يُعتبر تحليل رسومات الأطفال أداة فعّالة لاكتشاف الجوانب الخفية في فهمهم، حيث يمكن من خلال هذه الرسومات التعرف على سلوكيات الأطفال ومشاعرهم، إضافةً إلى التحديات التي يواجهونها. إن الأمر يشبه قراءة رسالة مكتوبة تحمل دلالات متعددة. في هذا المقال، سنشرح مفهوم تحليل رسومات الأطفال لمساعدة الأمهات في فهم مشاعر أطفالهن بشكلٍ أفضل.
ما معنى تحليل رسومات الأطفال نفسيًا
تُعتبر رسومات الأطفال تجسيدًا للمشاعر المدفونة في أنفسهم، فبعض الأطفال قد يجدون صعوبة في التعبير عن التحديات التي يمرّون بها. تسهم هذه الرسومات في تعزيز التواصل بين الطفل والعالم المحيط به.
تدلّ رسومات الأطفال أيضًا على تطورهم العقلي والمهارات الحركية، حيث تعكس قدرتهم على التحكم بأصابعهم لرسم أشكال واضحة.
يسهّل تعلم كيفية تحليل رسومات الأطفال التعرف على ما يدور في عقولهم، واكتشاف نقاط القوة والضعف لديهم، حيث تحمل كل رسمة معنى خاصًا في علم النفس.
ومن المهم أن يمكّن تحليل هذه الرسومات الأمهات من معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع أطفالهن بناءً على تلك الرسومات، مما يعزز الفهم المتبادل ويتماشى مع شخصية كل طفل.
ما هي الشروط اللازمة لضمان دقة تحليل رسومات الأطفال؟
هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي مراعاتها قبل القيام بتحليل رسومات الأطفال، ومنها:
- يجب على الآباء والأمهات منح الأطفال حرية الرسم دون ضغط أو طلب منهم.
- يتعين عدم وضع الأطفال في موضع تنافس مع بعضهم البعض.
- ينبغي أن تكون رسومات الأطفال تعبيرًا أصيلًا وليست تقليدًا لشيء آخر شاهده.
بمجرد التأكد من توفر هذه الشروط، يمكن إجراء تحليل رسومات الأطفال بثقة. ومن الجدير بالذكر أنه كلما زادت خبرة الأخصائي في تحليل تلك الرسومات، فإن الوقت اللازم لذلك قد يقل، حيث يُمكن الوصول إلى تحليل دقيق بعد ساعتين بمعدل دقة يتراوح بين 50 إلى 80%.
أسس تحليل رسومات الأطفال
يحتاج تحليل رسومات الأطفال إلى أسلوب خاص، ويقسم إلى قسمين رئيسيين:
- القسم المهاري: يركز هذا القسم على تقييم تطور عضلات الأطفال وفقًا لأعمارهم، من خلال مراقبة أسلوب التلوين والأشكال في الرسومات.
- القسم النفسي: يُعنى بفهم المعاني الكامنة وراء الألوان والأشكال، بما في ذلك الحيوانات والأشخاص وأجزاء الجسم. ويتطلب ذلك شرحًا للأطفال عن أهمية الألوان ومكان كل جزء من الجسم.
كيفية قياس المهارات الحركية عند الأطفال
تتفاوت المهارات الحركية في مراحل عمرية مختلفة، وتستمر في التطور مع مرور الوقت. نستعرض فيما يلي كيفية قياس هذه المهارات حسب الفئات العمرية:
1- المرحلة العمرية ما قبل العامين
تعرف هذه المرحلة في علم النفس بمرحلة ما قبل التخطيط، حيث يقوم الأطفال بالرسم من خلال خربشات لا تحمل معنى واضح. تجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة مهمة لتعزيز العضلات لدى الأطفال، ويتم تقييم قدرتهم على الإمساك بالقلم والتحكم فيه.
2- المرحلة من سنتين إلى أربع سنوات
في هذه المرحلة، يزداد نشاط الأطفال في الرسم بالمقارنة مع المرحلة السابقة، حيث يشعرون بالمتعة عند تحريك يدهم ومشاهدة الأثر الذي تتركه على الورق. تُعرف هذه المرحلة بمرحلة التخطيط، ويمر الأطفال بعدة مراحل تشمل:
- خطوط عمودية.
- خطوط أفقية.
- أشكال شبه دائرية.
- أشكال دائرية.
- أشكال شبه مغلقة.
3- المرحلة من أربع إلى سبع سنوات
تُعرف هذه المرحلة بمرحلة التحضير، حيث يبدأ الأطفال في إدراك بيئتهم والتفريق بين الحيوانات والبشر. يُمكنهم رسم الأشخاص والأشياء بشكل أوضح، ويدركون الأشكال الهندسية بشكل أفضل. ومن الجدير بالذكر أن الأطفال في هذه المرحلة قد يواجهون صعوبة في إدراك الفرق بين الأحجام والأوزان، مما يؤدي بهم إلى رسم الأشياء بشكل أكبر من واقعها، كما يستخدمون الألوان للتفريق بين العناصر، رغم عدم دقتها في تمثيل الألوان الحقيقية.
بهذا، قد استعرضنا تعريف تحليل رسومات الأطفال نفسيًا، والشروط الأساسية لضمان دقة التحليل، فضلاً عن أسس تحليل رسومات الأطفال، وطريقة قياس المهارات الحركية. كل ذلك يسهم في تسهيل فهم الأمهات لرسومات أطفالهن.