أدوات العصر الحجري الوسيط
يعتبر العصر الميزوليتي من الفترات الحيوية التي شهدت ابتكارات في أدوات الإنسان البدائي، ومن أبرز أدوات هذا العصر يمكن الإشارة إلى ما يلي:
الميكروليت
الميكروليت هو أداة حجرية صغيرة الحجم، تتكون غالبًا من حجر الصوان، حيث يبلغ طولها حوالي 5 ملليمترات وسمكها 4 ملليمترات. تُستخدم هذه الأداة بشكل أساسي لضرب القلب وتحقيق النتائج المرجوة. تُعتبر الميكروليت أدوات حجرية صغيرة الحجم، صممت لتكون مدمجة معًا على عمود بهدف إنشاء حافة مسننة. كما أن صناعة الحجر المصقول تُعتبر ابتكارًا جديدًا ظهر في بعض المجتمعات خلال العصر الحجري الوسيط.
تشمل التقنيات الأخرى التحرر من شفرات أكبر حجمًا، ومن بين المنتجات الثانوية الناتجة عن هذه العملية هي قطع الحجر المتبقية، المعروفة باسم “ميكروبورين”. يمكن استخدام هذه القطع كأسلحة أو كسهام، حيث يجمع العديد منها معًا لتكوين حواف القطع المستخدمة في الأدوات. وقد تم العثور على العديد من الميكروليتات منذ بدايات العصر الحجري الوسيط التي تشير إلى طرق الصيد والإمداد بالغذاء.
رؤوس السهام الحجرية
على الرغم من انقراض الزخارف الفنية التي كانت موجودة في العصر الحجري القديم، إلا أن الاستخدام المتزايد لصلب البيئات المحلية، مثل حجارة الصوان، أسفر عن تطور جديد في صناعة رؤوس السهام الحجرية. استخدمت هذه الأحجار من قبل الصيادين والماة المهرة لتأمين الغذاء لمجموعاتهم.
تتنوع الفرائس التي يمكن صيدها باستخدام هذه السهام، بدءًا من الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والأسماك، وصولًا إلى الحيوانات الكبيرة مثل الظباء والغزلان. وقد أضاف الصيادون جزءًا آخر إلى سهامهم يسمى “شوك”، حيث يشبه نهاية الشوك الأزميل وهو ما يسبب جروحًا عميقة وصعوبة في الهروب.
أداة المطرقة (Hammerstone)
تعد المطرقة واحدة من أقدم وأبسط الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان في العصور القديمة. استخدمت هذه الأحجار في تقطيع الصخور الأخرى إلى شرائح ذات حواف حادة، فضلاً عن فصل قشور المكسرات والبذور، وتفكيك العظام، وطحن الصلصال لصنع الأصباغ.
أدوات إضافية
مع تراجع أعداد الحيوانات، لجأ البشر البدائيون إلى تنويع أنماط غذائهم من خلال ابتكار أدوات صيد جديدة، مثل الشباك والخطافات. كما استخدموا الفؤوس الحجرية لقطع جذوع الأشجار التي كانت تعيق حركتهم، وعُثر على زوارق وزلاجات تشير إلى أنشطتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، استخدموا عظام فرائسهم في اقتلاع الدرنات، بينما استخدموا المخرز لمعالجة الجلود والكاشطات لتليينها.
معلومات عن أدوات العصر الحجري الوسيط
تُعرف أقدم مجموعة أدوات حجرية باسم مجموعة أدوات “Oldowan”، التي اكتشفها علماء الآثار وتقدر أعمارها بحوالي 2.6 مليون سنة. وكان معظم صانعي هذه الأدوات يستخدمون اليد اليمنى، وهو ما أدى بالخبراء للاعتقاد بأن استخدام اليدين كأدوات تم تطويره في وقت مبكر جدًا من التاريخ البشري.
لم تُصنع أدوات العصر الحجري الوسيط من الحجر فقط، بل استخدمت أيضًا مواد خام مثل العظام والعاج وقرون الوعل، خصوصًا في الفترات المتأخرة من هذا العصر عندما شهدت هذه الأدوات تنوعًا ملحوظًا مما يدل على تسارع الابتكار في مجتمعاتهم. تضمن ذلك أدوات مثل الحراب، والإبر العظمية والعاجية، والمزامير العظمية التي استخدمت للعزف، بالإضافة إلى الرقائق الحجرية التي استخدمت في نحت الخشب.
فهم العصر الحجري الوسيط
يُعرف العصر الحجري الوسيط، المعروف أيضًا باسم “العصر الميزوليتي”، بأنه فترة ثقافية تمتد بين العصر الحجري القديم، الذي كان يتميز بأدواته الحجرية المتكسرة، والعصر الحجري الحديث، المعروف بأدواته الحجرية المصقولة.
يُشار غالبًا إلى هذا العصر لوصف التجمعات الأثرية في الجزء الشرقي من العالم، والتي تتشابه بشكل كبير مع الثقافات القديمة في الجزء الغربي. تُظهر المواد المستخدمة في هذا العصر مستوى أكبر من الابتكار والتنوع بالمقارنة مع ما كان موجودًا في العصر الحجري القديم.
كما شهد العصر الميزوليتي – من نهاية العصر الجليدي وحتى اكتشاف الزراعة – تأقلم البشر مع البيئات المختلفة نتيجة تغيرات درجات الحرارة والتقلبات المناخية. وفي الوقت الذي لم تصل فيه الزراعة بعد إلى سكان شمال أوروبا، بدأت الموارد الزراعية في الظهور في الشرق الأدنى خلال العصر الحجري الوسيط، أي حوالي 9 آلاف سنة قبل الميلاد.