برز قاسم سليماني خلال فترة الصراع مع القوى الاستكبارية العالمية، حيث اختار مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وما تمتلكانه من منظمات وأنظمة إرهابية. وقد بدأ سليماني بدعم وتمويل الثورة في إيران، ثم انتقل إلى سوريا والعراق ولبنان. في هذه المقالة، نستعرض سيرة قاسم سليماني وتفاصيل اغتياله بشكل كامل.
أصل قاسم سليماني
وُلِد قاسم سليماني في 11 مارس 1957م في إيران، وكان قائد فيلق القدس، أحد التشكيلات العسكرية المسؤولة عن العمليات الخاصة خارج الحدود الإيرانية. في 24 يونيو 2011، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية اسمه ضمن قائمة الإرهابيين. ويعتقد البعض أن نشأته في قرية روبر الجبلية ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعيه السياسي وتطوير فكره، بالإضافة إلى شخصيته القيادية التي اتسمت بالطابع القبلي.
تعرض سليماني في مرحلة من حياته للتهديد بالسجن بسبب تراكم الديون عليه، مما دفعه للانتقال للعيش مع أحد ق relatives. وكان يبلغ من العمر حينها 13 عامًا. انتقل إلى سوريا ثم عمل في مجال البناء براتب زهيد بغية تسديد ديونه. بعد ذلك، أتم دراسته في المرحلة الإعدادية واكتفى بها، وعمل كعامل في محطة مياه.
برز سليماني في العديد من الملفات العسكرية الهامة، مما جعله هدفًا لعمليات استهداف أمريكية. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لاستهدافه، ظلّت روح المقاومة والعزيمة صفة بارزة في ممارساته.
اغتيال قاسم سليماني
تم اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بواسطة ضربة صاروخية أمريكية استهدفت موكبه الميليشياوي المدعوم من إيران. وقد صرح المرشد الأعلى لإيران بأن “الانتقام ينتظر المجرمين”، وتم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام. كما أفاد مسؤولون أمريكيون بأن العملية استهدفت موقعين في إيران وبغداد.
أفادت خبيرة في القضايا المتعلقة بالإعدام خارج نطاق القانون أن عملية اغتيال سليماني تم تنفيذها بواسطة طائرة أمريكية في بغداد، واعتُبرت غير قانونية، حيث تصرّح بأنها كانت عملية مُتعمدة، مما يعد انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة. أكدت الولايات المتحدة أيضًا أنه لا توجد أدلة على تخطيط لاعتداء وشيك على مصالحها، واستخدمت ذلك كمبرر لاغتياله.
كان الأمر قد صدر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ اغتيال سليماني بالقرب من مطار بغداد عبر ضربة صاروخية نفذتها طائرة مسيرة في 3 يناير. صرح ترامب أن سليماني يُعتبر من أبرز الإرهابيين في العالم، وأن القضاء عليه كان ضرورة ملحة.
لم تتسبب تلك الضربة في مقتل سليماني فقط، بل سقط فيها أيضًا نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق (أبو مهدي المهندس). ونالت عملية اغتياله استنكارًا شديدًا من قبل إيران، حيث كان سليماني قائدًا لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
ماذا فعل قاسم سليماني؟
عانى الشعب السوري كثيرًا جراء التدخل الإيراني منذ بداية الثورة عام 2011. كان من الواضح أن مصلحة إيران تأثرت بشكل سلبي من انتفاضات الشعب السوري، مما أدى إلى إرسال قوات إيرانية إلى سوريا للمساهمة في عمليات القمع والجرائم ضد المدنيين، حيث شاركوا في المجازر والتهجير ومختلف أشكال العنف.
كان قاسم سليماني من ضمن القوات الإيرانية التي حاصرت عددًا من المناطق وأجبرت السكان على التهجير. بالإضافة إلى ذلك، ارتكبت القوات الإيرانية جرائم فظيعة بحق المدنيين، مما أدى إلى فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي عليه في عام 2011. وزُعم أن سليماني كان ينوي إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران عند استلامه القيادة في فيلق القدس.
(من قُتل يُقتل ولو بعد زمن)، يمكن اعتبار هذه العبارة تلخيصًا لما حدث مع قاسم سليماني وأي فرد يعتقد أن الجرائم التي يرتكبها ستفلت دون عقاب من الله تعالى في الأرض والسماء.