لقب “المعلم” أطلق عليه تقديراً للشغف الكبير الذي أبداه الكثيرون تجاهه قبل انخراطه في عالم السياسة. في هذا المقال، سنعرض لكم مجموعة من أجمل القصائد الشعرية التي تميز بها الحلاج في موضوع الحب.
أشعار الحلاج في الحب
وُلد الحلاج في إحدى القرى التابعة لمدينة البيضاء، وبعدها انتقل إلى مدينة واسط في العراق حيث نشأ وترعرع. عُرف عنه كثرة الترحال، والآن نشارككم بعضاً من أشعاره الجميلة في الحب:
قصيدة عجبت منك ومني
أشعار الحلاج في الحب مكتوبة
قصيدة والله ما طلعت شمس ولا غربت
واللهِ ما طَلعتْ شمسٌ ولا غربتْ إلا وحبكَ مقـرونٌ بأنفاسـي.
ولا خَلوت إلى قومٍ أحدِّثهــم إلا وأنتَ حديثي بينَ جلاســي.
ولا ذكرتكَ محزوناً ولا فَرِحاً إلا وأنتَ بقلبي بينَ وسواســـي.
ولا هَممت بشربِ الماء من عطشٍ إلا رَأَيْت خيالاً مِنكَ في الكـــأس.
ولو قَدرت على الإتيان جئتـكم سعياً على الوجهِ أو مشياً على الرأس.
ما لي وللناسِ كَمْ يلحونني سفهاً ديني لنفسي ودين الناسِ للناسِ.
قصيدة قلوب العاشقين
قلوب العاشقينَ لها عيونٌ تَرى ما لا يَراه الناظرونَ.
وألسنةٌ بأسرارٍ تناجي تغيب عن الكرامِ الكاتبينَ.
وأجنحةٌ تطير بغيرِ ريشٍ إلى ملكوتِ ربِّ العالمينَ.
وتَرْتَع في رياضِ القدسِ طوراً وتشرَب من بحارِ العارفينَ.
فأورَثَنا الشّراب علومَ غيبٍ تشِفُ على علومِ الأقدمينَ.
شواهِدها عليها ناطقاتٌ تُبَطّل كلّ دعوى المدّعينَ.
عبادٌ أخلصوا في السرِّ حَتّى دَنوا مِنه وصاروا واصلينَ.
قصيدة إذا هجرت فمن لي
إِذا هَجَرتَ فَمَن لي.
وَمَن يجَمّل كلّي.
وَمَي لِروحي وَراحي.
يا أَكثَري وَأَقَلّي أَحَبَّكَ.
البَعض مِنّي وَقَد ذَهَبتَ بِكلّي.
يا كلَّ كلّي فَكن لي.
إِن لَم تَكن لي فَمَن لي.
يا كلَّ كلّي وَأَهلي.
عِندَ اِنقِطاعي وَذلّي.
ما لي سِوى الروحِ خذها.
وَالروح جهد المقِلِّ.
قصيدة طلعت شمس من أحب بليلٍ
طَلَعَتْ شمس من أحبّ بلَيّلٍ فـ.
ـاستنارت فما عليها من غروب.
عن شمس النهار تطلع باليلـ.
ـلِ وشمس القلوب ليس تغيـب.
رأَيت ربّي بعين قلبِ.
فقلت من أنت قال أنت.
فليس للأين منك أينٌ.
وليس أين بحيث أنت.
وليس للوهم منك وهمٌ.
فيعلم الوهم أين أنت.
أنت الذي حزْتَ كل أين.
بنحو لا أينَ فأينَ أنت.
و في فنائي فنا فنائي.
وفي فنائي وجدت أنت.
لي حبيبٌ أزور في الخلـوات.
حاضر غائب عن اللحظات.
ما تراني أصغي إليه بسمــع.
كي أعي ما يقول من كلمات.
كلمات من غير شكل ولا نطق.
ولا مثل نغمة الأصــوات.
فكأنّـي مخاطب كنت إيــًّاه.
على خاطري بذاتي لذاتــي.
حاضـر غائب قريب بعيــدٌ.
وهو لم تحوه رسوم الصفات.
هو أدل من الضمير إلى الوهم.
وأخفى من لائح الخطـرات.
سرّ السرائر مَطْــوِيٌّ بإثبات.
في جانب الأفْق ِمن نور بـِطيَّات.
فكيف والكيف معروف بظاهــره.
فالغيب باطنه للذاتِ بالـــذات.
تـَاهَ الخلائق في عمياءَ مظلمــةٍ.
قصدا ولم يعرفوا غير الإشارات.
بالظنّ والوهم نحو الحقّ مطلبهـم.
نحوَ الهواء يناجون السمــاوات.
والــربّ بينهم في كـل منقـلب.
محِلَّ حالاتهم في كل ساعــات.
وما خلوا منه طرف عين لو علموا.
وما خلا منهم في كل أوقــات.
أجمل أشعار الحلاج في الحب
في هذه الفقرة، ندعوكم للاستمتاع بباقة من أجمل القصائد الصوفية التي أبدعها الشاعر الجليل الحسين بن منصور الحلاج. إليكم بعض من روائعه في الحب:
قصيدة ما لي بعد بعد بعدك
فما لي بعْدٌ بَعْدَ بعْدِكَ بَعْدَمــــــا.
تـَيَقـَّنْت أنّ القرب والبعد واحد.
وإنّي وإن أهْجِرت فـَالهَجْر صاحبـي.
وكيف يصحّ الهجر والحبّ واجد.
لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ.
لعبدٍ زكـّي ٍما لغيرك ساجــد.
لا تـَلمنّي فاللوم منـّي بعيـد.
وأَجِرْ سيـّدي فإنـّي وحيد.
إنّ في الوعد وَعْدك الحقّ حقاً.
إنّ في البدء بدء أمري شديد.
مَن أراد الكتاب هذا خطابـي.
فاقرؤا وأعلموا بأنّي شهيـد.
قد تصبّرت وهل يصـ.
ـبر قلبي عــن فؤادي.
مازجَتْ روحك روحي.
في دنـّوٍ وبعــادي.
فأنا أنت كمــا أنـّ.
ـك أنـّـي ومـــرادي.
أنتم ملكتم فؤادي.
فهِمْت في كلّ وادي.
ودقّ على فؤادي فقد عدمت رقادي.
أنا غريبا وحيدا.
بكم يطول انفرادي.
قصيدة ألا أبـلـِغ أحبـائي
ألا أبْـلـِغْ أحبّـائي بأنّــي.
ركبت البحر وانكَسرَ السفينةْ.
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا.
نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا.
فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَه.
وإذا أبصرتـَه أبصرتـَنـا.
كـذا اجتباني وأَدناني وشرّفنــي.
والكـلّ بالكـلّ أوصاني وعرّفني.
لم يبق في القلب والأحشاءِ جارحةٌ.
إلّا وأعْـرفه فـيـهـا ويعرفنـي.
قصيدة جبلت روحك في روحي
جبلتْ روحك في روحي.
كما تجبل العنبر بالمسك الفتقْ.
فإذا مسَّـك شيءٌ مسَّـنــي.
فإذاً أنت أنا لا نفتــرقْ.
دَخَلْتَ بناسوتي لديك على الخلق.
ولولاك لاهوتِي خَرجْت من الصِدْق.
فإنّ لسان العلم للنطق والهدى.
وإنّ لسان الغيب جلّ عن النطــق.
ظهرتَ لقوم ٍوالتبستَ لفتيــةٍ.
فتاهوا وضلّوا واحتجبتَ عن الخلـق.
فتظهر للألباب في الغرب تارة ً.
وطورا على الألباب تغرب في الشرق.
فيك معنى يدعو النفوسَ إليك.
ودليل يدلّ منك عليْـك.
لِـيَ قلـبٌ له إليك عيـونٌ.
ناظراتٌ وكله في يدَيْك.
هّمي بـه وَلٌَـه عـليـك يا من إشارتنا إليك.
روحان ضمهما الهَوَى.
فيمِدْحَتِك وفي لديـك.
دنْيَا تخَادِعنِي كأنّـي.
لست أعرف حالهـا.
ذمّ الِإلـه حرامهــا.
وأنا اجتنبت حلالهـا.
مدَّتْ إلـىَّ يمينهــا.
فرددْتها وشمالهــا.
ورايتـها محتاجــة.
فوهبت جملتها لهـا.
ومتى عرفت وصالها.
حتـّى أخاف ملالها.
قصيدة أشار لحظي بعين علِم
أشار لحظي بعين علِم.
بخالصٍ من خِفِّي وَهْم.
ولائحٌ لاح في ضميري.
أدقّ من فهم وهم همِّي.
وخضت في لجّ بحر فكري.
أمر فيه كمرِّ سهم.
وطار قلبي بريش شوقي.
مركَّب في جناح عزمي.
إلى الذي عن سئلت عنه.
رمزت رمزًا ولم أسمِّي.
حتّى إذا جزْت كلَّ حدٍّ.
في فلوات الدنو أَهْمِي.
نظرت إذ ذاك في سجَالٍ.
فما تجاوزت حدَّ رَسْمي.
فجئت مستسلمًا إليه.
حدَّ قيادي بكفِّ سلْمي.
قد وسم الحب منه قلبي.
بميسم الشوق أي وسم.
وغاب عنِّي شهود ذاتي.
بالقرب حتّى نسيت اسمي.