المياه في الرئتين، والمعروفة طبياً بالوذمة الرئوية، هي حالة طبية تتمثل في تراكم السوائل بشكل غير طبيعي في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس. تحدث الوذمة الرئوية عادةً بسبب قصور القلب الاحتقاني، حيث يفشل القلب في ضخ الدم بشكل فعال.
أسباب الوذمة الرئوية
- تعتبر الوذمة الرئوية حالة صحية خطيرة، حيث أظهرت دراسة نشرت في عام 2020 في Stat Pearls أن نسبة حدوثها تتراوح بين 75% إلى 83% لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب، مع معدل وفيات يقارب 50% بعد عام واحد من التشخيص.
- تشير الدراسات إلى أن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالوذمة الرئوية، بالإضافة إلى أن معدل الإصابة يكون أعلى في الرجال مقارنة بالنساء. فيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الوذمة الرئوية.
أسباب الوذمة الرئوية المرتبطة بالقلب
- تنتج الوذمة الرئوية المرتبطة بالقلب، والمعروفة أيضًا بالوذمة الرئوية القلبية، عن ارتفاع الضغط داخل القلب، غالبًا نتيجة قصور القلب الاحتقاني الذي ينجم عن ضعف قدرة البطين الأيسر على ضخ الدم.
- عندما يواجه القلب صعوبة في ضخ الكمية اللازمة من الدم من الرئتين، يحدث ارتفاع في الضغط داخل الأذين الأيسر، مما يؤدي إلى زيادة الضغط في الأوعية الدموية في الرئتين.
- يتسبب هذا الارتفاع في الضغط في تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل. نستعرض فيما يلي بعض الحالات الصحية التي قد تضعف البطين الأيمن وتسبب الوذمة الرئوية القلبية.
1- مرض الشريان التاجي
- توجد أسباب متعددة لحدوث مرض الشريان التاجي، الذي يقلل من قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية، مما يسهم في تراكم السوائل في الرئتين.
- ينتج ذلك عن ضيق الشرايين التاجية، مما يزيد من خطر الجلطات الدموية ويسبب نقص تدفق الدم إلى القلب.
- قد يستمر هذا الضيق لفترة طويلة حتى يؤدي إلى ضعف تدريجي في وظيفة البطين الأيسر.
- في هذه الحالة، يحاول الجزء السليم من القلب تعويض النقص الوظيفي، ولكن ضمن حدود معينة.
2- اعتلال عضلة القلب
- مصطلح اعتلال عضلة القلب يشير إلى تلف عضلة القلب، والذي يمكن أن يؤثر على قدرة القلب على التعامل مع التغيرات المفاجئة في ضغط الدم وعدد دقات القلب.
- إذا كان هذا الضرر متمركزًا في البطين الأيسر، فقد يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين.
3- اضطرابات صمامات القلب
- وجود اضطراب في صمامات القلب يمكن أن يتسبب في عرقلة تدفق الدم، مما يؤدي إلى زيادة الضغط ورفع مستوى السوائل في الرئتين.
- تضيق الصمامات قد يؤدي أيضًا إلى عودة الدم إلى الرئتين، مما يزيد من خطر الوذمة الرئوية.
- قد تتطور هذه الحالات بسرعة، مسببةً وذمة رئوية مفاجئة.
أسباب الوذمة الرئوية غير المرتبطة بالقلب
- في بعض الحالات، قد يكون تراكم السوائل ناجمًا عن اضطرابات تؤثر على نفاذية الأوعية الدموية في الرئتين، مما يعرف بالوذمة الرئوية غير القلبية.
- تتضمن بعض الأسباب المحتملة لهذا النوع من الوذمة:
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، وتعتبر من الحالات الصحية الحرجة حيث تتراكم السوائل بسرعة في الرئتين نتيجة لعديد من العوامل مثل العدوى.
- ارتفاعات عالية، حيث يمكن أن يعاني الأفراد في ارتفاعات تتجاوز 2400 متر من مرض الوذمة الرئوية المرتبطة بالارتفاعات.
- اضطرابات الجهاز العصبي يمكن أيضًا أن تسبب نوعًا من الوذمة الرئوية بعد التعرض لبعض الصدمات أو العمليات.
الآثار الجانبية للأدوية
- قد يتسبب استخدام بعض الأدوية، سواء كانت مشروعة مثل الأسبرين أو غير مشروعة مثل الهيروين، في حدوث الوذمة الرئوية كأثر جانبي.
- يمكن أن تنجم الوذمة الرئوية عن استخدام جرعات مرتفعة من بعض الأدوية أو استخدامها بالتزامن مع أدوية العلاج الكيميائي.
أسباب أخرى للوذمة الرئوية غير المرتبطة بالقلب
- التراكم المحتمل للسوائل قد يحدث نتيجة الضغط السلبي على الرئتين بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي.
- الاحتقان الرئوي، وهو نتيجة لتخثر الدم في الشرايين الرئوية، قد يؤدي أيضًا إلى الوذمة الرئوية.
- التهابات فيروسية، مثل عدوى فيروس هانتا، قد تكون أسبابًا رئيسية لوذمة رئوية.
- الفشل الكلوي يمكن أن يتسبب أيضاً في تراكم السوائل بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص منها بكفاءة.
- التعرض للملوثات السامة، مثل دخان الاحتراق، قد يسهم في زيادة خطر الوذمة بسبب تهيج الأنسجة الرئوية.
أسباب الانصباب الجنبي
- يحدث الانصباب الجنبي نتيجة لمشكلات صحية تعزز إنتاج السوائل في غشاء الجنب، من هذه الأسباب:
- تسرب السوائل من الأعضاء المجاورة مثل قصور القلب وأمراض الكلى.
- بعض الأمراض المناعية الذاتية التي قد تؤثر على الرئتين، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- السرطانات قد تؤدي إلى الانصباب الجنبي، إما نتيجة لنمو الورم أو نتيجة للعلاج الكيميائي.
- انسداد الأوعية الدموية في الرئة قد يؤدي أيضًا إلى تحفيز غشاء الجنب وتراكم السوائل فيه.
- العمليات الجراحية الكبرى في منطقة الصدر مثل جراحة القلب المفتوح يمكن أن تكون عوامل محفزة أيضًا.