السورة الأقصر في القرآن الكريم

على الرغم من أن أقصر سورة في القرآن الكريم تتمتع بإعجاز وإبهار، إلا أن لكل سورة ميزاتها الخاصة. وتعتبر سورة الكوثر الأقصَر بين سور القرآن الكريم.

سورة الكوثر: الأقصر في القرآن

  • تعتبر سورة الكوثر أقصر سور القرآن، حيث تحتوي على ثلاثة آيات فقط وتتكون من اثنين وأربعين حرفًا.
  • رغم وجود سور أخرى تتألف من ثلاث آيات مثل الإخلاص والنصر، إلا أن عدد حروفها يفوق عدد حروف سورة الكوثر.
  • تحتل سورة الكوثر الترتيب الثامن بعد المائة في المصحف، حيث تأتي قبل سورة الكافرون وبعد سورة الماعون.

فضل سورة الكوثر

  • تُعرف سور القرآن القصيرة بسور المفصل، وسورة الكوثر تُعد من ضمن هذه السور.
  • وورد في الحديث عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”.
  • تظهر سور المفصل مكانة عظيمة، حيث تمثل تميز الأمة الإسلامية عن الأمم السابقة.

أسماء سورة الكوثر

  • يرجع معظم علماء التفسير إلى اسم “سورة الكوثر” في مؤلفاتهم، إلا أن هناك أسماء أخرى وردت في بعض المصادر.
  • مثلًا، بعض العلماء يتبعون منهج تسمية السور بأول آية منها، لذا يطلقون عليها “سورة إنا أعطيناك الكوثر”.
  • وكذلك يُعرف هذا السورة باسم “سورة النحر”، وقد ذكر هذا الاسم عالم الباقلاني، حيث سُميت بذلك لوجود الإشارة إلى النحر فيها.

سبب نزول سورة الكوثر

  • يعتبر القول الأكثر صحة بشأن سبب نزول سورة الكوثر هو رواية عن العاص بن وائل، كما رواها ابن عباس رضي الله عنه.
  • فقد رأى العاص النبي صلى الله عليه وسلم عند باب بني سهم، بينما كان بعض قريش يجلسون هناك.
  • عندما سئل العاص عمن كان يتحدث إليه، قال: “ذلك الأبتر”، مشيرًا إلى وفاة ولده عبد الله.
  • فاستجاب الله عز وجل لهذا القول من خلال نزول السورة كمنعطف لرسوله صلى الله عليه وسلم ودفاع عنه.

تفسير سورة الكوثر

  • تفسير الآية: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ” يشير غالبًا إلى أنه نهرٌ في الجنة خصصه الله للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • وصف ابن عمر رضي الله عنه الكوثر بأنه نهرٌ يمر بين ذهب وفضة، يجري على الياقوت والحرير.
  • وأما ماؤه فيكون أكثر بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل.
  • الآية التالية: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ” تدعو إلى أداء الصلوات المفروضة على النبي وأمته.
  • أما “وَانْحَرْ” فتعني ذبح الأضاحي في منى، أو الذبح في عيد الأضحى.
  • ثم تسلّى الله نبيه بقوله: “إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”، أي أن مبغضك هو الخاسر.
  • وقد قال العاص بن وائل بنفسه “أنا شانئ محمد”، لذا جاءت الآية كردٍ عليه وعلى كل مبغض للنبي.

كما يمكنكم التعرف على:

فوائد تربوية من سورة الكوثر

  • رغم كونها أقصر سورة، إلا أن هناك فوائد عديدة يمكن للمسلم أن يستقي منها.
  • تشمل هذه الفوائد عدم اليأس أثناء مواجهة المحن، فالنصر آتٍ لا محالة.
  • كما تُعتبر بشارة للمؤمن بأن نصر الله قريب، كما وقع مع العاص بن وائل حين سَبَّ رسول الله، لكن الله تعالى وهبه نعمة عظيمة في الآخرة.
  • تؤكد السورة على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله، وما يستلزم ذلك من احترام وتقدير بين المسلمين.
  • تسلط الضوء أيضًا على أهمية التمسك بسنة النبي، حيث أن المتمسك بها له حظوة من حوضه في الآخرة.
  • بينما الضائع في السنن سيبتعد عن الحوض ويُقال للنبي إنه لا يدري ما أُحدث بعده.
  • تؤكد كذلك على إيمان المسلمين بالحوض، رغم محاولة بعض الفرق إنكار ذلك.
  • تُظهر السورة كرم الله، فهو يجازي بالأعمال القليلة خيرًا كثيرًا، ويتجاوز عن السيئات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top