامًا.
جنس المريض
تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بضمور العصب البصري بالمقارنة مع الرجال.
العرق
أظهرت الدراسات أن الأفراد ذوي البشرة البيضاء هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات العصب البصري.
الطفرات الوراثية
تزيد الطفرات الوراثية من خطر الإصابة بالالتهابات في العصب البصري أو التصلب المتعدد.
مضاعفات التهابات العصب البصري
إذا لم يتم علاج هذا المرض بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات عديدة، منها:
تلف العصب
يمكن أن يسبب الالتهاب الشديد في العصب إلى تلفه أو ضموره.
ضعف النظر
قد يتعافى المريض بعد فترة من العلاج، لكن من الممكن أن يعاني من ضعف النظر أو عدم القدرة على تمييز الألوان حتى بعد العلاج.
الآثار الجانبية للعلاج
- يمكن أن يؤدي علاج التهاب العصب البصري إلى ضعف جهاز المناعة، خاصة عند استخدام الأدوية الستيرويدية
- مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- كما يمكن أن يؤثر العلاج على الحالة المزاجية ويؤدي إلى زيادة الوزن.
العلاج المتاح لهذه الحالة
- يتوفر عدد من خيارات العلاج عند حدوث تلف أو ضمور في العصب البصري، ويعتمد ذلك على سبب الإصابة
- والتاريخ المرضي للمريض وحالته الصحية.
- يهدف العلاج إلى تنشيط الدورة الدموية وتحسين تغذية الأعصاب
- أو تعزيز نشاط الخلايا العصبية السليمة المتبقية.
- يفضل الجمع بين طرق العلاج المختلفة ومنها توسيع الأوعية الدموية
- والعلاج بالفيتامينات، بالإضافة إلى التنشيط الكهربائي والمغناطيسي للعصب.
- لأن العلاج الدوائي فقط قد لا يكون فعالًا، لذا يجب استخدام أجهزة لتعزيز الرؤية.
العلاج التقليدي
- يتضمن استخدام موسعات للأوعية الدموية مع حقن فيتامين ب.
- إذا كان الضمور نتيجة لمرض بكتيري، يجب استخدام مضاد حيوي مع مضاد للفيروسات.
التنشيط الكهربائي
- يستخدم فيه إبرة خاصة تدخل قطب منها في مقلة العين لتوليد نبضات كهربائية
- بينما يوصل القطب الآخر إلى الجلد لمدة أسبوعين قبل أخذ استراحة.
- يجب تكرار هذه الطريقة كل ثلاثة أشهر لاستعادة النظر تدريجياً.
التنشيط المغناطيسي
- يعمل هذا النوع من العلاج على تنشيط عمليات التمثيل الغذائي في الأنسجة
- مما يسرّع من الشفاء.
- تحتاج هذه العملية من عشرة إلى خمسة عشر جلسة لتحقيق الشفاء الكامل.
العلاج الطبيعي
يساعد العلاج الطبيعي في تحسين صحة العين واستعادة وظيفة العصب البصري.
يمكن أن يتضمن العلاج الأكسجين أو الموجات فوق الصوتية أو العلاج بالرحلان الكهربائي.
العلاج الجراحي
في الحالات الحرجة، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي، مثل زرع منشط كهربائي.
طرق علاجية أخرى
- يجب التخلص من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الحالة أو تسبب مضاعفات خطيرة، بما في ذلك التقليل من التوتر الذي يمكن أن يؤثر على العصب البصري.
- ينبغي اتخاذ بعض التدابير الوقائية لمنع تطور الضمور، مثل:
- علاج أي أمراض مثل نزلات البرد سريعًا ومقاومة أي فيروس.
- تجنب الإصابات في منطقة الرأس.
- إجراء فحوصات دورية على العين.
- الابتعاد عن العادات السيئة مثل الإفراط في شرب الكحول.
- ممارسة الرياضة، خاصة السباحة.
موانع استخدام العلاج
توجد بعض الحالات التي يمنع فيها استخدام العلاجات المذكورة، مثل:
- فترات الحمل.
- عند حدوث إصابات معقدة في الرأس والتي لم يتم علاجها.
- إذا كان هناك مرض معدٍ شديد.