آداب تناول الطعام في الإسلام
يحظى موضوع الطعام والشراب بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث وضع لهما آدابًا سامية تشجع على الالتزام بها، وذلك لتحقيق البركة فيهما. فيما يلي مجموعة من الأحاديث النبوية التي توضح آداب الطعام قبل تناوله، أثناءه، وبعد الانتهاء منه:
آداب الطعام قبل البدء
من الأحاديث التي تؤكد أهمية التسمية قبل البدء في الطعام ما يلي:
- التسمية بعبارة “بسم الله”: فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ).
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأكلُ مع ستَّةٍ من أصحابه، فجاءَ أعرابيٌّ فأَكَلَهُ بلُقمتينِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بسمِ اللَّهِ لَكَفاكم. فإذا أَكَلَ أحدُكُم طعامًا، فليقل بسم الله، وإن نسيَ أن يقولَ ذلك في أوَّل الطعام، فليقل بسم الله في أوَّلِهِ وآخرِهِ).
آداب الطعام أثناء الأكل
تتضمن الأحاديث النبوية التي تحث على آداب تناول الطعام أثناء الأكل ما يلي:
- الأكل باليمين: ومن الأحاديث التي تدل على ذلك:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بيَمِينِهِ، وإذا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بيَمِينِهِ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بشِمالِهِ ويَشْرَبُ بشِمالِهِ).
- عن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ غُلَامًا في حِجْرِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فقالَ لي: يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليأكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ، ولْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، ولْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، ولْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ ويَشْرَبُ بِشِمالِهِ ويُعْطِي بِشِمالِهِ ويَأْخُذُ بِشِمالِهِ).
- الاجتماع حول الطعام: حيث ورد في الحديث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: (يا رسولَ اللهِ، إنَّا نأكلُ ولا نشبَعُ، قالَ: فلعلَّكم تَفترِقونَ، قالوا: نعم، قالَ: فاجتَمعوا على طعامِكم واذكروا اسمَ اللَّهِ عليه يُباركْ لكم فيه).
- الاعتدال في تناول الطعام: ومن الأحاديث التي توضح ذلك:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شَرًّا من بطنٍ، إنَّما يكفي ابن آدم أكلات تُقوِّم صُلْبَهُ، وإن كان لا بدَّ، فثلُث لطعامِه، وثلُثٌ لشرابِه، وثلُثٌ لنفَسِه).
- عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه كان: (لا يأكلُ حتّى يُؤْتَى بمِسْكِينٍ يأكُلُ معَه، فكانَ يَدخَلُ رَجُلٌ فيأكُلُ معه كثيرًا، فيقول: يَا نَافِعُ، لا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ، سَمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: المُؤْمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والكَافِرُ يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أمْعَاءٍ).
آداب ما بعد الطعام
يستحب بعد الانتهاء من تناول الطعام حمد الله -عز وجل- وشكره، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا).
كما كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا فارق المائدة يقول: (الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا)، وفي رواية أخرى: (الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى، رَبَّنَا).