أجمل القصائد الشعرية

حجب البحر ببحار من دونه

  • يقول المتنبي:

حَجّبَ هذا البحر بحارٌ دونه

يعجب به الناسُ ويذمونه

يا ماءُ، هل حسدتنا معينَه

أم أن لكِ شغفاً برؤيته قرينَه؟

أم أن غناكَ كانَ سببَ مَجيئهِ؟

أم أنكَ تواجدتَ في قراره مُكَثّراً؟

أم أن جئتَهُ مُخندقةً حصونَه؟

إن الجيادَ والقنّا تكفيه

يا رب لجٍّ تكونُ فيه سفينَه

وعازبِ الروض توفتّ عونه

ومجنونٍ أذهبَت جنونه

وشرب كأسٍ زادت رنينه

وأبدله غنائه أنينه

وضيغَمٍ أوصلها عرينه

ومَلِكٍ خفضَ جبينه

يُقودهُ مُسهّداً جفونه

مُباشراً بِنفسهِ شؤونَه

مُشرفاً بطعنٍ طاعنَه

بحرٌ يكونُ كلُ بحرٍ نونَه

شمسٌ تتمنى أن تكونَ شمسَه

إن دعوتَ يا سيفُ لتستعينَه

يجيبك قبل أن تُتِمَ سينَه

أدامَ من أعدائِهِ تمكينَه

مَن صانَ منكم نفسهُ ودينَه

عندما يغفو القدر

  • يقول فاروق جويدة:

ورجعتُ أستذكر في الربيع عهودَنا

أياماً كنّا فيها عبيراً للزهر

والأغاني العاطفية بسحرِها

سكرَ الزمانُ بخمرها وغفا القدر

الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه

واللحنُ يشتاقُ لاحتضان الوتر

ما أروع العمرَ حين يصفو

يومٌ بقربك كان عندي أغلى من العمر

إني دعوتُ الله دعوة عاشقٍ

ألا تفرقنا الحياةُ، ولا البشر

قالوا بأن الله يغفر في الحب

كل الذنوب ولا يسامح من غدر

وقد رجعتُ اليوم أستحضر عهدنا

من خان منا، من تنكر، من هجر!

فوجدتُ قلبك كشتاءٍ صافٍ

سيعودُ ليعصفَ بالطير وبالشجر

يوماً تحملت البعادَ مع الجفا

ماذا سأفعل، خبريني، بالسهر؟

ورجعتُ أتذكرُ في الربيع عهودنا

سألتُ مارس: كيف عُدتَ بلا زهر؟

ونظرتُ لليل الجحود وصدمني

الليلُ يقطع بالظلام يد القمر

والأغاني الحائشة توقفت ..

فوق النسيم وأغمضتُ عين الوتر

وكأن عهد الحب كان سحابةً

عاشت سنوات العمر تحلم بالمطر

من خان منا صدقيني، إنني

ما زلت أسأل: أين قلبك؟ هل غدر؟

فلتسأليه إذا خلا لكِ ساعة

كيف الربيع اليوم يقتل الشجر؟!

عن الصمود

  • يقول محمود درويش:

لو يتذكر الزيتون غارسه

لصار الزيت دمعاً!

يا حكمة الأجداد

لو من لحمنا نقدم لك درعاً

لكن سهل الريح

لا يمنح عبيد الريح زرعاً

سنقلع بالرموش

الشوك والأحزان .. قلعاً

وإلام نحمل عارنا وصليبنا

والكون يسعى …

سنظل في الزيتون خضرته

وحول الأرض درعاً

إننا نحب الورد

لكننا نحب القمح أكثر

ونحب عطر الورد

لكن السنابل منه أطهر

فاحموا سنابلكم من الأعاصير

بالصدر المسمّر

هاتوا السياج من الصدور …

من الصدور فكيف يكسر

اقبض على عنق السنابل

مثلما عانقت خنجر

الأرض والفلاح والإصرار

قل لي: كيف تقهر…

هذه الأقانيم الثلاثة

كيف تقهر؟

عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة

عيناك شحاذان في ليل الزوايا الخانقة

لا يضحك الرجاء فيهما، ولا تنام الصاعقة

لم يبق شيء عندنا … إلا الدموع الغارقة

قولي: متى ستضحكين مرة، وإن تكن منافقة ؟!

كفى يا صديقتي، ذئبان جائعان

مصّوا بقايا دمنا، وبعدنا الطوفان

وإن سغبت مرة، لا تتركي الجثمان

وإن سئمت بعدها، فعندك الديدان

إننا خلقنا غلطة … في غفلة من الزمان

وأنت يا صديقي العجوز… يا صديقتي المراهقة

كوني على أشلائنا كزنبقات عابقة

الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار

وحولنا الأشجار لا تهرب الأخبار

والشمس عند بابنا مطفأة الأنوار

واشية، لكنها لا تعبر الأسوار

إن الحياة خلفنا غريبة منافقة

فابني على عظامنا دار علوك الشاهقة

كان لي قلب!

  • يقول أحمد عبد المعطي الحجازي:

على المرآة بعض غبار

وفوق المخدع البالي روائح نوم

ومصباح .. صغير النار

وكل ملامح الغرفة

كما كانت، مساء القبلة الأولى

وحتى الثوب، حتى الثوب

وكنت بحافّة المخدع

وكنت ترين في عيني حديثاً .. كان مجهولاً

وتبتسمين في طيبة

وكان وداع

جمعت الليل في سمتي

ولفّقت الوجوم الرحب في صمتي

وفي صوتي

وقلت .. وداع

وأقسم لم أكن صادقاً

وكان خداعاً

ولكني قرأت رواية عن شاعر عاشق

أذلته عشيقته، فقال .. وداع!

ولكن أنت صدقت

على المرآة بعض غبار

وفوق المخدع البالي، روائح نوم

ومصباح .. صغير النار

وكل ملامح الغرفة

كما كانت، مساء القبلة الأولى

وحتى الثوب، حتى الثوب

وكنت بحافّة المخدع

وكنت ترين في عيني حديثاً .. كان مجهولاً

وتبتسمين في طيبة

وكان وداعاً

جمعت الليل في سمتي

ولفّقت الوجوم الرحب في صمتي

وفي صوتي

وقلت .. وداع

وأقسم، لم أكن صادقاً

وكان خداعاً

ولكني قرأت رواية عن شاعر عاشق

أذلته عشيقته فقال .. وداع

ولكن أنت صدقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top