ما هو تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية؟ وما هو دور الإعلام في تنشئة الطفل؟ في ظل انتشار وسائل الإعلام المتعددة، أصبح لديها تأثير كبير على المجتمع وأفكار ومعتقدات أفراده. ومع ذلك، تعتبر الفئة الأكثر تأثراً هي الأطفال. لذا، سنبحث في هذا المقال تأثير وسائل الإعلام على القيم المجتمعية والأخلاقية، وكذلك تأثيرها على نشأة الأطفال.
تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية
تعتبر وسائل الإعلام، بما فيها الإذاعة والتلفاز، والكتب والمجلات، مصادر مؤثرة على القيم الأخلاقية والمجتمعية والسلوكية للأفراد بصفة عامة، والأطفال بصفة خاصة. فهي تعمل كوسيلة للتعلم والترفيه عبر جميع الفئات العمرية، مما يجعلها سلاحًا ذا حدين.
نظرًا لأن وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في حياة الأطفال، سنستعرض فيما يلي تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية:
1- تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية
أثبتت وسائل الإعلام وجودها بقوة، خاصة مع التقدم التكنولوجي الذي شهده العالم، مما أتاح لها القدرة على التأثير على القيم الأخلاقية بشكل كبير. ويتضمن ذلك:
- تأثير وسائل الإعلام على الأفكار والسلوكيات التي يكتسبها الفرد.
- التأثير غير المباشر على الأفراد عبر تقديم أفكار معينة تحفر في عقولهم، مما ينعكس على سلوكياتهم وقيمهم.
- تعزز الصور النمطية التي تعرضها وسائل الإعلام التوجه نحو إهمال الأخلاقيات الحميدة لدى الأطفال، حيث يواجهون مشاهد عنف وسلوكيات غير سليمة في الأفلام.
- ترويج للقيم الأخلاقية المغايرة للقيم المجتمعية.
- تسليط الضوء على قضايا العنف والجريمة مما يعيد تشكيل وجهة نظر الأطفال تجاه الأمور الخطيرة بشكل عادي.
- غرس سلوكيات وأفكار تتعارض مع تقاليد ديننا الإسلامي.
- رفع شأن القيم السلبية مثل الكذب وعدم احترام الأهل.
- التأثير السلبي لعرض المحتوى غير اللائق والذي ينتهك القيم الأخلاقية والدينية.
2- تأثير الإعلام على القيم المجتمعية
تمتد تأثيرات الإعلام إلى القيم المجتمعية لكافة الأفراد، خاصة الأطفال الذين يتكيفون مع ما يرونه. ومن أبرز هذه التأثيرات:
- توجيه الرأي العام من خلال نشر آراء وأفكار محددة.
- تعزيز القيم الإيجابية من خلال نشر الأفكار التي تدعم التطور المجتمعي.
- زيادة الوعي والمعرفة بالقضايا المجتمعية.
- تشكيل صورة عن سلوك وثقافة المجتمع من خلال تقديم أنماط محددة.
- عرض نماذج سلوكية تعمل على تشجيع سلوكيات غير أخلاقية وتركز على القيم السلبية.
دور الإعلام في تنشئة الطفل
بعد فهم تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية، يجب الإشارة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه وسائل الإعلام في تنشئة الطفل الاجتماعية وتشكيل شخصيته. وإليكم الدور الإيجابي والسلبي للإعلام في هذه العملية:
1- دور الإعلام الإيجابي في تنشئة الطفل
تبدأ رحلة الطفل في التعامل مع مؤثرات المجتمع منذ الولادة، ويكون لدور الإعلام الإيجابي أهمية بالغة في إحداث تأثيرات إيجابية. ويكون ذلك من خلال:
- تعزيز لغة الأطفال وتطوير مفرداتهم.
- تسهيل تعلم القراءة والكتابة وبعض المفاهيم الرياضية.
- تنمية ذاكرة الطفل من خلال التعليم التفاعلي، مثل الأناشيد التعليمية.
- توسيع آفاق الطفل بمده بالمعارف والسلوكيات المتنوعة.
- تنمية المهارات العقلية والبدنية من خلال المشاركة في برامج مسابقات.
- تحفيز الإبداع والخيال لدى الأطفال.
- توسيع مدارك الطفل وتعزيز المعلومات اللازمة.
- تقديم الفهم السليم للسلوكيات الحسنة والسيئة.
- مساعدة الطفل في تطوير اتجاهات اجتماعية إيجابية تتماشى مع قيم المجتمع.
- تعزيز الفهم الديني من خلال قصص الأنبياء بطريقة مبسطة.
2- دور الإعلام السلبي في تنشئة الطفل
تتجلى الآثار السلبية للإعلام نتيجة غياب الرقابة من قبل الوالدين واختيار البرامج المناسبة. وأهم تلك الآثار تشمل:
- الاعتماد على الكرتون الخيالي الذي يحتوي على مشاهد عنف.
- إدمان الأطفال على مشاهدة التلفاز بشكل مفرط، مما يؤثر سلباً على تفاعلهم الاجتماعي.
- التعرض لمشاهد عنف وألفاظ غير لائقة، مما قد يعدل سلوكهم نحو العدوانية.
- التقليل من الوقت المخصص لممارسة الأنشطة والمواهب الأخرى.
- زيادة العزلة وتعرض الأطفال لمخاطر مثل التوحد بسبب الإفراط في المشاهدة.
- تأثير سلبياً على الحواس الحسية نتيجة محدودية الحركة.
إن وسائل الإعلام تمثل سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن أن تسهم بإيجابية في المجتمع أو تؤثر سلباً على تنشئة الأطفال وقيمهم. لذا، من الضروري التركيز على الإعلام النوعي الموجه للأطفال لدعم تربية سليمة وتعزيز سلوكيات جيدة.