يتناول الإنسان مجموعة متنوعة من الأطعمة يوميًا، والتي تحتوي على عناصر غذائية عديدة. وتتضمن هذه الأطعمة ما هو مفيد للجسم وما هو ضار أو سام، وزادت هذه المخاطر في عصر الوجبات السريعة الذي نعيشه.
باتت هذه الأطعمة غالبًا ما تحتوي على زيوت مهدرجة، والتي تستخدم لأغراض الطهي. وتتواجد أنواع متنوعة من الزيوت، سواء كانت مشبعة أو غير مشبعة، وغالبًا ما نلاحظ كلمة “مهدرج” على الملصقات الغذائية الخاصة بالزيوت المختلفة.
ما هي الزيوت المهدرجة؟
تشير عملية هدرجة الزيوت إلى إضافة ذرات الهيدروجين إلى جزيئات الدهون السائلة غير المشبعة، وذلك عن طريق تسخين الزيوت الطبيعية، مثل زيت عباد الشمس وزيت القطن وزيت فول الصويا مع الهيدروجين.
تتم هذه العملية باستخدام عامل محفز يساعد في تحويل الزيوت السائلة إلى شكل صلب بدرجة حرارة الغرفة.
لماذا تستخدم الشركات عملية هدرجة الزيوت؟
تلجأ شركات الأغذية إلى استخدام عملية هدرجة الزيوت لزيادة مدة صلاحية منتجاتها. كما تسهم هذه العملية في تقليل التكاليف، وتمنح المنتج ملمسًا أكثر كثافة.
كذلك، تعمل على تحسين النكهة والطعم، مما يعزز الأرباح للشركات المصنعة، بالإضافة إلى تقليل الكميات المهدرة من المنتجات.
الأسباب وراء استخدام الزيوت المهدرجة
هناك أسباب رئيسية تدفع الكثير لاستخدام الزيوت المهدرجة، تتضمن:
- صناعة الأغذية: تعتبر الزيوت المهدرجة فعالة في الحفاظ على الأطعمة، حيث تبقى صالحة لأطول فترة ممكنة، مما يسمح بتخزينها في المحلات التجارية لأكثر من ستة أشهر دون عيوب، مع الحفاظ على طعمها الجيد.
كما يمكن استخدام الزيت في قلي الطعام عدة مرات دون تأثير على مذاق الطعام، مما يجعل الزيوت خيارًا اقتصاديًا لمصنعي الأغذية.
- جودة المنتجات: تلعب الزيوت المهدرجة دورًا كبيرًا في الحفاظ على طراوة الأطعمة عند التخزين، حيث لا تحتاج إلى تبريد ولا تؤثر على نكهتها، مما يقلل من تكاليف الشحن أيضًا.
الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة
توجد العديد من الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة، من أبرزها:
- الوجبات السريعة التي تُعتبر من أشهر الأطعمة المحتوية على الزيوت المهدرجة.
- زيوت مهدرجة تدخل في صناعة المعجنات والحلويات.
- بعض أنواع الخبز والبسكويت. – رقائق البطاطس المقلية: حيث تُستخدم الزيوت المهدرجة في عملية القلي.
- تستخدم في بعض أنواع الكريمة المنطقة للحلويات.
يضيف المصنعون هذه الزيوت عندما تحتاج المادة الغذائية إليها، وأحيانًا حتى إذا لم تكن بحاجة، إذ أنها تساعد في الحفاظ على الطعام من العفن لفترة طويلة.
مخاطر الزيوت المهدرجة
تتضمن عملية هدرجة الزيوت تفاعلات كيميائية تحمل بعض المخاطر الصحية عند استهلاك الزيوت المهدرجة، ومن أهم تلك المخاطر:
- الزيوت المهدرجة تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون غير المشبعة، والتي تعتبر غير صحية وتزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، خصوصًا أمراض القلب.
- تساهم الزيوت المهدرجة في زيادة الالتهابات المزمنة وقد تعرض الإنسان لخطر الإصابة بتجلط الدم.
- قد تتسبب في ارتفاع احتمال الإصابة بالخرف.
- بينما تحتوي بعض الأطعمة على دهون غير مشبعة طبيعية، إلا أن الدهون المصنوعة بشكل صناعي، مثل الزيوت المهدرجة، تكون ضارة.
- تزيد الزيوت المتحولة من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسكتة الدماغية، مما دعا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى منع أي مصنع من إنتاج الزيوت المهدرجة أو الدهون المتحولة التي تضر صحة الإنسان اعتبارًا من يناير 2020.
- تؤدي الزيوت المهدرجة إلى رفع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، وتخفض نسبة الكوليسترول الجيد.
الحد من استخدام الزيوت المهدرجة
توصي منظمة الصحة العالمية بتجنب الزيوت المهدرجة قدر الإمكان للحفاظ على الصحة العامة.
وفيما يلي بعض الطرق لتجنب الزيوت المهدرجة:
- قراءة الملصقات قبل تناول الأطعمة، للتأكد من كمية الزيوت المهدرجة، علمًا بأن عبارة “خالي من الزيوت المهدرجة” لا تعني بالضرورة غيابها تمامًا، فقد يحتوي المنتج على كمية تتراوح بين “0-0.5” جرام لكل حصة.
- تجنب الأطعمة الجاهزة والمعجنات والحلويات، خاصة تلك الغنية بالدهون المشبعة.
- الحد من استهلاك الأطعمة المعلبة، ويفضل الطهي في المنازل.
- استبدال الزيوت المهدرجة مثل السمن والزبدة المعلبة بزيوت نباتية، مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو.
- اختيار الوجبات الصحية بدلاً من الوجبات السريعة، مثل المكسرات قليلة الملح والفواكه مثل الجزر والتفاح والموز، واللبن والزبادي الطبيعي، حيث يمكن أن تكون بديلاً مغذيًا.
بدائل الزيوت المهدرجة
يعتقد البعض أن السمن النباتي أو المارجرين أقل ضررًا من السمن البلدي أو الدهن الحيواني. ولكن الدراسات أثبتت أن الزيوت المهدرجة المستخدمة في صناعة السمن أو المارجرين يمكن أن تكون ضارة بالصحة العامة.
لذا، ينصح الأطباء باستخدام بدائل الزيوت المهدرجة مثل:
- السمن البلدي والزبدة: يمكن استخدامهما في جميع أغراض الطهي.
- زيت الزيتون: ينصح باستخدامه في الطهي مع تجنب القلي أو تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة.
- زيت جوز الهند: يُعتبر زيتًا صحيًا لتحسين الكفاءة الصحية.
- زيت اللوز: يحتوي على مضادات أكسدة تعزز صحة الكوليسترول.
- زيت الأفوكادو: غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية ويساهم في خفض ضغط الدم المرتفع.
- زيت عباد الشمس: أحد الزيوت النباتية غير المشبعة وتستخدم في الطهي والقلي.
- زيت الكانولا: مصدر جيد للفيتامينات والأحماض الدهنية، ويعمل على تعزيز الصحة العامة.
- زيت بذور الكتان: غني بالأحماض الدهنية التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.