أزمة الكساد الكبير في الثلاثينات من القرن الماضي

تعريف أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

أزمة مالية واقتصادية معروفة باسم الكساد الكبير، وقعت في أوائل الثلاثينيات، وتحديداً في 29 أكتوبر 1929 في سوق الأسهم الأمريكية، لا سيما في بورصة نيويورك (وول ستريت). يُطلق على هذا اليوم اسم “الثلاثاء الأسود”، وقد كانت هذه الأزمة هي الأكثر تأثيراً على النظام الرأسمالي في القرن العشرين.

ما هي الأسباب المباشرة لأزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)؟

بدأت الأزمة في يوم الثلاثاء الأسود عندما تم عرض حوالي 13 مليون سهم للبيع دون أي طلبات للشراء، مما أدى إلى تراجع حاد في قيمة الأسهم وانهيار البورصة الأمريكية. في ذلك اليوم، فقد مؤشر داو جونز أكثر من 22% من قيمته في يوم واحد فقط.

الأسباب السياسية وراء أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

تعتبر المشاركة الأوروبية في الحرب العالمية الأولى من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى أزمة الثلاثينيات. إذ تفاقم الوضع الاقتصادي في أوروبا، مما جعلها غير قادرة على تسديد الديون المستحقة للولايات المتحدة، مما أدى إلى عجز في سوق الأسهم الأمريكية.

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة على باقي دول العالم؟

نتيجة لانخفاض أسواق البورصة الأمريكية، قامت البنوك المحلية بسحب أموالها من البنوك الأوروبية، وخاصة الألمانية والفرنسية والبريطانية، بهدف توفير سيولة مالية تساعد في إنعاش اقتصادها. أثر هذا الأمر بشكل كبير على الاقتصادات الأوروبية.

تأثير أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير) على اقتصادات العالم

خلف الكساد الكبير آثاراً سلبية وخطيرة على اقتصادات الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. كان من أبرز الآثار انهيار سوق الأسهم وتراجع التجارة العالمية بنسبة تتجاوز النصف، حيث تكبد المستثمرون خسائر قدرها حوالي 200 مليون جنيه إسترليني. كما تعرض حوالي 10 آلاف بنك للإفلاس، ما أدى إلى انخفاض التجارة العالمية، وارتفاع معدلات البطالة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الأزمة في سقوط جمهورية فايمار في ألمانيا ونشوء حركات ديكتاتورية، مثل النازية والفاشية.

أكثر القطاعات تضرراً من أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

كان لقطاع الصناعات الثقيلة النصيب الأكبر من الأضرار الناجمة عن الأزمة، حيث تأثرت صناعة المواد الأولية، مما أثّر بالغ التأثير على باقي الصناعات. وتوقفت الأنشطة الإنشائية في معظم الدول، كما انخفضت أسعار المنتجات الزراعية بشكل كبير، مما أضعف القطاع الزراعي العالمي.

الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لإنهاء أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

قامت الولايات المتحدة بمجموعة من الإجراءات aimed at معالجة النزيف الاقتصادي خلال تلك الفترة. تم إنشاء مؤسسات لرعاية العاطلين عن العمل حتى تجاوز الأزمة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على البنوك العاملة في مجال الأسهم والسندات. كان ذلك خلال رئاسة فرانكلين روزفلت، الذي أطلق سياسة تُعرف بالعهد الجديد، والتي تضمنت تطبيق تعرفة سموت-هاولي لحماية الصناعة المحلية.

الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية لمواجهة أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

من بين التدابير الرئيسية التي اتخذتها دول مثل فرنسا وبريطانيا كانت تأميم بعض القطاعات الإنتاجية مثل الفحم ومحطات الأنفاق.

كيف ساهمت أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير) في اندلاع الحرب العالمية الثانية؟

تسببت أزمة الثلاثينيات وانشغال الدول في البحث عن حلول للتخفيف من آثارها في تجاهل العديد من الانتهاكات الخطيرة بحق القرارات الدولية التي كانت تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام العالمي. كما لاحظنا زيادة ملحوظة في التسلح بين الدول والجماعات، مما ساهم في نشوء ظروف أدت إلى الحرب العالمية الثانية.

نهاية أزمة الثلاثينيات (الكساد الكبير)

بدأت بوادر انتهاء الأزمة في عام 1933 مع اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات من قبل الولايات المتحدة، والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات. ومع دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية عام 1941، انتهت أزمة الكساد الكبير نتيجة لزيادة فرص العمل من خلال تجنيد حوالي 16 مليون مواطن في الجيش الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top