الحجاب الحاجز هو عضلة تقع أسفل القفص الصدري وتعمل كفاصل عضلي يفصل بين تجويف الصدر والتجويف البطني الذي يحتوي على المعدة والكبد والأمعاء. تعد هذه العضلة عضلة إرادية، لكنها تستطيع الحركة تلقائيًا دون الحاجة إلى التحكم الإرادي.
تعتبر هذه العضلة الرئيسية المسؤولة عن عملية التنفس، ويُعرف فتق الحجاب الحاجز بأنه حالة تتمدد فيها الفتحة الموجودة في جدار العضلة التي يمر عبرها المريء، مما يسمح بانتفاخ المعدة نحو الأعلى داخل الصدر.
موقع الحجاب الحاجز
يتصل الحجاب الحاجز بالأضلاع السفلية الستة ويمتد حتى عظمة القص والفقرات القطنية في العمود الفقري. يساهم في تنظيم عملية التنفس من خلال توسع وانقباض الصدر، حيث يقع بين تجويف الصدر والمعدة.
فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال
يُعتبر فتق الحجاب الحاجز حالة شائعة بين الأطفال، خاصة في الأعمار التي تلي العقد الخامس، ومن الممكن أن يُولد بها الطفل. غالبًا ما يرافقها ارتجاع معدي مريئي.
تشابه حالات فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال تلك التي تحدث لدى البالغين، وتتعامل مع نفس أساليب العلاج، مع وجود اختلافات بسيطة في التفاصيل مثل طرق التغذية أو الجرعات الدوائية إذا استخدمت كعلاج لهذا الفتق.
وظائف الحجاب الحاجز
تؤدي عضلة الحجاب الحاجز العديد من الوظائف الحيوية الهامة في جسم الإنسان، ومنها ما يلي:
التنفس: يقوم الجهاز التنفسي بتزويد خلايا الجسم بالأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، وتلعب عضلات الحجاب الحاجز والعضلات الوربية دورًا أساسيًا في هذه العملية، وتتم كالآتي:
- في الشهيق، تنقبض عضلات الحجاب الحاجز وتهبط للأسفل، بينما تنفرج العضلات الوربية للخارج مما يساعد في توسيع القفص الصدري.
- يتم سحب الهواء من البيئة إلى الرئتين عبر الأنف، مما ينظم الضغط بين الهواء الخارجي وضغط الرئتين.
- يستقبل الجسم الأكسجين من الهواء الداخل للرئتين.
- يحدث الزفير كعملية عكسية، حيث ترتفع عضلات الحجاب الحاجز للأعلى وتنقبض العضلات الوربية نحو الداخل.
- وهذا يضغط على الرئتين ويساعد في طرد الهواء المحمل بثاني أكسيد الكربون.
- التقيؤ: يقوم الحجاب الحاجز بدور في عملية التقيؤ من خلال انقباض عضلاته، مما يؤدي إلى الضغط على المعدة.
- هذا يسهل خروج محتويات المعدة.
- العطس: تتم العملية نتيجة وجود مهيجات في الأنف، وتأثيرها ينتقل إلى مركز العطس في الدماغ، مما يدفع عضلة الحجاب الحاجز إلى الانقباض.
- يُرافق هذه العملية انقباض العضلات في الصدر والبطن، مما يؤدي إلى خروج الهواء من الفم والأنف بسرعة.
- السعال: يحدث عندما يزداد الضغط في الصدر نتيجة انقباض الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى زفير قوي.
- تشارك عضلة الحجاب الحاجز أيضًا في وظائف أخرى تشمل التبول، التبرز، البكاء، ودفع الجنين خلال عملية الولادة.
أعراض فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال
ينبغي أن تكون الأمهات متيقظات لبعض السلوكيات أو العلامات التي تشير إلى وجود فتق بالحجاب الحاجز لدى أطفالهن. في حال ملاحظة أي تغييرات غير طبيعية على الطفل، يجب التعرف على الأعراض المرتبطة بالفتق واتخاذ الخطوات اللازمة لزيارة الطبيب.
تتمثل أعراض الفتق لدى الأطفال في ألم بالبطن، يُشعر به فوق السرة، إضافة إلى التجشؤ، الحذق، التقيؤ، البسق، بحة في الصوت، قلة تناول الطعام، والشعور المستمر بامتلاء البطن والانتفاخ.
يمكن أيضًا ملاحظة بطء في النمو أو تغيرات غير طبيعية في نمو الطفل.
تشمل الأعراض الأخرى برازًا داكنًا، وجود التهابات، وأعراض تنفسية.
يجب على الأم التواصل مع الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض، إذ يلعب دورها دورًا مهمًا في الملاحظة.
أسباب فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال
تتعدد الأسباب وراء حدوث فتق الحجاب الحاجز، ومن أبرزها:
- ضعف في عضلة الحجاب الحاجز.
- التعرض لإصابات في منطقة الحجاب الحاجز.
- وجود عيوب خلقية عند الولادة.
- تعرض العضلة لضغوط كبيرة نتيجة السعال، التبرز، أو رفع أوزان ثقيلة.
علاج فتق الحجاب الحاجز
يُعتبر علاج فتق الحجاب الحاجز متاحًا في عدة أنواع وقد يختلف حسب درجة الإصابة، سواء كانت بسيطة أو خطيرة. تتمثل طرق العلاج فيما يلي:
يمكن تعديل بعض السلوكيات اليومية كنوع من العلاج للفتق الخفيف، وذلك من خلال:
- تخفيض الكمية الغذائية وتقليل الوجبات الكبيرة إلى وجبات أصغر.
- الابتعاد عن الأطعمة الحامضية مثل المقليات.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت، وكذلك الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين.
- الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية بكل أشكالها.
- التأكد من هضم الطعام جيدًا قبل النوم.
- تناول الطعام قبل النوم بفترة لا تقل عن 3 ساعات.
- تجنب الشد أثناء عملية التبرز.
- الابتعاد عن رفع الأثقال أو الضغط على البطن بحزم.
النوع الثاني هو العلاج الدوائي: وهو الخيار الآخر لعلاج فتق الحجاب الحاجز، ويشمل تناول بعض الأدوية مثل:
-
الأدوية المضادة للحموضة: تعمل على تعديل مستوى حموضة المعدة.
- وعلى الرغم من فعاليتها، يجب تجنب تناولها بكميات كبيرة لتفادي تأثيراتها السلبية على الكلى والتي قد تؤدي إلى الإسهال.
- مستقبلات الهستامين: تعمل على تقليل إفرازات المعدة الحمضية، مما يخفض من مستوى الحموضة ويتجاوز ارتجاع المريء.
-
مثبطات البروتون: مجموعة من الأدوية تعمل على تقليل حموضة المعدة وإصلاح الضرر الذي تسببه الحمضية في المريء.
- تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج الحمض في المعدة وزيادة شفاء المريء.
التدخل الجراحي
يكون خيار التدخل الجراحي الحل الأخير إذا لم تنجح العلاجات الأخرى. يتضمن هذا الإجراء تضييق فتحة المريء وإعادة المعدة إلى موضعها الصحيح، وغالبًا ما يتم ذلك باستخدام المنظار، وهو خيار يتيح إجراء العملية بشكل أقل توغلاً وأقل ألمًا.
يجب اللجوء إلى الجراحة في حالة عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي أو التغييرات في نمط الحياة.