أخلاقيات العمل الميداني
يعتبر العمل الميداني مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها الباحث من خلال ملاحظة وجمع المعلومات في السياقات الحقيقية، مع تفاعل مباشر مع الأفراد في المجتمع المستهدف. يتيح هذا الأسلوب للباحث فرصة لفهم جوانب حياة الأفراد وأساليب عيشهم، كما يشمل فحص مدى توافق النظرية العلمية المستخدمة في الدراسة مع الواقع. تشمل أخلاقيات العمل الميداني جوانب متعددة، تتعلق بالباحث نفسه وبالممارسات البحثية، ومن أبرزها ما يلي:
- الالتزام بعدم الإساءة للأفراد.
- الصدق والانفتاح من الباحث تجاه المشاركين بشأن طبيعة البحث.
- الحصول على إذن وموافقة المشاركين والهيئات المعنية قبل بدء البحث الميداني.
- العمل على إرضاء جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهة المنفذة للدراسة والمجتمع المستهدف.
- التفكير في كيفية جعل النتائج متاحة للاستفادة العامة.
- حماية كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشاركين.
- بناء علاقات مهنية قائمة على الأخلاق والنزاهة.
- التصرف بمهنية، مع الحفاظ على الحيادية في آراء المشاركين.
- التعريف بنفسه بشكل مناسب أمام المجتمع المستهدف وتوضيح دوره كباحث عبر بطاقة تعريف.
- مراعاة سلامة الباحث وتجنب المخاطر المحتملة.
- اختيار موضوع البحث بعناية ليناسب طبيعة المجتمع المعني.
- الالتزام بالسرية بشأن المعلومات الحساسة والخاصة بالمشاركين.
- معالجة المعلومات بعناية، مع الحفاظ على إخفاء أسماء وصور الأشخاص عند الطلب.
- التأكد من وضوح الهدف من العمل الميداني وعدم وجود أي دوافع شخصية مخفية.
أهمية الأخلاقيات في العمل الميداني
تعتبر الأخلاقيات المقررة مسبقًا للعمل الميداني أمرًا حيويًا لجميع الأطراف المعنية في البحث. فيما يلي بعض الجوانب المهمة لأخلاقيات العمل الميداني:
- حماية حقوق وأمان الأطراف المشاركة، سواء كانوا باحثين أو أفراد في المجتمع، والحد من المخاطر التي قد يتعرضون لها.
- الالتزام بمراعاة الأخلاقيات في مختلف مراحل البحث لضمان تحقيق نتائج حقيقية وموثوقة.
- تعزيز القيم المعتمدة على التعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد.
- توفير إطار مرجعي للمسائلة عند حدوث أي انتهاك، مما يعزز الثقة في البحث ويعكس التزام الباحث بأخلاقيات المجال.
نماذج العمل الميداني الاجتماعي
يمتد نطاق العمل الميداني ليشمل العلوم الاجتماعية، مثل الأنثروبولوجيا، والتاريخ، والاقتصاد، التي تركز على فهم حياة البشر من زوايا ثقافية واجتماعية، وكذلك العلوم الطبيعية مثل البيولوجيا والكيمياء التي تدرس الجوانب المادية للحياة البشرية والبيئية.
من أبرز الأمثلة على العمل الميداني الاجتماعي هو ما يقوم به الأنثروبولوجيون عبر دراسات الإثنوغرافيا، حيث يقيم الباحث في المجتمع المدروس لفترة زمنية محددة ويلاحظ حياة الأفراد وعاداتهم وسلوكياتهم. يقوم الباحث بتدوين ملاحظاته حول الأنشطة والتصرفات التي يشاهدها، مما يسهل عليه فهم أعمق لهذه المجتمعات.