تُعتبر أركان الإيمان من الأصول الأساسية للدين في الشريعة الإسلامية التي أوردها الرسول محمد، وذلك بناءً على أوامر الله سبحانه وتعالى. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أركان الإيمان.
أركان الإيمان
يمكن تعريف الإيمان بأنه التصديق المطلق بأوامر الله، والتوحيد، والاعتقاد بأنه لا إله إلا الله، وهو الواحد الأحد، ولا شريك له. أركان الإيمان تتكون من ستة عناصر، والتي ذُكرت في الشريعة الإسلامية عندما سأل سيدنا جبريل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فأجابه النبي وفق الترتيب الآتي: (الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
يمكن الاستشهاد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما طرح سيدنا جبريل هذا السؤال من خلال سيدنا عمر بن الخطاب: (أخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره).
يجب على أي مسلم أن يؤمن بجميع الأركان دون أن يتجاهل أي واحدة منها.
الإيمان بالله
يعتبر الإيمان بالله هو الاعتراف بوجوده، والتوحيد، والاعتقاد بأنه إله واحد لا شريك له، وأنه لم يلد ولم يولد. وقد ورد في كتاب الله العزيز أن الإنسان وُلِدَ بفطرته على التوحيد، حيث قال الله تعالى: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.
يستلزم الإيمان بالله الاقتناع بأنه ليس كمثله شيء، وأنه على كل شيء قدير، فهو خالق السموات والأرض وفاطر كل شيء.
الإيمان بالملائكة
تُعتبر الملائكة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى القائمة على عبادته، ولا يعصونه أبداً. ودليل ذلك قول الله تعالى: “عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”.
خلق الله الملائكة من النور وكلف كل واحد منهم بمهمة مختلفة، حيث تم تكليف سيدنا جبريل – أحد الملائكة – بإيصال الوحي الذي نُزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الإيمان بالكتب
أنزل الله خمسة كتب، وهي: (التوراة، الإنجيل، الزبور، صحف إبراهيم وموسى، والقرآن الكريم)، ووجب الإيمان والإقرار بها. كما قال الله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ”.
تحتوي الكتب السماوية على الكثير من الأحكام الشرعية والأوامر والنواهي، بالإضافة إلى القصص والمواعظ التي تنقل البشر من الظلمات إلى النور، كما يتضح من قول الله تعالى: “الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم إِلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ”.
الإيمان بالرسل
أرسل الله رسولاً إلى كل أمة برسالة تتمحور حول التوحيد بالله. قدم كل رسول من الرسل رسالته بكل أمانة وصبر على الشدائد، داعياً الناس إلى عبادة الله وترك العبادات الوثنية والأصنام التي لا تضر ولا تنفع.
يتعين على كل مؤمن الإيمان بجميع الملائكة وعدم إنكار أي منهم، حيث قال الله تعالى: “وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ”.
الإيمان باليوم الآخر
الإيمان باليوم الآخر يعتبر ضرورة لكل مؤمن، ويستند إلى قول الله تعالى: “ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ”.
يشمل الإيمان باليوم الآخر مجمل الأحداث التالية:
- الإيمان بحياة البرزخ.
- الإيمان بالبعث والنشور.
- الإيمان يوم العرض على الله.
- الإيمان بالحساب.
- الإيمان بالجنة والنار.
- الإيمان بالقدر خيره وشره.
تعتبر قضايا القدر وتحكمها في الحياة جزءًا من النظام الإلهي، حيث أن كل شيء قد كُتب قبل وجود الخلق، والرضا بقضاء الله وقدره يعكس مكانة المؤمن عند الله. بينما الاعتراض قد يجلب الذنوب ويزيد من الابتلاءات.
على الرغم من أن كل شيء بإذن الله ومقدر مسبقًا، إلا أن الله منح الإنسان حرية الاختيار. وهو على علم باختيارات البشر، مما يُظهر حكمة الله وعظمته.
يمكنك الحصول على نسخة PDF من “بحث عن أركان الإيمان” من خلال الضغط على هذا الرابط.
بهذا نكون قد اختتمنا المقال بعد استعراض جميع التفاصيل المتعلقة بأركان الإيمان التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم عند حديثه مع سيدنا جبريل، والتي تُعتبر أساس إيمان كل مسلم.