قبل غوصنا في تعريف من هم خاصة الله وأهله، يجب أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وهو الذي أبدع السماوات والأرض، وأيضا هو من يملك مقاليد كل الخلائق في يده منذ الأزلى. ومن خلال هذه المقالة، سنقوم بتسليط الضوء على من هم خاصة الله وأهله.
تعريف خاصة الله وأهله
ينبغي على جميع البشر أن يتقوا الله ويتبعوا أوامره، حيث إن الله هو المتحكم في مقدرات الخلق. ويمكن الاستدلال على هذا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء).
أجمع علماء الدين والفقهاء على أن خاصة الله وأهله هم أهل القرآن الكريم. ويعتبر أبواب الله هم سكان مكة المكرمة، وأن من يعمرون بيوت الله هم من أهل الله. ويستدل على ذلك من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن لله أهلين من الناس، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته). كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل).
أهل القرآن
للتعرف على من هم أهل الله، الذين هم أهل القرآن الكريم، يجب على المسلمين معرفة كيفية الانضمام إلى هؤلاء الأهل. وعليهم أن يتحلوا بصفات معينة، مثل:
- تطبيق آيات القرآن الكريم والعمل بها كما تم حفظها.
- اتباع ما أقره الله في الآيات والامتناع عما حرمه.
- تحلى المسلم بالتقوى ليكون من أهل القرآن الكريم.
حكم وصف أهل الله
لا يقتصر تعريف أهل الله على حفظة القرآن الكريم فحسب، بل يشمل كذلك المجتهدين في العبادات. فليس كل من حفظ القرآن يستحق هذا اللقب، بل يظل هذا الوصف جائزًا في الشريعة الإسلامية حسب ما أقره جمهور العلماء.
يمكن الاستدلال على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبرَّه). لذلك، يجب تقييم من يستحق هذا اللقب بجدارة.
منزلة حفظة القرآن الكريم
إن حفظ القرآن الكريم يعد من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، ويزيد من مكانته في الجنة. وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، مما يدل على أن منزلة حافظ القرآن تعتبر من أعلى المنازل.
يعطي الله الأجر لحفظة القرآن مكانة رفيعة في الجنة، ويكون لهم شفاعة لأهليهم يوم القيامة، كما يُلبس والديهم تاج الوقار. بالإضافة إلى التميز الذي يناله حافظ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه المميزات:
- الأحق بالإمامة في الصلاة.
- الأحق بالقيادة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع الصحابة الأكثر حفظًا للقرآن.
- يرتدي تاج الكرامة يوم القيامة، مما يدل على كونه من حفظة القرآن.
- يصبح من أهل المشاورة الذين يُعتد برأيهم.
- ترتفع منزلته عند الناس في الدنيا والآخرة.
وفي الختام، لقد تناولنا في هذه المقالة من هم خاصة الله وأهله، وهم أهل القرآن الكريم الذين كرمهم الله في الدنيا والآخرة، كما شرحنا حكم وصفهم بأهل الله، وبيّنا مكانة حفظة القرآن الكريم.