النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، جاء برسالة الإسلام ليهدى قومه. اتبع بعضهم دعوته، بينما واجه آخرون مقاومة. بدأ الإسلام ينمو ويتوسع بعد هجرته، وقد عاش في المدينة حتى وافته المنية. في هذا المقال، سنتناول معلومات حول مكان دفن الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته.
مكان دفن الرسول وتاريخ وفاته
تم دفن النبي صلى الله عليه وسلم في الزاوية الغربية لحجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، والتي تقع حاليًا بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة من الاتجاه الشرقي. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوحي إليه بقرب أجله، مما دفعه لتوديع أصحابه خلال حجة الوداع.
توفي النبي في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، عن عمر يناهز الثالثة والستين. شعر جميع الصحابة بالحزن العميق على فقده، مما جعل البعض منهم يتعذر عليهم التصرف أو الحديث.
كان عمر بن الخطاب في حالة انفعال، حيث رفض الاعتراف بوفاة النبي، قائلاً إنه غاب ولكنه سيعود. حتى جاء أبو بكر وقال: “أيها الناس، من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت.”
كيف تم دفن النبي صلى الله عليه وسلم
أثرت كلمات أبو بكر رضي الله عنه في الصحابة وجعلتهم أكثر إيمانًا وثباتًا. وفي يوم الثلاثاء، اجتمع الصحابة للتشاور حول مكان دفن النبي صلى الله عليه وسلم. اقتُرح أن يدفن في المسجد أو مع أصحابه. ولكن أبو بكر حسم هذا الجدل، مشيرًا إلى أنه سمع النبي يأمر بدفنه في مكان وفاته. وهنا قام الصحابة بنقل جثمان النبي، وحفروا قبرًا له هناك، ثم قام الجميع بالصلاة عليه وتوديعه.
الوصايا الأخيرة للنبي
بعد التعرف على مكان دفن الرسول وتاريخ وفاته، سنتناول الآن أهم الوصايا التي قدمها النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، من خلال النقاط التالية:
- حث النبي المسلمين على التمسك بكتاب الله وما فيه، حيث قال: “وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله.”
- أكد على حرمة دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، حيث قال: “فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا.”
- حث النبي على إقامة العدل ومنع جميع أنواع الظلم.
- شدد على المساواة، قائلاً: “يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى.”
من يدخل قبر الرسول
لم تدخل أي شخص قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد دفن أبي بكر وعمر بن الخطاب معه، حيث بقي القبر مغلقًا لعدة قرون. وقد ذكر أنه كان يوجد شخص واحد دخل القبر قبل 700 عام في زمن السلطان قلاوون، الذي أنشأ القبة فوق القبر.
لا يجوز شرعًا نبش القبور، خاصة قبور الأنبياء. ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره، وأن أعمال المسلمين تعرض عليه يوم الجمعة، لكن لا يوجد دليل قوي يدعم هذا القول.
وختامًا، نكون قد تناولنا موضوع مكان دفن الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته، حيث دفن النبي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في غرفة السيدة عائشة شرق المسجد النبوي في المدينة المنورة. قابل الصحابة خبر وفاته بالحزن العميق، إلا أن أبو بكر رضي الله عنه قام بتهدئتهم.