أسباب البواسير
تُعتبر البواسير (Hemorrhoids) عبارة عن أوردة متورّمة ومتمدّدة في الجزء السفلي من فتحة الشرج والمستقيم، وقد تصبح هذه الأوردة مؤلمة عند تعرض جدرانها للضغط أو الشد. بشكل عام، يمكن تصنيف البواسير إلى نوعين:
- البواسير الداخلية:
تحدث هذه الحالة عندما تتورم الأوردة الموجودة داخل المستقيم، وهي غير مرئية ولا تسبب الألم بشكل طبيعي. وغالباً ما يتم اكتشافها عند تعرض المستقيم للنزيف.
- البواسير الخارجية:
يمكن رؤية هذا النوع بوضوح؛ حيث تنتفخ الأوردة الموجودة تحت الجلد حول فتحة الشرج. وعادةً ما تُسبب آلامًا شديدة بسبب وجود أعصاب حساسة في تلك المنطقة.
تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البواسير، وسنستعرض هذه الأسباب بالتفصيل فيما يلي:
الإمساك
غالباً ما يرتبط وجود البواسير بحالة الإمساك المزمن، الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. هذه الحالة تتطلب من المصاب بذل جهد أكبر أثناء عملية الإخراج، مما يسبب تضخماً في الأوعية الدموية المحيطة بالشرج. قد تترافق هذه الحالة مع الأعراض التالية:
- ألم وحكة في منطقة الشرج.
- نزيف أثناء التبرز.
- ظهور كتلة صلبة ومؤلمة نتيجة تجمع الدم داخل البواسير.
- الإصابة بعدوى.
الحمل
تتأثر العديد من النساء الحوامل بمشكلة البواسير، والتي قد تظهر للمرة الأولى خلال فترة الحمل أو قد تعود للظهور لدى النساء اللواتي عانوا منها سابقاً. ومن المحتمل أن تكون الأسباب وراء هذه الحالة كالتالي:
- زيادة حجم الجنين وتوسيع الرحم.
هذا يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الحوض والأوردة القريبة من فتحة الشرج.
- زيادة كمية الدم لدى الأم.
وهذا يتسبب في تضخّم الأوردة وتمدد جدرانها.
- ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون.
حيث يقوم هذا الهرمون بإرخاء جدران الأوردة، مما يجعلها تتورّم بشكل سهل.
الإسهال المزمن
يُعتبر الشدّ والجلوس لفترات طويلة أثناء التبرز أحد أسباب الإسهال المستمر، مما يسبب زيادة الضغط على الأوردة المحيطة بمنطقة الشرج، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالبواسير. ويجب الإشارة إلى أن نوبات الإسهال الحادة قد تسبب الشعور بحرقان وألم في حال كان المصاب يعاني مسبقاً من البواسير.
الجلوس لفترات طويلة
تعاني عضلات الأرداف من التمدد والضغط نتيجة الجلوس لفترات طويلة على سطح قاسٍ، مما يؤدي إلى تمدد الأنسجة والأوردة الموجودة في المنطقة الشرجية، وبالتالي ظهور البواسير.
كما ينبغي التنبيه إلى أن الجلوس لفترات طويلة على المرحاض يؤدي إلى توسيع الأنسجة الموجودة في المستقيم، وبالتالي سيزيد الضغط على البواسير، وهذا يفاقم الحالة. يُفضل تغيير وضعية الجلوس والاستراحة بين الحين والآخر.
حمل الأوزان الثقيلة
عادةً ما يقوم الرياضيون بحبس أنفاسهم أثناء رفع الأثقال، مما يزيد الضغط على الأعضاء السفلية من الجسم. وبذلك تتعرض الأوردة في المنطقة الشرجية للتورم والإصابة بالبواسير. يُنصح الأشخاص الذين يعانون من البواسير بتجنب رفع الأثقال الثقيلة، حيث إن هذه الممارسة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة.
السمنة
تتواجد ثلاث وسائد رئيسية في المنطقة الشرجية، والتي ترتبط بالأنسجة والأوردة هناك. عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، تتعرض هذه الوسائد لضغط يؤدي إلى انزلاقها للأسفل، وهذا يسبب تمدد الأوردة المرتبطة بها واحتقانها، وبالتالي يحدث البواسير لدى المصابين بالسمنة.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالبواسير
بجانب الأسباب المذكورة أعلاه، توجد عوامل أخرى تزيد من احتمال الإصابة بالبواسير، ومنها:
- العمر:
تظهر البواسير بشكل شائع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عاماً.
- العوامل الوراثية:
قد يزداد خطر الإصابة بالبواسير إذا كان هناك أفراد من العائلة يعانون من هذه المشكلة مسبقاً.
- الحالات الصحية:
تزداد نسبة الإصابة بالبواسير بين الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD)، مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون، بالإضافة إلى الذين يعانون من سرطان القولون، وأمراض الكبد، وإصابات النخاع الشوكي.
علاج البواسير
يتوقف علاج البواسير على السبب الرئيسي وراء الإصابة، ويمكن تقسيم الخطة العلاجية وفقاً للاختيارات التالية:
علاجات وتدابير منزلية للبواسير
غالباً ما تتم معالجة حالات البواسير البسيطة من خلال اتّباع بعض التدابير والعلاجات المنزلية، مثل:
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف:
يسهم هذا الخيار في تليين كتلة البراز بشكل كبير، مما يقلل من إمساك المريض، ويقلل الجهد المُبذول عند التبرز، مما يؤدي إلى تخفيف أعراض البواسير. من الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة.
- الجلوس في حمام دافئ:
يعتبر الجلوس في حمام دافئ لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة فعالاً بشكلٍ كبير في تخفيف أعراض البواسير، ويمكن تكرار ذلك من 2 إلى 3 مرات يومياً لتحقيق الفائدة القصوى.
- تطبيق الكمادات الباردة:
يمكن وضع الثلج أو الكمادات الباردة على فتحة الشرج لتخفيف أعراض البواسير. يفضل وضع الثلج ملفوفاً بقطعة قماش وتجنّب ملامسته للجلد مباشرة.
- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة:
تساعد الملابس القطنية على إبقاء المنطقة جافة ونظيفة، كما أن الملابس الفضفاضة تقلل من تهيج المنطقة، مما يساعد في تخفيف الأعراض المؤلمة للبواسير. يُنصح بتجنب استخدام المنظفات المعطرة عند غسل الملابس الداخلية.
- تجريب مستخلص بندق الساحرة:
يتوفر هذا المستخلص بشكل سائل أو صابون أو مناديل مضادة للحكة، ويمكن تطبيقه مباشرة على البواسير لتخفيف الحكة والألم.
- استخدام جل الألوفيرا:
يمكن تطبيق جل الألوفيرا أو الصبار النقي على البواسير لتهدئة التهيج. يجب توخي الحذر وإجراء اختبار حساسية الجلد قبل الاستخدام.
علاجات دوائية
يمكن استخدام الأدوية في العديد من حالات البواسير، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي. تتضمن الأصناف الدوائية لهذه الحالة ما يلي:
أدوية بدون وصفة طبية
يمكن الحصول على هذه الأدوية من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، وهي تهدف إلى تخفيف الأعراض، وتشمل:
- الملينات والمسهلات:
تتوفر هذه الأدوية بأشكال مختلفة، وتتضمن مكملات غذائية للألياف، تساعد في تليين البراز وتحسين حركة الأمعاء.
- المستحضرات الموضعية:
تحتوي على الكريمات أو المراهم المخصصة لتخفيف أعراض البواسير، وتشمل مكونات مثل:
- الكورتيزون (Cortisone).
- أكسيد الزنك (Zinc Oxide).
- فينيليفرين (Phenylephrine).
- ليدوكائين (Lidocaine).
- التحاميل الشرجيّة:
تعتبر التحاميل فعالة للبواسير الداخلية، حيث تذوب في جدار المستقيم وتطلق مكوناتها في المنطقة المحيطة بالنقطة. وتحتوي عادةً على مواد مثل:
- مادة فينيليفرين القابضة.
- مادة براموكسين المخدّرة.
- مادة أكسيد الزنك الواقية.
أدوية تحتاج وصفة طبية
يمكن أن يصف الطبيب أدوية وكريمات موضعية لعلاج البواسير، مثل:
- مرهم نتروجليسرين الموضعي:
يخفف من آلام البواسير التي تحتوي على تجمعات دموية.
- مستحضر نيفيديبين الموضعي:
يعمل على تخفيف آلام البواسير.
- حقنة توكسين البوتولينوم:
تُعطى في العضلة العاصرة الشرجية، وتساعد في تخفيف آلام البواسير الخارجية.
علاج البواسير بالجراحة والإجراءات الطبية
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي عند استمرار الأعراض وعدم استجابتها للعلاج بالأدوية. يختار الطبيب الإجراء المناسب بناءً على حالة المريض ونوع البواسير، وتشتمل هذه الإجراءات على:
- ربط البواسير بشريط مطاطي.
- تطبيق الأشعة تحت الحمراء أو الليزر أو الحرارة (التخثر).
- استئصال البواسير.
- تدبيس البواسير.
ملخص المقال
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالبواسير، ومنها الحمل وطرق الرياضة غير الصحيحة، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة مثل الإسهال والإمساك. كما توجد عوامل أخرى تزيد من احتمالية الاصابة، وتختلف طرق العلاج بحسب الحالة ونوع البواسير، بدءاً من التدابير المنزلية ومروراً بالعلاجات الدوائية، وصولاً إلى الخيار الجراحي عند الحاجة.