أحكام عيد الفِطر
حكم صيام عيد الفِطر
أجمع الفقهاء على حرمة صيام يوم العيد، سواء كان عيد فطر أو عيد أضحى، كما اتفقوا على جواز صيام الأيام التي تلي عيد الفطر. حيث يُعتبر عيد الفطر في الشريعة يوماً واحداً، مما يتيح صيام الأيام الثانية والثالثة من شوال لقضاء رمضان أو صيام التطوع. أما ما يشاع عن كون عيد الفطر يمتد لأكثر من يوم، فلا يعد أمرًا شرعيًا يتطلب الاحكام.
مشروعية صلاة عيد الفِطر
شرع الله عيدين للمسلمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، وبدلهم بأعياد الجاهلية التي كان العرب يحتفلون بها. وقد أُمر المسلمون بأداء صلاة العيد، حيث توجد أدلة واضحة على مشروعية هذه الصلاة، ومنها قوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) مما يدل على مشروعية صلاة عيد الأضحى. ويُجدر بالذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كانوا يحافظون على أداء صلاة العيد، وليس الرجال وحدهم من يحق لهم الحضور، بل يُستحب للنساء أيضًا حضورها بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية الخاصة بالخروج من المنزل، سواء في الملابس أو الزينة وغيرها. فقد رُوي عن الصحابية أم عطية -رضي الله عنها- قولها: (كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ…)، مما يدل على أهمية حضورها للنساء أيضًا.
لتفاصيل أكثر حول حكم صلاة العيد، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((حكم صلاة العيد)).
يُستحب بعد صلاة العيد أن يُلقي الإمام خطابًا يناسب حالة الناس؛ فيخطب في عيد الفطر عن صدقة الفطر وفضلها، وفي عيد الأضحى يخطب عن الأضحية وأحكامها. وإذا لم يعلم الناس بالعيد إلا بعد وقت الزوال، يُصلَّونها في اليوم التالي. فقد ورد عن بعض الصحابة أنهم شهدوا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم رأوا الهلال بعد الزوال، فقال لهم: (أفطروا، وإذا أصبحتم فاغدوا إلى مصلاكم). ومن السنن التي كان يتبعها النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد الفطر:
- تناول شيء من الطعام قبل الخروج للصلاة، إذ يُعتبر المسلم في هذه الحالة مُنهياً لعبادة الصيام ويبدأ بفطره.
- الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر.
- ذهاب المسلم مع عائلته لأداء صلاة العيد، أما إذا كانت المرأة حائضاً، فلا تصلي وإنما تشهد الخطبة فقط.
- تأدية الصلاة في مكان خارج المسجد.
- تحية المسلم لإخوانه والدعاء لهم بتقبل الطاعات.
- الاغتسال، والتطيب، وارتداء الملابس الجديدة.
- الخروج للصلاة مشياً على الأقدام.
لمزيد من التفاصيل حول سنن عيد الفطر، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((سنن عيد الفطر)).
للمزيد عن صلاة عيد الفطر، يُمكن الاطلاع على المقالات التالية:
- ((كيفية أداء صلاة عيد الفطر)).
- ((كم عدد التكبيرات في صلاة العيد)).
- ((كيف تقضي صلاة العيد)).
إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
في حال صادف يوم العيد يوم الجمعة، فقد اختلف الفقهاء في وجوب الجمعة على من شهد صلاة العيد، وأقاويلهم هي كما يلي:
- أغلب العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية يرون أن صلاة العيد لا تُغني عن صلاة الجمعة، لكن الشافعية يُرخّصون لأهل القرى الذين شهدوا صلاة العيد عدم حضور صلاة الجمعة، حيث يُصلّون ظهراً.
- أما الحنابلة، فيقولون إن صلاة الجمعة تسقط عمن حضر صلاة العيد باستثناء الإمام الذي تجب عليه إقامتها إذا حضر العدد الكافي، وإلا فإنّها تُؤدى ظهراً. بناءً على ما ورد عن إياس الشامي -رضي الله عنه- حيث قال: (شَهِدْتُ معَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ… فقال: صَلَّى العِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ في الجُمُعَةِ…).
لمزيد من التفاصيل حول الفرق بين صلاة العيد وصلاة الجمعة، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((الفرق بين صلاة العيد وصلاة الجمعة)).
مشروعية التكبير في عيد الفطر
يُستحب للمسلم الجهر بالتكبير في عيد الفطر، وهذا هو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وأيضاً أبو يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية. ومن الأدلة على مشروعية التكبير قوله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، حيث أمر الله بالتكبير بعد انتهاء عدة رمضان، أي في عيد الفطر. ينتهي التكبير في يوم الفطر بعد الانتهاء من صلاة العيد، وعادة ما يكون التكبير مطلقاً وليس مقيداً بوقت، ولا تُشرع التكبيرات بعد الصلوات في عيد الفطر بإجماع المذاهب الأربعة، إذ لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على ذلك. ويمتد وقت التكبير في عيد الفطر منذ ليلة العيد وحتى انتهاء صلاة العيد، ولم يُثبت عن النبي صيغة معينة للتكبير، ولكن ورد عن الصحابة قول: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد” وكذلك قول: “الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً”.
لمزيد من المعلومات حول تكبيرات عيد الفطر، يُمكن الاطلاع على المقالات التالية:
- ((كم عدد تكبيرات عيد الفطر)).
- ((تكبيرات العيد)).
مشروعية زكاة الفطر
تعرف زكاة الفطر، أو ما تسمى بصدقة الفطر، بأنها الزكاة التي تُقدم بسبب انتهاء شهر رمضان. وتُعطى للمستحقين ابتغاء الأجر والثواب من الله -تعالى-. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرَفَث وطعماً للمساكين). وقد فُرضت زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة، ويبدأ وقت إخراجها بعد غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان، ويستمر إلى صلاة العيد. وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)، ويمكن للمسلم إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين كما فعله الصحابة.
للمزيد من التفاصيل حول زكاة الفطر، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((بحث عن زكاة الفطر)).
حكم إهداء النقود يوم العيد
يُعتبر إهداء النقود في يوم العيد، فيما يُعرف بـ (العيديّة)، أمراً جائزاً، وهي عادة حسنة تُعتبر من مكارم الأخلاق. يجب على المسلم أن يُراعي العدل بين أبنائه، وعدم تفضيل بعضهم على بعض لتفادي الحسد، وليس من الضروري أن تُوزع العيديّة بالتساوي بين الأبناء، بل يجب أن يُراعي الأب الأعمار، فيعطي الكبير أكثر من الصغير، والمتزوج أكثر من العازب. يمكنه أيضاً توجيه أبنائه في كيفية إنفاق العيديّة، وخاصة الصغار منهم.
مخالفات قد تقع يوم العيد
تحدث الكثير من المخالفات في يوم العيد وليلته، ومن أبرزها:
- الاختلاط بين الرجال والنساء في العيد: حيث حرّم الإسلام المخالطة غير المنضبطة بين الجنسين لما تثيره من فتنة، لذا يجب على المسلمين الالتزام بالابتعاد عن المخالطة غير المبررة.
- الاجتماع على المحرمات لإظهار الفرح: يُستحب للمسلم أن يُظهر الفرح والسرور بالأفعال المباحة، ويحرم عليه الفرح بما يُغضب الله -تعالى-.
- قيام ليلة العيد: يُعد قيام الليل من أفضل العبادات، ولكن تخصيص ليلة العيد بالقيام دون غيرها يُعتبر عملاً لم يرد عن النبي، ولا يُستند في فضلها إلى أحاديث صحيحة.
لمزيد من المعلومات حول حكم قيام ليلة عيد الفطر، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((فضل قيام ليلة العيد)).
مشروعية عيد الفطر
يُعرف عيد الفطر بأنه اليوم الأول من شهر شوال، وقد جُمع الكثير من الأدلة التي تدل على مشروعية هذا العيد. ومن بينها ما جاء عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، وأن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر)، ويُعتبر العيد هبة من الله لعباده الصائمين بعد انتهاء شهر رمضان، ليتمتعوا بالطيبات ويستقبلوا العيد بتكبيرات وتهليل ولباس جميل، وأداء صلاة العيد شكراً لله -تعالى- على توفيقه لأداء عبادات رمضان. وتلقى التهاني بين المسلمين، كما ورد عن بعض الصحابة قول: “تقبل الله منا ومنكم” عندما يلتقون في يوم العيد.
للمزيد من المعلومات عن عيد الفطر، يُمكن الاطلاع على مقالة: ((عدد أيام عيد الفطر شرعاً)).