يعتبر تصنيف الكائنات الحية من الموضوعات الأساسية التي تثير اهتمام المهتمين بالعلوم، خصوصاً علم الأحياء. في هذا المقال، سنستعرض أسس تصنيف الكائنات الحية وأنواعها المختلفة، مع توضيح مجموعات الكائنات الحية ضمن كل فئة، بالإضافة إلى استعراض الخصائص المميزة لكل مجموعة. نرحب بأسئلتكم في قسم التعليقات!
تعريف علم تصنيف الكائنات الحية
علم التصنيف (باللاتينية: Taxinomia) هو العلم الذي يسعى إلى تصنيف الكائنات الحية بشكل علمي ومنهجي. يُعتبر هذا العلم فرعًا من فروع علم الأحياء التي تدرس تركيب الكائنات الحية وتطورها.
قام العلماء بتصنيف الكائنات الحية بداية إلى مملكتين رئيسيتين في العصور القديمة. ومع تقدم الأبحاث، تم التوصل إلى أن هذا التصنيف يحتاج إلى تحديثات. لذا، تم إدخال التصنيف الحديث الذي يقسم الكائنات الحية الآن إلى خمس ممالك، ثم تطور الأمر ليشمل سبع ممالك.
أسس تصنيف الكائنات الحية
يعتمد علم التصنيف على نظام هرمي متسلسل، حيث يُستخدم الرسم البياني لتوضيح التصنيفات، مما يساعد على فهم طبيعة العلاقات بين الكائنات بشكل أفضل، إذ أن المخططات الهرمية غالباً ما لا تعكس العلاقات المعقدة مثل الشبكات.
تستند أسس تصنيف الكائنات الحية إلى وجود صفات متماثلة، حيث لا تقتصر هذه الصفات على الشكل الخارجي فقط، بل تشمل أيضًا السمات المشتركة بين الخلايا.
التصنيف القديم للكائنات الحية
يشتمل التصنيف القديم على مساهمات العديد من العلماء، وسنقوم بالتفصيل في تصنيفات كل عالم على حدى كما يلي:
تصنيف أرسطو للكائنات الحية
أرسطو هو الرائد في تصنيف الكائنات الحية، حيث قام هذا الفيلسوف اليوناني (322-394 ق م) بترتيب وتصنيف الكائنات بشكل منظم. وقد ساهم تلميذه ثيوفراستس في تطوير هذا التصنيف ليكون أكثر وضوحًا.
قسم أرسطو الكائنات الحية إلى فئتين رئيسيتين: حيوانات ونباتات. ثم قام بتصنيف الحيوانات إلى فئتين أخرى، وهي الحيوانات التي تحتوي على دم أحمر والتي لا تحتوي على ذلك. كما صنف النباتات بناءً على أحجامها، مُميزًا بين الأشجار والشجيرات والأعشاب.
تصنيف جون راي للكائنات الحية
جون راي كان له دورٌ بارز في تطوير تصنيف الكائنات الحية، حيث وضع تصنيفات علمية للنباتات والحيوانات بناءً على أسس مشتركة. لقد وضع معايير للاختلافات في الصفات الخارجية، واعتبر أن النوع هو الوحدة الأساسية التي يعتمد عليها التصنيف.
تصنيف كارلوس لينيوس
العالم السويدي كارلوس لينيوس (1707-1778 م) قام بتوسيع نظام تصنيف أرسطو، مستخدمًا نفس المبادئ لتفريق المخلوقات بناءً على الشكل والسلوك والبيئة. يُعتبر تصنيفه أول نظام رسمي معتمد في مجال التصنيف.
تصنيف لينيوس للكائنات الحية
ابتكر لينيوس أسلوب التسمية الثنائية، حيث يُمنح كل نوع اسمه العلمي المكون من شقين؛ الأول اسم الجنس والثاني اسم النوع. اعتمد لينيوس على اللغة اللاتينية في التسميات وحدد قواعد التسمية كما يلي:
- يجب كتابة الحرف الأول من اسم الجنس كبيرًا وبقية الأحرف صغيرة.
- يتم كتابة اسم التصنيف بخط مميز (مائل) في الكتب والمجلات.
- إذا تمت الكتابة بخط اليد، ينبغي وضع خط تحت الاسم.
- عند ذكر الاسم العلمي للصنف مرة ثانية، يُختصر اسم الجنس إلى حرف واحد ويُكتب اسم النوع بالكامل.
مستويات تصنيف الكائنات الحية
تُرتب الكائنات الحية ضمن مستويات مختلفة، حيث يُدرج كل كائن حي في مجموعة وفقًا لخصائصه المتشابهة، ويتضح التسلسل الهرمي كما يلي:
- النوع: كل نوع يضم مجموعة من الكائنات التي تتشابه في الشكل والخصائص، مما يتيح لها القدرة على التزاوج وإنتاج جيل جديد.
- الجنس: يتكون كل جنس من مجموعة من الأنواع الأكثر ترابطًا، ويضم كائنات من نوع واحد واصل واحد.
- الفصيلة: تُعتبر الفصيلة مرتبة أعلى من الجنس، وتضم مجموعات من الأجناس المتشابهة.
- الرتبة: تحتوي كل رتبة على عدد من الفصائل المشابهة في الصفات.
- الطائفة: تضم الطائفة مجموعة من الرتب التي تربطها علاقات.
- الشعبة: تندرج تحت الطوائف، حيث تضم الشعبة عدة طوائف.
- المملكة: هي أوسع مراتب التصنيف، حيث تضم كل مملكة مجموعة من الشعب، وكل شعبة تتضمن عدة طوائف.
التصنيف الحديث للكائنات الحية
- أُعتمد التصنيف الحديث للكائنات الحية منذ أقل من عقدين، حيث تم اكتشاف مخلوقات حية جديدة لم تكن معروفة في السبعينيات.
- تعتبر هذه المخلوقات من عائلة البدائيات وحيدة الخلية، مما أدى إلى تصنيفها كبكتيريا بدائية.
- أظهرت دراسات في الكيمياء الحيوية أن هذه البكتيريا لا تشبه البدائيات المعروفة، مما أدى إلى إضافة ثلاثة ممالك جديدة في عام 1990.
- وبذلك أصبح لدينا خمسة ممالك رئيسية: مملكة البكتيريا، ومملكة الطلائعيات، ومملكة الفطريات، ومملكة الحيوانات، ومملكة النباتات.