قصيدة عذابك يا ابنة السادات سهل
عذابك يا ابنة السادات سهل
وجور أبيك إنصاف وعدل
فاجوروا واطلبوا قتلي وظلمي
وتعذيبي فإني لا أمل
ولا أسلو ولا أشفي الأعداء
فسادتي لهم فخر وفضل
أناس أنزلونا في مكان
من العلاء فوق النجم يعلو
إذا جاروا عدلنا في هواهم
وإن عزوا لعزتهم نذل
وكيف يكون لي عزم وجسمي
تراه قد بقي منه الأقل
فيا طير الأراك بحق رب
بارك عساك تعلم أين حلوا
وتطلق عاشقاً من أسر قوم
له في حبهم أسر وغل
ينادوني وخيل الموت تجري
محلك لا يعادله محل
وقد أمسى يعيبوني بأمي
ولوني كلما عقدوا وحلوا
لقد هانت صروف الدهر عندي
وهانت أهله عندي وقَلوا
ولي في كل معركة حديث
إذا سمعت به الأبطال ذلوا
قطعت رقابهم وأسرّت منهم
وهم في عظم جمعهم استقلوا
وأحصنت النساء بحد سيفي
وأعدائي لعظم الخوف فلوا
أثير عجاجها والخيل تجري
ثقالاً بالفوارس لا تمل
وأرجع وهي قد ولّت خفاف
محيرةً من الشكوى تكل
وأرضى بالإهانة مع أناسٍ
أراعيهم ولو قتلي أحلوا
وأصبر للحبيب وإن جفاني
ولم أترك هواه ولست أسلو
عسى الأيام تنعم لي بقرب
وبعد الهجر مر العيش يحلو
قصيدة طربت وهاجتك الظباء السوارح
طربت وهاجتك الظباء السوارح
غداة غدت منها سنيح وبارح
تغالبت بي الأشواق حتى كأنما
بزندين في جوفي من الوجد قادح
وقد كنت تخفي حب سمراء حِقبَة
فبح لعين منك بالذي أنت بائح
لعَمري لقد أعذرت لو تعذرينني
وخشّنت صدرًا غيبه لك ناصح
أعاذل كم من يوم حرب شهدته
له منظر باد النجاذ كالِح
فلما التقى الغمار تصعصعوا
وردت على أعقابهن المسالِح
وسارت رجال نحو أخرى عليهم
الحديد كما تمشي الجمال الدوالح
إذا ما مشوا في السابغات حسبتهم
سيولاً وقد جاشت بهن الأباطح
فأشريت راياتٍ وتحت ظلاله
من القوم أبناء الحروب المراجح
ودُرنا كما دارت على قطبها الرضح
ودارت على هام الرجال الصفائح
بهاجرةٍ حتى تغيّر نورها
وأقبل ليل يقبض الطرف سائح
تداعى بنو عبس بكل مهندٍ
حسامٍ يزيل الهام والصف جانح
وكل رديني كأن سنانه شهابٌ
بدى في ظلمة الليل واضح
فخلوا لنا عوذ النسائِ وجبّبوا
عَبابيدَ منهم مستقيم وجاحح
وكل كعابة كقلة الساق فخمةٍ
لها منصب في آل ضبّة طامح
تركنا ضراراً بين عانٍ مكبلٍ
وبين قتيل غاب عنه النوائح
وعمروًا وحبّانا تركنا بقفرةٍ
تعودهما فيها الضباع الكواحل
يجرجرن هاماً فلقتها رماحن
تزيّل منهن اللحى والمسايح
قصيدة هذه نار عبلة يا نديمي
هذه نار عبلة يا نديمي
قد جلت ظلمت الظلام البهيم
تتلهب ومثلها في فؤادي
نار شوق تزداد بالتضريم
أضرمتها بيضاء تهتز كالغص
ن إذا ما انثنى بمر النسيم
وكستها أنفاسها أرج ال
ندّ فبتنا من طيبها في نعيم
كاعبٌ ريقها أَلذ من الشهد
إذا ما زجته بنت الكروم
كلما ذقت بارداً من لامها
خِلتُه في فمي ك نار الجحيم
سَرَقَ البدرُ حسنَها واستعارَت
سحر أجفانها ظباء الصريم
وغرامي بها غرام مقيم
وعذابي من الغرام المقيم
واتكالي على الذي كلما أب
صر ذلي يزيد في تعظيمي
ومعيني على النوائب ليثٌ
هو ذخيرتي وفارج همومي
ملك تسجد الملوك لذكره
وتومي إليه بالتفخيم
وإذا سار سابقته المنايا
نحو أعداه قبل يوم القدوم
قصيدة جفون العذارى من خلال البراقع
جفون العذارى من خلال البراقع
أحدّ من البيض الرّقاق القواطع
إذا جُرِّدَت ذلّ الشجاع وأصبحت
محاجره قرحى بفيض المدامع
سقى الله عمّي من يد الموت جرعةً
وشلّت يديه بعد قطع الأصابع
كما قاد مثلي بالمحال إلى الردى
وعلّق آمالي بذيل المطامع
قد ودعتني عبلة يوم بينهما
وداع يقين أنني غير راجع
وناحت وقالت كيف تصبح بعدنا
إذا غبت عنّا في القفار الشواسع
وحقيّك لا حاولت في الدهر سلوةً
ولا غيّرتني عن هواك مطامعي
فكن واثقاً مني بحسن موّدةٍ
وعش ناعماً في غبطة غير جازع
فقلت لها يا عبل إني مسافرٌ
ولو عرضت دوني حدود القواطع
خلقنا لهذا الحب من قبل يومنا
فما يدخل التنفيد فيه مسامعي
أيا علم السعدي هل أنا راجعٌ
وانظر في قطرَيْكَ زهرَ الأراجع
وتبصر عيني الربوتين وحاجراً
وسكان ذاك الجزع بين المراتع
وتجمعنا أرض الشربّة واللّوى
ونرتع في أكناف تلك المراعي
فيا نسمات البان بالله خبريني
عبيلة عن رحلي بأي المواضع
ويا برق بلّغها الغداة تحيتي
وحى دِياري في الحمى ومضاجعي
أيا صادحات الأيك إن متُّ فاِندُبي
على تربتي بين الطيور السواجع
ونوحي على من مات ظلماً ولم ينل
سوى البعد عن أحبابه والفجائع
ويا خيل فاصبكي فارساً كان يلتقي
صدور المنايا في غبار المعامع
فأمسى بعيداً في غرام وذلةٍ
وقيد ثقيل من قيود التوابع
ولست باكٍ إن أتتني منيَّتي
ولكنني أهفو فتجري مدامع
وليس بفخر وصف باسي وشدتي
وقد شاع ذكري في جميع المجامع
بحق الهوى لا تعذروني وأقصِروا
عن اللوم إن اللوم ليس بنافع
وكيف أطيق الصبر عمّن أحبّه
وقد أُضرِمت نار الهوى في أضلاعي
قصيدة قف بالديار واصح إلى بيداه
قف بالديار واصح إلى بيداه
فعسى الديار تجيب من ناداها
دار يفوح المسك من عَرَصَتِها
والعود والنّدّ الذكي جناها
دار لعبلة شطّ عنك مزارها
ونأت لعمري ما أراك تراها
ما بال عينك لا تملّ من البكاء
رمدٌ بعينك أم جفاك كراهة
يا صاحبي قف بالمطايا ساعةً
في دار عبلة سائلاً مغناها
أم كيف تسأل دمنةً عاديةً
سفت الجنوب دمانها وثراها
يا عبلة قد هام الفؤاد بِذِكْرَكُمْ
وأرى ديواني ما يحل قضاها
يا عبلة إن تبكي عليّ بحرقةٍ
فطالما بكت الرجال نساها
يا عبلة إني في الكريهة ضيغُمٌ
شرس إذا ما الطعن شق جباها
ودنت كِباشٌ من كِباشٍ تصطلي
نار الكريهة أو تخوض لظاها
ودنا الشجاع من الشجاع وأشرعت
سمر الرماح على اختلاف قناها
فهناك أطعَن في الوغى فرسانها
طعناً يشق قلوبها وكلاها
وسلي الفوارس يخبرونكِ بهمّتي
ومواقفي في الحرب حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلّةً
وأثيرها حتى تدور رحاها
قصيدة أرض الشربّة تُربها كالعنبَر
أرض الشربّة تُربها كالعنبر
ونسيمها يسري بمسك أذفَر
وقبابها تحوي بدوراً طُلَّعاً
من كل فاتنةٍ بطرف أحور
يا عبلة حبّك سالب ألبابنا
وعقولنا فتَعطفي لا تهجري
يا عبلة لولا أن أراكِ بناظري
ما كنت ألقى كل صعبٍ مُنكرِ
يا عبلة كم من غمرَةٍ باشرتُها
بمثقفٍ صلب القوائم أسمرِ
فأتيتها والشمس في كبد السماء
والقوم بين مُقدّمٍ ومؤخّرِ
ضجّوا فصحت عليهم فتجمّعوا
ودَنا إليّ خميس ذاك العسكرِ
فشكتُ هذا بالقنا وعَلَوتُ ذا
مع ذاك بالذكر الحسام الأبتَرِ
وقصَدت قائدهم قطعتُ وريدَهُ
وقتلتُ منهم كل قرم أكبرِ
تركوا اللَبوسَ مع السلاح هزيمةً
يجرون في عُرض الفلاة المقفرِ
ونشرتُ رايات المذلّة فوقهم
وقسمت سلبهم لكل غضنفرِ
ورجعتُ عنهم لم يكن قصدي سوى
ذكر يَدوم إلى أَوَان المحشرِ
من لم يعش متعززاً بسِنَانه
سيموت موت الذلّ بين المعشرِ
لا بدّ للعمر النفيس من الفنا
فاصرف زمانكَ في الأَعزّ الأَفخَرِ